أخبار المهجرحيمري البشيرمقالات الرأي

حل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وقرار ترحيل الأئمة المغاربة استهداف خطير للمغرب وللفرنسيين من أصول مغربية

زيارة السلطان مولاي يوسف لمسجد باريس عند التدشين

يبدو أن وزير الداخلية دارمان وهو من أصول جزائرية،ماض في تصفية التواجد المغربي على مستوى المجالس الإسلامية في فرنسا ،والسيطرة على كل المساجد التي بناها المغرب ،فحل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والذي كان يرأسه الأستاذ الجامعي محمد الموسوي،شكل صفعة قوية للمغرب أولا الذي حرص منذ سنوات أن لا يغيب الفرنسيون من أصول مغربية في تدبير الشأن الديني في فرنسا،ويختل التوازن بسيطرة الجزائريين على مساجد مغربية ساهم المغرب في بنائها والنموذج مسجد باريس .إن القرار الذي اتخذته فرنسا بترحيل كل الأئمة المغاربة المتواجدون على التراب الفرنسي،ووجود نية كذلك بإغلاق أكثر من 99مسجد في مجموع التراب الفرنسي كمرحلة أولى،ومن دون شك يوجد في القائمة مساجد مغربية.لا أدري المعايير التي اتبعتها وزارة الداخلية في القرارات الأخيرة المتخذة،هل تشمل فقط المغاربة والمساجد التي أسسها المغاربة ؟لماذا بالضبط اتخذ قرارا بحل المجلس الفرنسي للديانة الفرنسية دون غيره من المجالس التابعة لدول أخرى؟سؤال يدفعنا للبحث عن الأسباب التي دفعت وزير الداخلية الفرنسي باتخاذ قرار جديد بترحيل مجموعة كبيرة من الأئمة المغاربة ومنع الوعاظ المغاربة من دخول التراب الفرنسي في شهر رمضان المعظم.هل هو تصعيد ضد المغرب،ردا على التصعيد المغربي برفض زيارة ماكرون للمغرب بسبب موقفه الغامض من قضية الصحراء.؟ثم لابد من الإشارة أنه منذ تولي وزير الداخلية من أصول جزائرية المهمة في الحكومة الفرنسية اتخذ عدة قرارات شابها تحامل كبير على المنظمات التي يسيرها مغاربة وفي عهده تمت السيطرة على مسجد باريس الكبير الذي ساهم في بنائه السلطان المغربي مولاي يوسف بن الحسن وتم تدشينه في 15يوليوز 1926 من طرف الرئيس الفرنسي آنذاك دومارغ.إن قرار الترحيل في حق المغاربة ،ورفض منح التأشيرة للبعثة الدينية المغربية خلال شهر رمضان المقبل يعد استهداف للنموذج المغربي للتدين وللدور الذي اعتاد الأئمة المغاربة القيام به،وبالخصوص في شهر رمضان.لن نكون ضد ترحيل كل من اتهم بالتطرف والإرهاب وسعى لنشر الأفكار المتطرفة في المجتمع الفرنسي ولكن سيكون الفرنسيون من أصول مغربية ضد تسييس الإسلام في فرنسا ،وضد إقصاء الفرنسيون من أصول مغربية من تدبير مساجدهم التي بناها المغرب وبأموال مغربية.إن حل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية استهداف مباشر لكل الفرنسيين من أصول مغربية ،لأن المجلس الإسلامي الذي يرأسه محمد الموساوي يعد أكبر تجمع لمسلمي فرنسا. وحل المجلس سيذكي الصراع أكثر في المجتمع الفرنسي ،لا أدري على أي أساس بنى من اتخذ قرارا بحل المجلس الفرنسي للديانة الفرنسية،وغض الطرف عن المجالس الأخرى التي لا تخفي ولاءها لأنظمة أخرى وتتلقى التعليمات والتوجيهات من خارج فرنسا ،وأقصد هنا من يوجد على رأس مسجد باريس.إن القرار المتخذ بحل أكبر تجمع لمسلمي فرنسا المنتخب بطريقة مشروعةوديمقراطية .لايخدم السلم المجتمعي بفرنسا ،ويزيد من الإحتقان داخل المجتمع الفرنسي .لأن من اتخذ فيهم القرار سواءا بحل مجلسهم وبترحيل أئمتهم هم المغاربة.وأعتقد أن القرارات المتخذة هي قرارات تشم منها رائحة العقاب على التصعيد المغربي فيما يخص رفض زيارة ماكرون بسبب موقفه الغير الواضح من قضية الصحراء حفاظا على مصالحه الإقتصادية في الجزائر.إن قرار ترحيل الأئمة المغاربة،ورفض منح التأشيرة للبعثة الدينية التي اعتاد المغرب إرسالهالنشر الوعي والإرشاد الديني في شهر رمضان منذ سنين طويلة ،وقرار ترحيل أئمة ونتمنى أن لايكون متعلقا فقط بالمغاربة،يعد سابقة خطيرة في العلاقات بين البلدين ،وقد يفسره العديد. جوابا عن الجمهور المغربي في مونديال قطر الذي ردد بصوت عال لا إله إلله محمد رسول الله دفاعا عن الرسول محمد <ص> الذي أباح ماكرون أكثر من مرة الإساءة إليه من طرف الصحافة الفرنسية.كيف سيكون رد الفرنسيون من أصول مغربية وإذا اقتصر هذا القرار على المغاربة من دون الجاليات المغاربية الأخرى فأعتقد أن المغرب لن يلتزم الصمت اتجاه مايجري في الساحة الفرنسية،من تحامل كبير وإجهاز على حقوق جزئ من مسلمي فرنسا الذين يشكل ذووالأصول المغربية نسبة مهمة في المجتمع الفرنسي.إن تسييس الدين الإسلامي الفرنسي ،سيكون بداية لصراع لا تحمد عقباه والقرارات التي اتخذتها فرنسا في حق المغاربة لا تخدم السلم المجتمعي ولا مسلسل العلاقات بين المغرب وفرنسا والتي شابها توتر بسبب موقف ماكرون الغامض من قضية الصحراء .إن مايجري في فرنسا سيكون له امتداد لدول أوروبية أخرى وسينتقل مسلسل الترحيل أئمة يمارسون دورهم الدعوي لدعم النموذج المغربي للتدين المبني على قيم التسامح والتعايش والرافض للتطرف والإرهاب ،في دول أوروبية أخرى .وسيكون ذلك حرب معلنة على المغرب بدأ في البرلمان الأوروبي وسينتقل لا محالة لمؤسسات أوروبية أخرى.القرارات الفرنسية الأخيرة في حق الأئمة المغاربة وإغلاق المساجد المغربية في فرنسا وأتمنى أن لا يقتصر القرار على المساجد المغربية فقط سيزيد من التوتر في العلاقات بين البلدين وسيجعل المسلمون من أصول مغربية يحسون فعلا بالميز العنصري المرفوض وسيزيد من الإحتقان في المجتمع الفرنسي

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube