أخبار دوليةحيمري البشير

من ينصف الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الإحتلال

ماجرى اليوم ضربة موجعة لإسرائيل ،وتحدي كبير ركبته حركة حماس التي تقود المقاومة من قطاع غزة.والتي فاجأت إسرائيل والعالم بهذه العملية الكبيرة والنوعية .والتي أطلقت عليها طوفان الأقصى .حركة حماس أعادت الأمل لكل الفلسطينيين بالداخل والذين يعيشون في الشتات بأن لاسلام من دون حل الدولتين،وعودة اللاجئين ،وأنهم لن يقبلوا استمرار الحصار لأكثر من ستة عشر سنة.الفلسطينيون الذين دخلوا المعركة اليوم وهم يعلمون أن إسرائيل ستستهدف المدنيين بقصف الأبراج السكنية في غزة وهذا مافعلته وسيرد الفلسطينيون بدورهم بقصف بالصواريخ على تلابيب وباقي المدن الإسرائيلية .الرد الإسرائيلي سيكون بالأرض المحروقة والقصف العشوائي رفعا لمعنويات الإسرائيلين .الفلسطينيون ملوا من انتظار المجتمع الدولي لإنصافهم .دول الخليج دعت لاجتماع طارئ لدراسة الوضع .والكل ينتظر رد الفعل الإسرائيلي والذي لن يكون أقصى مما عاشه الفلسطينيون لسنوات ،ورد إسرائيل بقصف البنية التحتية لن يولد إلا مزيدا من الصمود لمواصلة المعركة حتى انتزاع الحق الفلسطيني .العالم الإسلامي لن يلتزم الصمت عما يجري من دمار وإزهاق أرواح الأبرياء .والأزمة سيعاني منها الفلسطينيون والإسرائيليون والتهديدات التي يطلقها نتانياهو لن تكبح إرادة الشعب الفلسطني في مواصلة النضال ،بعدما ملوا من الإنتظار .ما لقنته المقاومة اليوم لإسرائيل يدفع لحشد وتعزيزات للجيش الإسرائيلي لمحاصرة غزة واجتياحها من دون شك وهذا الإجتياح سيكون مكلف وسيسقط المزيد من الإسرائيليين وستكون حربا ضروسا بين الطرفين تهدف اجتياح غزة والذي سيكون مكلفا للطرفين .اليوم سقط حوالي مئتان وخمسون قتيلا من الجنود الإسرائليين،وسقط العديد من المدنيين الفلسطينيين بالقصف العشوائي للأبراج السكنية وهم شهداء عند ربهم .ليس هناك أرقاما دقيقة للذين سقطوا من الجانب الفلسطيني مايجري ،هو نتيجة سكوت مجلس الأمن والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي ،عن الإنتهاكات الجسيمة التي يعاني منها الفلسطينيون ،والأوضاع ستزداد سوءا باستمرار القصف الإسرائيلي المتواصل والحصار المفروض على غزة والمدن الفلسطينية والإنتهاكات المتواصلة في القدس والمسجد الأقصى ،إلى متى يبقى الفلسطينيون تحت الحصار ،إلى متى تستمر الدول الكبرى غض الطرف عما ترتكبه إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني .ماجرى اليوم تحول نوعي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ،والذي يفرض من جديد ضغط المجتمع الدولي لفرض حل الدولتين ووقف سقوط المزيد من الطرفين .العالم يتابع مايجري على الأرض في عدة مواقع والتحدي الذي رفعته المقاومة الفلسطينية ضد الإحتلال ،أعادت الأمل للشعب الفلسطيني في انتزاع حق الدولتين ووقف الإستيطان والحصار .مايجري على الأرض يتطلب اجتماع طارئ للتنديد بما ترتكبه إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني .أتابع مايجرى من نقاش في الدنمارك وإذا كانت رئيسة الحكومة قد نددت بماقامت به المقاومة وعبرت عن موقفها المساند لإسرائيل ،فإن العديد من الدنماركيين والدنماركيات يختلفون معها ويعارضون دعم إسرائيل ،بل يعتبرون مايجري ردا على استمرار إسرائيل في احتلال الأراضي الفلسطينية والشارع الدنماركي منقسم بين معارض لموقف الحكومة المساند لإسرائيل والذي اعتبر ماقامت به المقاومة إرهاب .أصوات متعددة ارتفعت في الشارع العربي يطالب بدعم المقاومةوفرض حل الدولتين والرجوع لطاولة المفاوضات .المعركة لن تتوقف في فلسطين وإنما لانستبعد أن يرفع حزب الله للسلاح لفتح جبهة جديدة.كل شيئ ممكن في ظل مايجري على الأرض .حكومة إسرائيل برءاسة بنيامين تعيش امتحان عسير بسقوط أكثر من 250قتيل وأسر أكثر من 100منهم جنود برتب مختلفة من بينهم جنرال ومقتل عقيد .هل العمليات النوعية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية اليوم ستفرض على الحكومة الإسرائيلية للعودة لطاولة المفاوضات،لانتزاع الحقوق الفلسطينية؟كيف سيكون موقف الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمجتمع الدولي مما يحدث الآن ؟أسئلة ينتظر العالم بدءا من الغذ ردود الفعل التي ستصدر من جهات متعددة من أجل العودة لتهدأة،والتي يجب أن يعقبها سلام عادل ،لن يكون إلا بحل الدولتين .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube