بن سعيد آيت يدر ويرحل أحد الشامخين في تاريخ المغرب
ويرحل الرجال الأشاوش الذين طبعوا تاريخ المغرب بملاحم تبقى ندرسها للأجيال القادمة حتى تسير على نهجهم .أسألكم أيهاالصامتون الساجدون الراكعون ،المقاومون،المناضلون ،السياسيون ماذا بقي من الرجال الأشداء الأقوياء في المغرب لتقويم الإعوجاج الحاصل في كل الميادين،هل بقي رجال مثل بن سعيد وعبد الرحمان اليوسفي وعبد الرحيم بوعبيد والعديد الذين رحلوا ولم يظهر لهم أثر ،ولم تؤبنهم عائلاتهم فدفنوا في قبور مجهولة وبقيت فقط أسماؤهم تتذكرها عائلاتهم في تاريخ محدد غابوا فيه ولم يظهر لهم أثر الحسين المانوزي وغيره رجال ونساء كذلك .مثل سعيد آيت يدر سليل إحدى القبائل الأمازيغية الذين كان لهم حضور بارز في معركة التحرير،لطرد الإستعمار الغاشم ،واستمروا في النضال لتعزيز قيم الديمقراطية في المغرب .كان حاضرا في كل المعارك من أجل أن يتعلم منه شباب المستقبل الذين سيتحملون المسؤولية لتعزيز قيم الديمقراطية في بلاد مازال ينخرها الفساد.مات بن سعيد آيت يدر الذي تعلمنا منه قيم كثيرة ويأتي في مقدمتها مواصلة معركةحرية التعبير،وعدم الخنوع والمساومة في المبادئ التي دافع عنها الرجال ولقنوا الإستعمار البغيض دروسا ستبقى شاهدة على قوة الملاحم التي خاضوها.حزينون لعدم حضور جنازتك لكونك آخر الراحلين الذين تعلمنا منهم الشجاعة في قول كلمة حق،وفي انتقاد سياسة الدولة الرسمية ،وفي التعبير بكل شجاعة عن عدم الخنوع وتقويم الإعوجاج ،مهما كلف ذلك من ثمن .تغادر هذه الدنيا وستبقى مواقفك الشجاعة محفوظة في دواخلنا وقلوبنا وعقولنا.ستبقى هي عنوان بقائك بيننا ،عندما نواجه المحن نفتح الدروس التي حفظناها منك عن ظهر قلب لنواصل معركة الديمقراطية والتي نريدها أن تكون نموذجا يدرس للأجيال القادمة من أبناء هذا الوطن العزيز اعذرني أيها الشامخ العزيز لاستحالة حضور جنازتك وأنا في الشتات،عقلي سيكون حاضرا في الجنازةنيابة عن جسدي ،نم مطمئنا يارفيق نحن البديل المنتظر،سنواصل المعركة التي قدمتم من أجلها الكثير،نم مطمئنا في قبرك ستذكرك الأجيال القادمة بخير في غيابك وبذلك ستبقى حيا في ذاكرتنا ولن تموت ،
إلى آخر الرجال العظماء الأشداء الذين سجلوا حضورهم في تاريخ المغرب بمداد الفخر عزيزي آيت يدرمن القسطنطينية أبعث لك سلامي وأقول لك فخورون بماقدمته للمغرب لقد سجلت حضورك في تاريخ المغرب
حيمري البشير صحفي مقيم في كوبنهاكن الدنمارك