ردة فعل المغاربيين في فرنسا بعد مقتل اليافع الفرنسي من أصول جزائرية
أشم رائحة العنصرية حتى في التغطية الإعلامية لوسائل الإعلام الفرنسية ،بمختلف توجهاتها عقب مقتل شاب يافع عمره 17سنة ازداد في فرنسا من أم وأب جزائري .شخصيا لا أعتبر المقتول غدرا أن له علاقة بالجزائر،ولا يمكن أن يكون متشبعا بالثقافة الجزائرية لأنه عاش حتى سن سبعة عشر سنة في فرنسا وعاشر فرنسيين وأفارقة ومغاربيين.ماتعرض له اليافع قمة العنصريةمن رجال شرطة من مسؤوليتهم الحفاظ على الأمن .لكن في السنوات الأخيرة بدأنا نلمس انخراط من يحملون أفكار أحزاب اليمين المتطرف ،في سلك الشرطة ،ويخرجون عن إطار القانون والقيم الديمقراطية في تعاملهم مع الأجانب من أصول عربية وإفريقية .ليس فقط في فرنسا وإنما في عموم الدول الأوروبية من دون استثناء.ماحدث اليوم في فرنسا ،حدث في السابق في بلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وحتى في الدول الإسكندنافية من دون أن نستثني أي بلد .إن أحداث الشغب التي أعقبت مقتل الشاب الفرنسي ولا أريد أن ألصق به عبارة من أصول جزائرية .،لا لشيئ سوى أنه لا صلة له بالجزائر،ويظهر انتمائه للجزائر في مقابلات كرة القدم عندما يتألق اللاعبون المزدادون بفرنسا بالخصوص مع المنتخب الجزائري ونفس الشيئ ينطبق على المزدادين من المغاربيين في الدول الأوروبية. مقتل الشاب وردة الفعل الغاضبة للبلاغات الصادرة من طرف الشرطة،ثم بعد الضغوط الكبيرة يقوم القضاء الفرنسي لتوجيه تهمة القتل العمد بعد انتشار الفديو الذي يثبت ذلك .أخطاء قاتلة ارتكبها رجال الشرطة لإبعاد تهمة القتل العمد للشرطي الذي أطلق رصاصة أصابت الشاب اليافع في مقتل .ماجرى من مظاهرات وأحداث دفعت الرئيس ماكرون للمطالبة باعتقال الشرطي الذي أطلق الرصاص وبعث رسالة تعاطف لعائلة المغدور.الشعب الفرنسي بمختلف أطيافه خرج للشارع ليطالب بإعادة التحقيق في القضية وإنزال أقصى العقوبات على رجال الشرطة المتورطين في ممارسات عنصرية مقيتة ضد الشباب المزدادين بفرنسا. الأزمة اشتدت في فرنسا التي تعاني في عهد الرئيس ماكرون وأخطاء وزير داخليته في تدبير ملف الهجرة وتوجيه اتهامات خطيرة للمسلمين السنة بالخصوص بالتطرف والإرهاب.والمعنيون بهذه الإتهامات الجيل الثاني والثالث والرابع الذين يحملون الجنسية الفرنسية بالمولد ويحملون الثقافة الفرنسية ولا علاقة لهم البتة بأصولهم المغاربية أوالإفريقية،إن الدرس الذي تلقته فرنسا ،عقب مقتل الشاب الفرنسي ،والتضامن الشعبي في كل المظاهرات التي خرجت في ضواحي باريس نونتير وبالآلاف تبين حقيقة قمة التضامن التي عبر عنها كل مكونات المجتمع الفرنسي.وتضع ماكرون ووزير داخليته تحت ضغوط قوية.تفرض تغيير سياسة الإضطهاد ضد المهاجرين من أصول مغاربية أوإفريقية والتي يذهب ضحيتها دائما الجالية المسلمة المتشبثة بدينها ولكن أيضا بانتمائها لفرنسا التي ازدادت وترعرعت فيه لكنها أصبحت تعاني من الميز العنصري والتهميش والإقصاء ،في سوق الشغل.إن تنامي العنصرية في سلك الشرطة اتجاه المغاربيين والأفارقة ،يتولد عنه أحداث خطيرة،عواقبها وخيمة ،وتؤثر سلبا على المجتمع .وتجعل السلطات تعاني تحت ضغوط خطيرة كما يحدث الآن،بحيث ضغط الشارع والمظاهرات التي عمت أرجاء فرنسا فرضت على الرئيس الفرنسي الخروج بتصريح يتضامن فيه مع عائلة المقتول غدرا ويطالب في نفس الوقت بتحقيق نزيه وشفاف بناء على الشريط المنشور في وسائل التواصل الإجتماعي والذي يبين بدقة بأن الشرطي قتل الشاب عمدا وأن الشرطين لم يكونا مستهدفين من الراحل غدرا.وهذا هو التناقض الكبير الذي وقعت فيه الشرطة التي صرحت بأن الشرطيان كانا في حالة دفاع عن النفس وهذا غير صحيح البتةلأن الشريط بين الحقيقة الكاملة.إن أحداث فرنسا وقبلها بلجيكا وقبلها السويد وإسبانيا وإيطاليا أين استعمل رجال الشرطة العنف ضد مواطن مغربي في أبشع صوره وأمر قاض باعتقالهم ومحاكمتهم ،وحالات كثيرة وقعت كذلك في الدنمارك تشم منها رائحة العنصرية ضد كل ماهو أجنبي ولو مزداد في الدنمارك.تفرض مراجعة سياسة الهجرة ليس فقط في فرنسا وإنما في كل الدول التي تعيش فيها أجيال ازدادوا وترعرعوا في هذه الدول وأصبحوا يحملون ثقافة هذه الدول ولا علاقة لهم بالبلدان التي ينحدر منها آباؤهم .ماكرون برده بالأمس لتهدأة الأمور وجد نفسه أمام تحديات كبيرة تنضاف للمشاكل التي عاشها منذ مدة،ولم يستطع لحد الساعة الخروج منها.إن الأحداث التي وقعت في فرنسا قد تقع في أي بلد آخر والدنمارك كذلك ،والتضامن الشعبي الذي حصل في فرنسا ضد الشرطة نموذج يجب أن نتعلم منه لمواجهة التيارات العنصرية في مجتمعاتنا ،ومحاربة الكراهية والعداء لكل ماهو مسلم .إن خروج كل مكونات المجتمع الفرنسي تضامنا مع مقتل شاب فرنسي لأنه ازداد وعاش وتعلم في فرنسا وهو نتاج المدرسة والمجتمع الفرنسي ولا يمكن نعته بالمهاجر لأنه فرنسي ولا علاقة له بأصوله.وبالتالي الدرس الفرنسي يجب أن تستفيذ منه كذلك الشرطة في تعاملها مع الشباب الدنماركيين من أصول عربية ولا يجب التعامل معهم بطريقة تشم منها رائحة العنصرية والكراهية لا لشيئ سوى أنهم مسلمون.إن محاربة العنصرية في المجتمع الدنماركي يجب أن تمارس في كل مناحي الحياة وعلى رأسها سوق الشغل.وفي الأخير لابد من التنويه بالموقف التضامني الإيجابي الذي عبر عنه الفرنسيون من أصول مغربية مع عائلة المغدور.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك