مقالات الرأي

هل سأصبح وزيرا؟

ذ. المصطفى القادري – لندن

اليوم، أتم سنة أخرى من سنوات وجودي على أرض هذا الكوكب الجميل… حيث تشير كل الوثائق الرسمية المتوفرة بأنه في يومه الثامن من نونبر، تم إعلان البكاء الأول، رغم أن السيدة الوالدة لا تتفق حول التاريخ الموثق زارعة بذلك بذرة من بذور نظرية المؤامرة المخزنية التي عملت على جعل ملايين المواطنين من مواليد الفاتح من يناير عل سبيل المثال.
القدوم إلى هذا العالم يوثق لنتيجة الفوز البطولي الذي حققته قبل أشهر من الحدث الهام، حيث فزت أيها السادة و السيدات بسباق العمر أمام ملايين المرشحين الذين إنطلقوا نحو الهدف في أعدل منافسة يمكن أن توجد في الطبيعة.
نعم، ولدت بطلا، شأني في ذلك شأن باقي ملايين الأبطال الذين عمروا فضاء الكوكب خلال ملايين السنين، بطلا مثلكم، فأنتم تنتمون إلى نفس نادي الأبطال أيها السادة.
أعلم أن الكثير منا فقد البوصلة، و ضيع الإتجاه و رمت بهم الرياح و العواصف لينتهي بهم المطاف في أحضان فضاءات قاتمة، بل أحيانا ساقطة، متناسين أنهم ولدوا أحرارا، أبطالا موهوبين و متقدين بالحياة، لتحقيق رسالة الإنسانية العظمى في نشر الخير و العدل.
في مناسبتي أقف وقفة مع الذات لأفكر، أتأمل و أقرر خطواتي التالية فيما تبقى من هدية العمر لأحفر الإسم في القلوب قبل الذاكرة، فالسنوات تمر سريعا، و الأجسام تبلى، وفي أي لحظة يمكن أن ينشر صديقي الحالم فاجعة الرحيل، و حيث أني أحبكم، لا أريد الرحيل، أريد أن أبقى خالدا، فهلا ساعدتموني في تحقيق الخلود؟
يرى صديقي أنني أصلح أن أكون برلمانيا أو وزيرا، ذلك رأيه، وذاك شأنه، لكن سؤالي لكم أنتم…؟ معشر أبطال لحظات نشوة الحياة و رعشتها، الكبار أبدا، متى ستقررون استعادة أمجادكم؟ وبطولاتكم؟ وتميزكم؟ … متى ستفكرون في إمكانياتكم بأن تصبحوا وزراء أو أمراء في إمبراطورية الإنسان؟
من خطاب الإستوزار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube