حيمري البشيرمأساة إنسانية

سيرة الراحل الدراسية وشغفه بكرة القدم

كان في مسيرته الدراسية والتي بدأها في سن السادسة نشيطا ومهتما فكانت نظرة بعض المعلمات له ،مقلقة لم تخلو مدرسة ،من العنصرية خصوصا إذا كان الطفل أو الطفلة من أصول مسلمة وعربية،كان نضال سريع البديهة والذكاء ،ونشيط في الفصل ويحاول بسرعة الإدلاء برأيه منذ صغره مما سبب له بعض المشاكل مع بعض المعلمات ،لكن بسرعة ينضبط ويتجاوب مع مجموعة القسم ،كسب صداقة الكثير من التلاميذ والتلميذات وكان الجميع يكن له الإحترام والتقدير ويسعى لكسب صداقته ،كان إلى جانب الدراسة شغوفا بكرة القدم فسجلته في نادي كوبنهاكن فس ،كان مواظبا على التمارين مرتين في الأسبوع ومع مرور الوقت أربع مرات في الأسبوع زائد المشاركة كل يوم سبت أوأحد في المقابلات الرسمية .كان رحمه الله يتميز بطول القامة فاختار اللعب وسط الدفاع وتألق مع مرور الوقت في العديد من المباريات ،مما جعل مدربه يعتمد عليه في كل المباريات التي يجريها ،كسب تعاطف واحترام كل الأصدقاء الذين كانوا يلعبون معه،وازداد اهتمام النادي به بسبب طول القامة.كان طموحه أن يلعب يوما ما مع الفريق الوطني المغربي ،وكان متابعا لمسيرة العديد من اللاعبين المغاربة الذين تألقوا مع الفريق الوطني المغربي ،ومحبا للنهضة البركانية التي تابع إحدى مقابلاتها ليلة وفاته ،كان سعيدا بتألق النهضة البركانية وتواعدنا أن نسافر لحضور مقابلة نهاية الكأس بملعب الأمير مولاى عبد الله بالرباط لكن القدر كان أقوى،ورحل قبل أن يحمل الكأس في صورة للذكرى كما حملها سابقا .مسيرته الكروية توقفت بسبب عدم سفره مع ناديه في إحدى التربصات في إيطاليا والتي تزامت مع شهر الصيام،ففضل البقاء معنا لقضاء شهر رمضان وبعد انتهاء شهر الصيام سافرنا إلى المغرب في عطلة دامت خمسة أسابيع وعند عودته لمس سلوكا من مدربه لم يعجبه بحيث تعمد عدة مرات عدم إدخاله للمقابلات الرسمية رغم أنه عاد للتداريب بجدية حتى يحافظ على مكانته في الفريق .فانزعج كثيرا من سلوك المدرب بعدم الإعتماد عليه في المقابلات الرسمية،فقرر عن طواعية تغيير النادي بعيدا عن مقر سكنانا فكنت أجد صعوبة في مصاحبته بحكم التزامي في العلم ،كان يمتطي الحافلة أو القطار للإنتقال حوالي عشر كيلومترات ثلاثة مرات في الأسبوع زائد يوم المقابلة وكنت دائما حاضرا أنقله بسيارته وأشجعه على مواصلة التداريب،كان يصاحبني العديد من المرات لمتابعة المقابلات التي كان يجريها فريقه المفضل fckøbenhavn وكان حلمه أن يلعب يوما ما في الفريق الأول.كانت مسيرته الكروية ناجحةولكن مع مرور الوقت كان يتفرغ أكثر للدراسة،وكلما ازدادت سنوات الدراسة كلما كثرت الواجبات الدراسية،وأصبح همه أن يكون ناجحا في دراسته،فأحس شيئا بالتعب ،فتبخر حلمه ليصبح لاعبا محترفا ويلعب يوما مع الفريق الوطني المغربي،اهتم بالدراسةوانتقل من الصف التاسع للثانوي ليقضي ثلاث سنوات ويحصل على الباكلوريا .كان حلمه التخصص في ميدان الطاقات المتجددة وكان يتابع اهتمام المغرب بهذا المجال،كان يحلم متابعة دراستهم الولايات المتحدة ،وكان كل مرة في إطار المزاح وهو يعرف موقفي من أمريكا والإمبريالية الأمريكية ،يقول لي أنا «أتابع دراستي في الولايات المتحدة،وينتظر جوابي بسرعة.كان له مواقف واضحة من أمريكا .كانت مسيرته الدراسية ناجحة بعد حصوله على شهادة الباكلوريا.لكن القدر كان أقوى ولم يحقق لا حلم الاحتراف كلاعب في كرة القدم بسبب التزامه في الدراسة،ولا متابعة دراسته العليا في مجال الطاقات المتجددة.كان رحمه الله ذكيا في مادة الرياضيات والفيزياء كنت دائما أحضر الإجتماعات مع أساتذته،وكنت كل مرة أخرج فخورا به وبالنتائج التي يحققها.وإلى جانب اهتمامه بالدراسة فكان يهتم كذلك بالسياسة وقد حضر معي عدة لقاءات سوف تكون موضوعا لمقالي المقبل

حيمري البشير كوبنهاكن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube