حيمري البشيرمقالات الرأيمن المهجر

مازال الجدل قائما بين الناشطين في الإعلام بالخارج

صورة تجمعني مع الصحفي المتميز ناصر عبد الصمد في اللقاء المفتوح الذي نظمته القناة المغربية الأولى الصيف الماضي والذي حضره صحفيون وصحفيات من مختلف بقاع العالم

في ندوة شاركت فيها بالأمس شارك فيها صحفيون وإعلاميون في الداخل والخارج،كان محورها الأساسي يتعلق تغييب الإعلام الرسمي المغربي للمشاكل التي تتخبط فيها الجالية المغربية في كل بقاع العالم ،وتم التركيز بعفوية على ماأصبحت موسمية وبالخصوص مايتعلق بغلاء تذاكر السفر الناتجة عن تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية وأزمة كورونا ،ثم ندوة الأمس كانت مناسبة لفتح نقاش حول مسألة المشاركة السياسية وأحقية مغاربة العالم في تدبير الشأن العام لحل كل المشاكل المرتبطة بالهجرة،والتي اعتبرها البعض ليس الحق لرجال الإعلام والصحافة الخوض فيها .وهذا الموقف في حد ذاته يثير جدلا ،قد يغير مسار النقاش الذي نريد أن نضعه على السكة،لأنه لا يمكن أن يتجرد الإعلامي والصحفي من مواقفه السياسية التي تخدم الهجرة بالدرجة الأولى.اخترنا ميدان الإعلام والصحافة بنية للخوض في كل القضايا التي تهمنا في بلدان الإقامة لنكون جزءا فاعلا في المجتمعات التي نعيش فيها ،ونساهم في تنوير أبناء جلدتنا والشعوب التي نعيش بينها في السياسة في تدبير الشأن العام في البلدان التي نعيش فيها ،في المساهمة في النقاش السياسي لأنه لايمكن أن نفصل بين السياسة والعمل الإعلامي لأنه شامل،وملزم على الإعلامي والصحفي أن يميز بين الخبيث والطيب في العمل الذي يقوم به.ولايمكن أن نقبل مقولة تحريم السياسة عن رجال الإعلام والصحافة.لأن للصحفي وجهة نظر ومواقف مما يقع سواءا في بلدان الإقامة،أوبلدنا المغرب .نقاش الأمس جرنا لجدل آخر لا أتفق معه مطلقا ،فالذي يعارض الخوض في الملفات المرتبطة ببلدنا وبالخصوص فيما يتعلق بالصراع مع الجزائر والكتابة والتوضيح في مواقف الدول التي نعيش بينها فيما يخص قضية الصحراء بالخصوص،فهذا يعتبر في نظري خطأ لا يمكن قبوله .كصحفيين وكإعلاميين يجب أن نساهم في تنوير الرأي العام في بلدان التي نعيش فيها،ونقدم في طبق أهم المعطيات التي نمتلكها للرأي العام في البلدان التي نعيش فيها ،وكذلك لابد من تنوير الرأي العام الوطني والجالية في بلدان الإقامة جزئ مهم يجب أن نقدم لهم ماينتظرونه منا كرجال إعلام وكصحفيين.وملزمون كصحفيين وكإعلاميين الخوض في السياسة في بلدان الإقامة وفي المغرب .الصحفي والإعلامي يجب أن يكون مواكب لمايجري في البلد الذي يعيش فيه ويقدم يوميا الحصيلة والمواقف التي ينتظرها القارئ والمستمع والمشاهد ،حتى يكون جزءا من المجتمع الذي يعيش فيه.المواكبة اليومية لمايجري في الساحة تفرض عليه الكتابة والشرح والتوضيح لكل الذين هم في حاجة للتوضيح من عامة الناس ومن شريحة مثقفة كذلك تريد معرفة التطورات التي تجري في المجتمعات التي نعيش فيها وكذلك المتعلقة ببلدنا المغرب .نريد الخروج من النقاش العقيم ،الذي يطوق الصحفي بقانون التحريم وعدم الخوض في السياسة ،لأن الصحفي والإعلامي يجب أن يخوض في كل القضايا والأمور التي تهم المواطن والمجتمع الذي نعيش فيه وبلد الإنتماء.مازلنا لم نتسلح بالجرأة للخوض في كل الأمور كرجال اختاروا ميدان الإعلام والصحافة ،وهم ملزمون في عملهم الخوض في كل الأمور،ويقولون وجهة نظرهم في كل القضايا ،ويكون لهم مواقف سياسية يدافعون عنها .ومايهمنا كمغاربة يعيشون في المهجر في بلدان مختلفة والقاسم المشترك الذي يجمعنا انتماؤنا للمغرب ونعاني كذلك من مشاكل متعددة،لست متفق مع الرأي الذي أثير بالأمس من أن مغاربة العالم لايعانون من التهميش والإقصاء ،وللتوضيح في الأمر فإن مغاربة العالم لاصوت لهم في برلمان الأمة وليس لهم الحق المساهمة في النقاش لتدبير جيد في ملف الهجرة ومشاكل الهجرة التي لا تقتصر على موسم العبور .إن مغاربةالعالم والصحفيين والإعلاميين ملزمين للخوض في مشاكل الهجرة ،وحلها يستوجب تواجدهم في كل مؤسسات الحكامة ليس فقط في الغرفتين .يجب أن يكون لنا رأي في تدبير كل القضايا المرتبطة بالهجرة.لأننا نشكل 12في المائة من ساكنة المغرب ونساهم بشكل كبير في التنمية،ويجب أن يسمع صوتنا ووجهة نظرنا في تدبير البلاد.هذه أمور يجب أن يستمر النقاش فيها ،وإذا ما لم يتناولها الصحفيون والإعلاميون لتقويم الإعوجاج الحاصل وهذا طبيعي جدا فإن المشاكل التي نعاني منها في الهجرة والتي لها ارتباط ببلدنا وليس ببلدان الإقامة .فإن مشاكل الهجرة ستتعمق أكثر ولعل الجدل القائم اليوم حول قضية التبادل الأوتوماتيكي للمعلومات بين الإتحاد الأوروبي والمغرب خير مثال لذلك.خلاصة لابد منها .إن الصحفي والإعلامي يجب أن يخوض كذلك في السياسة وفي كل المشاكل التي تتخبط فيها الجالية ،والإعلامي والصحفي يجب أن يساهم في الدفاع عن قضايا بلاده وليس فقط قضية الصحراء من خلال البرامج التي يقدمها في منبره الإعلامي وكذلك من خلال مقالات صحفية يومية يبين فيها مواكبته لكل مايجري سواءا في بلدان الإقامة أوفي المغرب أوفي بلدان أخرى ،والإعلامي والصحفي الذي لا يواكب يوميا الأحداث ولا يساهم في النقاش في كل القضايا ولا يكون له وجهة نظر من أجل المساهمة في تنوير الرأي العام مقصر في عمله .نحن ملزمون في الخوض في السياسة وملزمون بالإدلاء بوجهة نظرنا فيما يخص تدبير الشأن سواءا في البلدان التي نعيش فيها أوفي بلدنا .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube