مقالات الرأي

شتان بين المكاسب والمصائب

بقلم: عمر بنشقرون. لقد خيم نفور الاليزيه بظلاله على وضع العلاقات السياسية بين مملكتنا الشريفة وجمهورية فرنسا منذ أزيد من سنتين. فنتجت عنه سلوكات أحادية فرنسية لم تحسب الحكومة الفرنسية مداها. فكان للاعتراف الصريح للولايات المتحدة وإسبانيا واسرائيل مؤخرا وتحديد موقف ألمانيا وهولندا من مغربية الصحراء وقع سلبي على السيد ماكرون الذي وجد نفسه محرجا و أصبح موقفه متجاوزا. وعلى عكس ذلك، تقاربت استراتيجيات الشركات الفرنسية العملاقة مع مخططات الحكومة المغربية. حيث قررت شركة ألستوم الفرنسية تشييد مصنع جديد لها في المغرب باستثمار قيمته 160 مليون درهم. استثمار من شأنه بيان الرغبة الجامحة لفرنسا في تهدئة التصعيد المغربي ضد مصالحها والتقليل من آثارها في قضية الأمن بإفريقيا. لقد تعددت الأخطاء الفادحة التي ارتكبها ماكرون و أتباعه جيراننا من الشرق في عدة قضايا إقليمية و خصوصا في قضية وحدتنا الترابية حيث لا يؤدي ذلك إلا إلى تعزيز فشلهما الذريع و التشكيك في علاقاتهما الحالية مع رؤى النظام العالمي الجديد. و تبقى الجزائر، التي تعتمد بشكل أساسي على الواردات الأوروبية لضمان عيش شعبها المقهور وفي ظل عدم مطابقة مواقفها الدبلوماسية مع مصالح الدول الغربية العظمى؛ في حال ترقب واضح لحالة فرض حظر من الغرب عليها. وسيقامر المدعو تبون ومن معه في مخاطرة لا تحمد عقباها وخوض تجربة أسوأ لحظات الفقر في تاريخ شعب بأكمله. وفي مقابل ذلك، وطبقا بعمل دبلوماسية رزينة، يعمل المغرب بهدوء على ترسيخ مكانته كرائد إفريقي في السياسة والرياضة ما سيمكنه على المدى القصير والمتوسط ​​من أداء دوره بالكامل كحزام نقل بين الغرب وأفريقيا. نعم، هنا، تنطبق علينا مقولة: مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube