مقالات الرأي

اليَّسارُ المغربي….المِذياعُ الخَشبي.

حكيم لعصيبي

كُلُّ مُشكلَةُ اليَّسار المغربي تَتجسَّد في كَيفيَّة خَلْعِهِ لِمَاضِيه..لازَال يُخاطِبُ الجَماهِير من خِلاَل ذاك المذياع الذي تُغطِّيه أُمَّهاتُنا بِمنْدِيل مُزرْكَشٍ بخطوط خضراء ، يُخيَّلُ لكَ أنَّه مَقامُ وَليٍّ صالِح يَرقُد داخل الزَّاوية .…..اليوم، يَجلِسُ اليَّسار المغربي على المَقاعِد العُمومِيَّة لحديقة خارِجَ المدينة.

اليَّسار المغربي يَتمَلْمَل بمنطق الفِرقَة النَّاجِيَّة من المِحْرقَة،لهذا كُل تَحالِيله و الميكانيزمات التي يَبْني عليها صِراعَه هي بِفِعلٍ رجعي لسنوات الرصاص….عندما نستمع Aboubakr Jamai و Fouad Abdelmoumni،،،،،،، كأنهم قادمون من الزَّمَن الكَهْفِي، و قد ناموا ربع قرن بعد وفاة الملك الحسن الثاني رحمه الله .

هَل هذا 👆كان خِيارُ اليسار….

لاَ يَجب أن نُلغِي مِن الصُّورة، بَطْشَ الدَّولة..فبعد كل هذا الصِّراع نَجَحَ شَكلُ النِّظام المغربي في خَلقِ الدَّولة العُليَا، دولة القانون الرِّيعِي وتَرْييفَ المدينة والفِكْر بصيغته و أدواته ( متال:.برامج التلفزة برمضان / التعليم) ….هذا الوَضع خَلَق عِند الكَتيرِين مِن اليَّسار حالة عَطب في الأَداء، مِن حَيثُ أنَّ قَواعِد الإِشْتبَاك مع الدَّولة صار في بُعْدِه الإِنتِقامِي ….ولكم جميعًا أن تنتبهوا لشكل الشعارات عند كل وقفة في الشارع العام.

رَغمَ كلِّ المُثل العُليا التي يَحملُها اليَّسار المغربي ونِضالاَته، فَشلَ…لأَنَّه من ناحية، كان على اليسار أن يَستَجْوِبَ الوَاقِع،لكنه مضى في إسْتِجوَاب التَّاريخ. كان دَائمَ البَحت في كَيفِيَّة صِياغَة المُواطنين ، وليس قراءة المُتغَيِّر في ذِهنيَّة الجماهير من خلال تَراكُم الهَزَّات التي وَقعَت منذ بداية التسعينيات. ومن ناحية أخرى، كان تَنظِيميّاً يَدخُلُ في تَعدُّدِية مُشوَّهَة تُضعِفُه إن لم يكن تَقتُلُه.

الإتحاد الاشتراكي واليسار المغربي..…موت زمن الرَّصانَة.

إن الاتحاد الاشتراكي الذي قَدَّم نفسه ،زمن العشرية السوداء بالجزائر، كأرضية للمصالحة بين كل أطراف الصراع…. يمكن الان مقارنته بما هو عليه اليوم. حينها كانت قوة الاتحاد الاشتراكي تسمح له أن يكون إيجابة مغاربية لحرب أهلية أصابت الجوار…هو بالكاد اليوم أن يكون جوابًا واتسابياً لبعض مناضليه.

الإتحاد الاشتراكي و مكون اليسار المغربي ، يعيش جَانِبيَّة البَتْ في هموم المواطنين والجماهير ، يحاول الإسْتحْوَاذ على المَجال السِّياسي، لكن تَبعًا ما يَرسُمُه الإنْفتَاحُ التَّكتِيكِي المُتَصَنِّع من طرَفِ الدَّولة وشَكلَ النظام ( برنامج التنمية الوطنية / القيم والمعيار …..)…وهنا الأزمة ، لاَ يُمكِن لِلعَقْل الحِزْبي أن يَشْتَغل وِفْقَ عَقل الدَّولة.

لهذا كلَّ المُكوِن اليَّساري يَشتغل بِحسَب طبيعة الدولة ، في أمور تكون مرغوبة أو ممقوتة ، حسب براديغم الدولة. حتى لو كان يشكل بارادوكس لأحزاب اليسار ، وفهمها لطبيعة الصراع الجميل من أجل القوى الشعبية.

كُلَّما كان مذياعنا الخشبي يتوقف،كانت ضربة من يد الوالد رحمه الله ، تعيد له صوته المخنوق…وأظن الشتات الذي يعيشه مكون اليسار المغربي ،كافي كضربة لتشغيل هذا المذياع لمصلحة الدولة والجماهير.

لا تموتوا إلا وأنتم يساريون….أو حاولوا، وهو أقسط عند التاريخ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube