لماذا تقف أمريكا دائما إلى جانب إسرائيل ؟
هل أمريكا تخاف من غضب إسرائيل ؟ماالسر وراء هذا الخوف؟لماذا بين اليهود أنفسهم ،هناك من يعارض مواقف الحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن في إسرائيل ويساند حقوق الشعب الفلسطيني وضد العدوان الذي يتعرض له؟وجوابا على السؤال الجوهري،لماذا تخاف أمريكا من إسرائيل وليس العكس ؟لأن هناك لوبي قوي يسيطر على الإقتصاد والإعلام ويلعب دور كبير في تشويه الحقائق التاريخية و ترجيح كفة المرشح الذي يخدم المشروع الصهيوني في كل الإنتخابات التي جرت وستجري مستقبلا في الولايات المتحدة الأمريكية.إن اليهود في الولايات المتحدة وكندا وفي العديد من الدول في أمريكا اللاتنية وأروبا استطاعوا أن يشكلوا ورقة ضغط قوية في كل المحطات الإنتخابيةلترجيح كفة كل السياسيين الذين يدافعون عن مشروعهم السياسي لدعم دولتهم التي تسعى لإقامة إسرائيل الكبرى وتوسيع حدودها لتشمل أراضي أخرى على حساب دول الجوار .إن عدم الإستقرار الذي يعيشه الشرق الأوسط ،مرده للصراع الديني الذي بات ظاهرا للعيان،من خلال تغليط الرأي العام العالمي بأن اليهود يتعرضون للإضطهاد ومعاداة السامية من طرف الشعب الفلسطيني الذي صودرت أراضيه وممتلكاته ،ويعيش حياة الذل والهوان محاصرين حتى في بيوتهم في العديد من المدن الفلسطينية في الخليل ورام الله والقدس ،حيث يستمر المستوطنون مصادرة ممتلكاتهم تحت حماية قوات الإحتلال .لقد تأكد للجميع من خلال مايجري على الأرض أن حكومة النتن ياهو لا تريد السلام وحل الدولتين وإنما تسعى لتكبيل أيادي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ومحاصرة التجمعات السكانية .وما ترتكبه في غزة بعد ستة عشر سنة من الحصار والتحكم في المعابر وتجويع السكان هو عقاب جماعي لأكثر من مليوني فلسطيني مسلمين ومسيحيين،وعقاب لأنهم رفعوا شعار الجهاد وباتوا لا يفكرون سوى في حل واحد إم الجهاد لفك الحصار وتحرير الأرض وإما الإستشهاد ،لأنهم لم يعودوا يثقون في الأمم المتحدة ولا في مجلس الأمن المقيد بالفيتو الأمريكي ولا بالأمم المتحدة وأمينها العام الذي نطق بالحق وقال بصريح العبارة أن ماقامت به المقاومة لم يأتي من فراغ فاتهمته دولة الإحتلال بأوصاف لا تليق بمقامه وسط استغراب المجتمع الدولي .ثم لابد من التعليق على الذين يتبنوا فكرة بين قوسين من حق إسرائيل الدفاع عن النفس بعد أحداث السابع من أكتوبر ،وهم بذلك يدافعون عن المجازر التي ترتكب في حق المدنيين ،عشرون ألف شهيد وأكثر من ستون ألف جريح والعدد في تزايد لأنه لم يعد هناك مستشفيات بل كلها خرجت عن الخدمة بالقصف العشوائي ،واستهداف الأطباء والأطقم التمريضية.وكل ماترتكبه إسرائيل في حق المدنيين تعتبره أمريكا وحلفاؤها ليس إرهابا .أين نحن من احترام القانون الدولي مما يجري على الأرض في كل مدن غزة من دمار شامل وتجويع ،واستمرار الحصار وعدم احترام حتى القرار الصادر في مجلس الأمن والأمم المتحدة بفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية.إسرائيل تتحدى القانون الدولي والعالم بإغلاق كل المعابر وتشديد الحصار حتى المدن في الضفة الغربية ولا أحد من الدول الغربية يتحدث عما يجري للشعب الفلسطيني من حصار وإذلال وتنكيل وتخويف وتجويع .ومع ذلك أثبت الشعب الفلسطيني للعالم أنه صامد ضد الإحتلال ،وتأكد له أن المقاومة هي البديل لانتزاع الحق وأن مسلسل المفاوضات مع حكومة المستوطنين والمتطرفين الحقيقيين يتزعمهم بن غفير ،لن يجدي نفعا ،وأن تحقيق الحلم بإقامة الدولة الفلسطينية بات بعيدا في ظل مايجري على الأرض .وأن حكومة النتن ياهو هي حكومة استيطان وإلغاء كل الإتفاقات السابقة .بصيص الأمل المتبقي هو صمود الفلسطينين في الخارج بدعم من مختلف العرب المسلمين والشرفاء من اليسار الأوروبي في القارات الخمس بالإضافة إلى الإعلام الحر الذي يلتزم بالقيم ويندد بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي مفضوح.نحن على مشارف الشهر الثالث من القصف والقتل في حق الأطفال والنساء ،والمواطنين العاديين الذين لا علاقة لهم بالجهاد ولا بحركة حماس و استمرار التدمير للمدن في غزة والتجويع ،يعني تفريغ غزة بكل الطرق المحرمة دوليا ،تطهير عرقي واضح مازالت الطاغوت الأمريكي يدافع عنه ويدافع عنه كذلك العديد من الزعماء الأوروبيين .إلى أين يسير العالم في ظل ماترتكبه إسرائيل في غزة وفي الضفة .شخصيا لم أعد أومن بالقيم الغربية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي يتبناها الغرب بصفة عامة.وأرى أن العالم يسير في اتجاه منحدر ومنعرج خطير باستمرار التعنت الإسرائيلي في تحقيق نصر سينهي حياة الرهائن الذين هم محتجزين لدى حركة حماس وتصر من أجل إطلاق سراحهم أحياء إفراغ كل السجون الإسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين الذين منهم من قضى أكثر من أربعين وثلاثين سنة من التعذيب في السجون الإسرائيلية.ومن غير إفراغ السجون الإسرائيلية ووقف الإستيطان وحل الدولتين لن يكون هناك سلام عادل . بقي شيئ أثار حفيظتي من خلال متابعتي لوسائل الإعلام هو غياب التغطية الإعلامية الدولية لموقف السلطة الفلسطينية مما يجري على الأرض باستثناء مشاركة ممثل السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة ومسلسل التضييق الذي تمارسه الإدارة الأمريكية عليه،وأخيرا وليس آخر أتمنى للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية أن تكون السنة الجديدة التي هي على الأبواب سنة سلام وتحقن دماء الشعب الفلسطيني التي روت به ليس فقط غزة وإنما كل المدن الفلسطينية ،ونتوجه بالدعاء إلى الله أن يحمي المرابطين في الأقصى والضفة وأن يرحم الشهداء الذين سقطوا في غزة فداءا للحرية والدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك