أخبار المهجرحيمري البشيرمقالات الرأي

فرنسا في عهد ماكرون هل سيبدأ خيار عودة المسلمين إلى ديارهم الأصلية

ماكرون الماسوني بامتياز أصبح من أشد أعداء الإسلام والمسلمين،ليس وحده في الساحة السياسية الفرنسية،بل ازدادت وجوه بمينية حقدا على الإسلام والمسلمين بالمصادقة على قانون جديد للهجرة قدمه وزير الداخلية دارميان وتم التصويت عليه في البرلمان رغم معارضة أحزاب اليسار الذين أصبحوا لايشكلون إلا أقلية رغم خطابهم القوي المعارض للقانون الجديد ،والذي سيهدد مقام العديد من المهاجرين من أصول مسلمة في فرنسا ويشدد التضييق على ممارساتهم العقائدية الإسلامية في المجتمع الفرنسي رغم أن عددهم يتجاوز ثمانية ملايين .قانون الهجرة الجديد الذي تم تمريره يستهدف ليس فقط المهاجرين السريين بدون وثائق تسمح لهم بالإقامة في الجمهورية الفرنسية التي منذ تأسيسها رفعت شعارالمساواةوالأخوةوالصداقةوالتضامن مع كل مكونات المجتمع الفرنسي .فرنسا الدولة الإستعمارية التي نهبت خيرات إفريقيا ،تغيرت سياستها اتجاه مستعمراتها السابقة في إفريقيا ،بسبب صحوة شعوبها ضد الجيوش الفرنسية في العديد من مستعمرات فرنسا السابقة ،وضد النهب التي مارستها فرنسا لمختلف ماكانت تزخر به أراضي وباطن العديد من الدول الإفريقية الصحوة المتأخرة لمستعمرات فرنسا السابقة زعزعت ماكرون الرئيس الحالي لفرنسا ، التغيير الذي وقع في العديد من الدول الإفريقية دفع العديد ممن الذين قادوا انقلابات في العديد من الدول إلى الضغط والمطالبة بانسحاب القوات الفرنسية التي بقيت لسنين طويلة تتدخل في الإنتخابات ودعم الموالين لسياستها لاستمرارها في استنزاف خيرات العديد من الدول وبالخصوص معدن الأورنيوم الذي كانت تستعمله فرنسا في تشغيل محطاتها النووية ،فرنسا لم تقتصر على استنزاف المستعمرات الإفريقية السابقة فقط من الأورنيوم بل مناجم الذهب وغيرها من المعادن الثمينة التي كانت تزخر بها العديد من الدول الإفريقية .ولعل التغيير الذي وقع في مواقف العديد من الدول الإفريقية من فرنسا في عهد الرئيس الحالي يرجع لسياسته اتجاه الأغلبية من المهاجرين الأفارقةالذين يتشبثون بالإسلاموأصبحوا يشكلون قوة ناخبة في المجتمع وصفهم ماكرون واليمين المتطرف بأوصاف مرفوضة ،وكانت مثار رد فعل عنيف ومظاهرات ،ثم سياسة وزير الداخلية الذي ربط الإسلام كدين بالتطرف والإرهاب وماكرون الذي قال أكثر من مرة بأن الإساءة للرسول محمد (محمد صلى الله عليه وسلم)يندرج ضمن حرية التعبير وقد كان رد المغاربة عليه بالخصوص قوية في مقابلة نصف النهاية بين المغرب وفرنسا في كأس العالم بقطر ،وكانت رسالة الجماهير المغربية رسالة قوية لماكرون.إلا أنه لم يستوعب الرسالة وأعطى تعليماته لوزير داخليته لمراجعة قوانين الهجرة والتضييق أكثر على المسلمين بإغلاق العديد من المساجد وترحيل العديد من الأئمة حتى الذين ازدادوا وترعرعوا في فرنسا وحل أكبر تجمع للمسلمين في فرنسا والذي كان يقوده أستاذ جامعي مغربي .وتمرير قانون الهجرة الجديد الذي تم تمريره بدعم من اليمين المتطرف سيفتح صراعا في المجتمع الفرنسي .إن قرار حل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي كان يقوده محمد الموساوي من طرف الرئيس الفرنسي ماكرون وترحيل مجموعة كبيرة من الأئمة وإغلاق العديد من المساجد من طرف وزير الداخلية ،ومراجعة الإتفاقيات المبرمة بين فرنسا والدول الإسلامية وإغلاق الحدود الفرنسية أمام البعثات الدينية في شهر رمضان سيشعل الصراع من جديد في المجتمع الفرنسي وسيزداد التضييق على المسلمين ومصادرة حقوقهم في ممارسة طقوسهم الدينية بعيدا عن الصراع السياسي الذي تعرفه الساحة الفرنسية ،وتحالف حزب ماكرون مع اليمين المتطرف بالمصادقة على قانون الهجرة الجديد ومايتضمن من قوانين وقرارات تستهدف بالدرجة الأولى حتى المسلمين المزدادين بفرنسا سيزيد من الإحتقان داخل المجتمع الفرنسي والقانون الجديد المصادق عليه في البرلمان الفرنسي ،والتوتر الذي تعرفه العلاقات الفرنسية مع العديد من الدول الإفريقية سيدفع لمزيد من التدهور وستفقد فرنسا مزيدا من مصالحها في العديد من الدول الإفريقية.إذا في اعتقادي وهذا رأي العديد من المتابعين للشأن في فرنسا أن وضع الإسلام في فرنسا يعرف منعطف خطيرا وأن المسلمين باتوا مدعوين للتعبئة والتضامن فيما بينهم لمواجهة مايتعرض له المسلمون والإسلام كعقيدة سمحة في المجتمع الفرنسي .إن قرار منع دخول الأئمة والوعاظ في شهر رمضان للتراب الفرنسي سيخلق مزيدا من التوتر في العلاقات الفرنسية الإفريقية .وأن توجيه اتهامات بالتطرف والإرهاب لمواطنين فرنسيين من أصول مغاربية بالخصوص سيزيد من الإحتقان في المجتمع الفرنسي ،ولن يخدم التعايش والتسامح وقيم الجمهورية الفرنسية.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube