أخبار دوليةحيمري البشير

أبعاد وقف تصدير فرنسا القمح للمغرب

قرار فرنسا وقف تصدير القمح للمغرب لن يخرج من دائرة التوتر والتصعيد.ومن دون شك ردا على القرارات التي اتخذها المغرب مصرا على خروج فرنسا من المنطقة الرمادية بالاعتراف بمغربية الصحراء لا لشيئ سوى أن فرنسا الدولة الإستعمارية التي تمتلك كل المعطيات التاريخية ليس فقط بمغربية الصحراء الغربية ولكن كذلك بمغربية الصحراء الشرقية التي اقتطعتها من المغرب ،كما اقتطعت مناطق من تونس مخلفة حالة التوتر السائدة في المغرب العربي حتى تعرقل كل وحدة بين شعوبها .وفعلا نجحت في ذلك لحد الساعة،وإن خرجت من المغرب العربي فمازالت تبعية هذه الدول لفرنسا اقتصاديا ،وعندما تقرر اليوم وقف صادراتها من القمح للمغرب ،وهي تعلم أن هذه المادة من المواد الأساسية التي يستهلكها الشعب المغربي ،وكذلك لأن المغرب عرف جفافا خلال السنوات الأخيرة.المغرب كان زبونا في استيراد القمح من أوكرانيا وروسيا والبرازيل بالإضافة لفرنسا.ونقول في مثل شعبي مغربي <لي عندو باب واحد الله يسدو عليه>وقرار فرنسا بتعليق تصدير القمح للمغرب ،لن يكون له تأثير ،بليغ ،وسيدفع المغرب للبحث عن مصادر جديدة للإستيراد من أمريكا الجنوبية.وفي نفس الوقت سيتخذ قرارات تصعيدية ضد فرنسا،وسيبقى موقفه ثابتا فيما يخص العلاقات بين البلدين علاقات يطبعها الفتور والتوتر حتى تراجع فرنسا موقفها من قضية الصحراء .وستفقد فرنسا مزيدا من مصالحها في المغرب وعلى رأسها مشروع القطار السريع الذي سيربط الدارالبيضاء ،بمراكش ثم آكادير وهو مشروع كبير ستفوز به من دون شك الصين .التي أصبح لها حضور قوي في الساحة المغربية.ماكرون يجد نفسه في ورطة حقيقية بعد تصريحاته في زيارته للصين،اتجاه الولايات المتحدة،والرد السريع من البيت الأبيض.وعندمانقول بأن فرنسا في ورطة حقيقية في المغرب العربي وفي إفريقيا،فإن غيرت موقفها من قضية الصحراء ستفقد أكبر مصدر لها للغاز ألا وهي الجزائر ،وإن دعمت الجزائر فموقف المغرب ثابت فإما خروج فرنسا من المنطقة الرمادية ودعم مشروع الحكم الذاتي وإما ستفقد كل مصالحها الإقتصادية في المغرب .الذي يمتلك أوراقًا كثيرة ،خصوصا تواجده المكثف منذ سنوات في إفريقيا من خلال التجمع الإقتصادي سيدياو ،التكتل الإقتصادي الذي انظم إليه المغرب .

والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، التي تأسست في 25 مايو عام 1975، هي منظمة اقتصادية دولية تهتم بتطوير الاقتصاد في منطقة الغرب الإفريقي ويقع مقرها في العاصمة النيجيرية “أبوجا”.

وتضم المجموعة في عضويتها 15 من دول غرب إفريقيا، وهي: بنين، بوركينا فاسو، الرأس الأخضر، ساحل العاج، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا بيساو، ليبيريا، مالي، النيجر، نيجيريا، السنغال، سيراليون، توغو.والمغرب ،مع الإشارة أن مشروع أنبوب الغاز الذي سيربط نيجيريا والمغرب ومنه إلى أوروبا ،سيمر بالعديد من دول سيدياو وسيساهم بانطلاقة اقتصادية حقيقية في معظم الدول التي سيمر بها .وعودة للقرار الذي اتخذته فرنسا بوقف تصدير القمح للمغرب ،فإن كان القرار يقتصر فقط على المغرب ،فقرارها من دون شك يهدف تأزيم الوضع في بلادنا لأن مادة القمح مادة أساسية في المائدة المغربية،مع الإشارة أن المغرب كان يعد أكبر مستورد للقمح من أوكرانيا وروسيا في ظل موجة الجفاف الذي ضرب المغرب خلال السنين الأخيرة.وكيفما كان الحال فإن القرار لن يخدم مصالح البلدين معا،وسيكون رد فعل مغربي من دون شك.

تبقى الإشارة إلى أن فرنسا ستخسر المزيد من مصالحها الإقتصادية في إفريقيا وعندما يكتمل مشروع الربط الغازي بين نجيريا ودول سيدياو مرورا بالمغرب ومنه إلى باقي الدول الأوروبية ستزداد مكانة وقوة المغرب كبوابة آمنة لأوروبا والعالم نحو إفريقيا.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube