شخصياتمحطات إنسانيةمستجدات

المقاوم ومفجر أحداث 73 ، أحمد بويقبا في ذمة الله

د أحمد ويحمان

“ألو عمي أحمدالوالد توفى البارح كان يقول : عيط لعمك ويحمان .. لكن غرقنا في الإنعاش .. واسمح لي ما بغيتش نزعجك ..لا حول ولا قوة إلا بالله !” هكذا نعى لي هذا الصباح الدكتور صالح بويقبا والده المرحوم أحمد بويقبا. هكذا إذن يتم إعلان انتهاء مسار صاخب لوطني هاديء … والآن : *جنازة رجل !*

يكثر الحديث عن أحداث 73 .. أو أحداث مولاي بوعزة وݣولميمة .. لا يتوقف الكلام في الأطلس، وتاريخه الراهن، كلما تم الخوض في الحركة الوطنية والمقاومة المسلحة، أيام الاستعمار ، وطوال سنوات الرصاص عن *”أومدة دو ضݣال نس “* ومعناها بالأمازيغية ” أومدة وصهره . أما أومدة فهو أسطورة الكفاح المسلح بكل جبال الأطلس، المرحوم محمد أومدة الذي أسلم الروح أواسط الثمانينات في منفاه حيث أفلت من تنفيذ حكم الإعدام فيه، بعد إعدام رفاقه موحى أولحاج أمحزون وعمر دهكون ولحسن أيت عمي وغيرهم … رحم الله الجميع . أما صهره فالأمر يتعلق بمن يغادرنا اليوم ليوارى الثرى إلى مثواه الأخير أبو صالح سي أحمد بويقبا رحمة الله عليه . منذ فتوته الأولى كان، وهو ما يزال يافعا قد انخرط إلى جانب رفيقه البطل محمد أومدة، الذي سيصبح صهره بزواجه من شقيقته عايدة بويقبة؛ الوجه المشهور في سنوات الرصاص وفي ملفات وجلسات الاستماع زمن الإنصاف والمصالحة . سجلت الذاكرة المحلية، خلاف “سجلات المقاومة” عمليات بطولية أذاقت المرار للمستعمرين الفرنسيين ( سبق وتناولناها في كتاب آيت سلك) .. وكان أبطالها أومدة وبويقبا .. لكن متطفلين، لا علاقة لهم بالمقاومة سطوا على هذه العمليات وزوروا التاريخ ونسبوها لأنفسهم فأصبحوا مقاومين !!! هي نفس حكايات الكوميسير / المقاوم إياها ! أما بويقبا وأومدة فلقد كان عملهما لله وللوطن .. وعند اشتداد القمع والاستبداد والتسلط والانقلاب على الاستقلال واستحقاقاته، لم يترددا مع رفاقهم في المقاومة وجيش التحرير في تحمل مسؤولياتهم لاستكمال تحرير ماتبقى من التراب الوطني تحت الاستعمار وكذا تحرير الإرادة الشعبية، في إطار الميثاق الوطني، من عملاء الاستعمار وقدماء الجيش الفرنسي والإسباني الذين انقضوا على الدولة واستولوا على مفاصيلها لمواصلة خدمة الأجندة الاستعمارية كوكلاء . كان لابد من أجل ذلك من تضحيات ومن أثمان .. فكان المرحوم سي أحمد، مثل كل رفاقه في الذمة .. وما أثقلها من تضحيات .. عندما عاد المرحوم من منفاه السحيق لأزيد من عقدين من الزمن، بعدما نجا من تنفيذ حكم الإعدام فيه، كان، مثل رفيقه المرحوم سيدي حمو عبد العليم، يرد على من يزايدون عليه وعلى رفاقه باللجوء إلى السلاح :

+ هل كنا حملنا السلاح في وجه دولة ديمقراطية ؟

+ هل حملنا السلاح في وجه دولة لها دستور ؟

+ هل حملنا السلاح في وجه مؤسسات تحترم إرادة الشعب ؟

( …. )وداعا أبا صالح .. وستبقى في سماء الوطن واحدا من نجوم كرامته، نخلد ذكراك رمزا للصمود والصلابة والتضحية على درب الحق والحرية والإباء، حتى نلقاك . رحمك الله سي أحمد وجزاك خير الجزاء عن كل تضحياتك من أجل الوطن ومن أجل فلسطين، التي، شأن كل رفاقك، ما احتسبتموها أبدا لغير الله والوطن، لا تريدون بها جزاء ولا شكورا . تعازينا الحارة لكل لرفيقيك سي البشير الزين النجار وسي عبد الله المالكي فرزات ولكل إزيان وكل إمازيغن وكل المغاربة الأحرار .

اللهم بدل محبته صبرا .إنا لله وإنا إليه راجعون .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube