حيمري البشيرمحطات إنسانية

عودة الحياة للمناطق المنكوبةالتي ضربها الزلزال

سماها البعض المغرب العميق،أو المغرب المنسي ، أو المغرب المهمش الذي غابت عنه مظاهر التحضر لكنه بقي محافظا على قيمه الإسلامية المثلى، مهد حضارة قديمة،حضارة المرابطين والموحدين والمرينيين والسعديين .منطقة أنجب الفقهاء والعلماء وحفظة وحافظات للقرآن اللواتي والذين تحملوا رسالة نبيلة،فتمسكوا بكتاب الله وبالإسلام وبالقيم وعاشوا عيشة البسطاء لم يصلهم التقدم و الطفرة التي تعرفها المدن غير بعيد عنها مراكش وآكاديروغيرها ، من المدن التي تجلب الزائرين إليها ،لأنها جمعت بين معالم التمدن والحضارة الإسلامية التي عرفتها عدة مدن وجهات بمغربنا الحبيب .ومآثر تاريخية شاهدة على عهد المرابطين ، وكل الملوك الذين حكموا المغرب .الحوز الإقليم الأكثر تضررا من الزلزال سيبقى في ذاكرة كل مغربي ومغربية بل العالم الذي تابع الكارثة الإنسانية التي حلت به والذي شاءت القدرة الإلاهية أن يبقى محافظا على معالم الحضارة التي عرفتها مناطق عدة في المغرب شمالا وشرقا وغربا. سكان هذه الجبال عاشوا عيشة البسطاء ،،ضعفاء ،منسيون ،لكنهم متشبثون بالقيم وبالإسلام وبالقرآن ومعالم الحضارة والتاريخ الذي عرفته المنطقة. وعلى رأسها المساجد التي بنوها فوق الهضاب وقمم الجبال.وكانت المكان الآمن لحفظة القرآن الذين تشبثوا بالأرض وعاشوا عيشة البسطاء ،الزلزال ، الذي ضرب المنطقة ،خلف خسائر وأزهق أرواحا فأصبحوا في عداد الشهداء ،لقد رحل من رحل.لكن الحياة تعود من جديد وبوجه جديد ، بسبب الهبة الشعبية والتضامن ، والتلاحم الشعبي المنقطع النظير للشعب المغربي بالداخل والخارج ولكل الشرفاء في العالم وفي الوطن العربي والإسلامي .لقد عادت الحياة من جديد ، لهذه الأرض الطيبة التي أنجبت حفظة القرآن،والزلزال كان سببا في عودة الحياة للمنطقة ،بعد أن تفجرت عيون وجرت وديان ،وسط ذهول وانبهار الساكنة.الزلزال الذي ضرب المنطقة كان له الفضل في إبراز معالم المنطقة، وطبيعة سكانها ،للعالم. بفضل التغطية الإعلامية لحياة سكان بسطاء كرماء في طبعهم ،يحمدون الله على ما أعطاهم ،وعلى ما أخذ منهم .لن ينسى المسلمون في العالم ماقامت به النساء اللواتي ساهمن في بناء مسجد في أعلى القمم بحملهن مواد البناء قوافل وصعودهن لأعلى القمم وكان نصيبهن الشهادة بالرحيل الجماعي .المرأة القروية في هذه المنطقة الجبلية لإقليم الحوز أثبتت قدرتها على تجشم الصعاب والمحن والتمسك بالقيم ومنافسةالرجل في مواجهة مصاعب الحياة،وفي الحفاظ على القيم الإسلامية النبيلة. الزلزال سيغير وجه المنطقة المنكوبة وهو وعد الدولة المغربيةبمساهمة كل المغاربة ،والفئات العريضة التي عاشت عيشة البسطاء سيتم إنصافهم بوعد من الدولة المغربيةفي إطار التضامن الوطني .ووجه المنطقة سيتغير لا محالةبمرور سنوات قليلة،هذا وعد مسؤول ،والحياة ستعود من جديد وبوجه جديد إن شاء الله.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube