القضية الفلسطينيةحيمري البشير

المغرب وفلسطين

ليعلم الذين يحاولون السباحة في الماء العكر أن مواقف المغرب ثابتة لن يطالها التغيير اتجاه القضية الفلسطينية.وأن كل القرارات المتخذة سواءا في الجامعة العربية ،أو منظمة المؤتمر الإسلامي ملتزم بها،وأكثر من ذلك أن مواقف المملكة نابعة من الدعم الشعبي المغربي الذي لاحدود له .وأن المغرب يمتلك من الثقل في الساحة العربية والدولية ،للتأثير مالا تمتلكه دولة أخرى لا لشيئ سوى أنه يعيش داخل إسرائيل أكثر من مليون يهودي مغربي لازالوا لهم ارتباط وثيق بالمغرب ،ولن ينسوا موقف الراحل محمد الخامس الذي أنقذهم من النازية الألمانية ومواقف الراحل الحسن الثاني الذي نهج نفس سياسة والده لحماية اليهود ،وجعل ارتباطهم بالمغرب قائم لحد الساعة ،رغم أن العديد منهم غادر لدول عديدة كالولايات المتحدة وفرنسا ودول عديدة في أمريكا اللاتينية.تأثير المملكة قائم على اليهود المغاربة في إسرائيل،وتشبثهم بالمغرب وثقافته مستمر،ومتابعتهم لكل مايقع في المغرب مستمر ،وممتلكاتهم في عدة مدن مغربية لازالت قائمة لن يستطيع أحد التطاول عليها.بما فيها البيع والمعابد في المدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط ومراكش والصويرة ومدنا كثيرة في الجنوب.اليهود المغاربة الذين غادروا إلى إسرائيل بقوا متشبثين بالثقافة المغربية ،والعديد منهم يتكلم بالأمازيغية التي تعلموها في تاغلاست والريصاني ،أو في تارودانت وآكادير ومنطقة الريف . هل للمغرب تأثير على اليهود المغاربة داخل إسرائيل ،سؤال يبقى مطروح عقب كل انتخابات تجري في إسرائيل لأنهم يشكلون كتلة ناخبة بقيت متشبثة بجدورها المغربية وبثقافتها المغربية .هذه العلاقة التي يثبتها باستمرار من يصل منهم إلى سلطة القرار في الدولة العبرية،فهم عبروا باستمرار وباللهجة المغربية على تقديرهم وحبهم للمغرب والملوك المغرب سواءا داخل إسرائيل أو في الشتات حيث يعيش العديد منهم في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا ،وملوك المغرب دائما يلتقون بهم في زياراتهم لهذه الدول وهم يجددون بيعتهم لهم.هذا الإرتباط الوثيق لليهود المغاربة بالمغرب أكثر من ارتباطهم بإسرائيل حقيقة يجب أن يعلمها الجميع،هذه العلاقة الوطيدة المغرب قادر على استغلالها أو بالأحرى استعمالها لانتزاع السلام في الشرق الأوسط..المغرب .وموقف المغرب من القضية الفلسطينية،قائم ومؤثر لن يتغير ،بل المغرب قادر على التأثير لانتزاع السلام العادل.والمغرب دائما يحسم في العديد من القضايا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكان آخر القرارات التيانتزعها المغرب فتح معبر الملك حسين الذي بقي مغلقا لسنتين في وجه الداخلين والمغادرين من أبناء الشعب الفلسطيني .والذين سيحاولون الركوب على اعتراف رئيس الكنسيت بالصحراء المغربية، أو الموقف المتأخر بالإعتراف بمغربية الصحراء رغم مرور أكثر من سنتين على اتفاقية أبرهام ،يعتبره المغرب غير مفهوم وغير مشجع على اكتساب مزيدا من الثقة لدعم مسلسل السلام في الشرق الأوسط.الشعب المغربي وقيادته الحكيمة بمواقفها في تدبير الصراع في الشرق الأوسط تبقى موضع احترام وتقدير من الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة،والعلاقة التي تربط اليهود المغاربة سواءا داخل إسرائيل أو في العديد من الدول في العالم ،بالمغرب هي علاقة قائمة ودائمة.ودور المغرب بهذه العلاقة قادر لى المساهمة في تحقيق السلام.والذين يرفعون شعارات فضفاضة ضد التطبيع ،ما البديل الذي قدموه لحل النزاع بين الفلسطينين واليهود .والذي عجزت حتى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والإتحاد الأوروبي من حله إن وجود تنسيق أمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ،دليل قاطع على أن الوصول إلى حل سياسي يبقى قائم بوجود حوار وتنسيق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ،والذين يراهنون على استمرار التصعيد العسكري والذي يسقط من ورائه مزيدا من الشهداء ويزيد من الاحتقان في المنطقة،إن الذي يؤدي الثمن هو الشعب الفلسطيني المحاصر ،وأمام عجز المجتمع الدولي في فرض السلام على إسرائيل فلماذا لا يستغل المغرب اليهود المغاربة في إسرائيل وفي العالم لانتزاع السلام في الشرق الأوسط .إن موقف الشعب المغربي ثابت لن يتغير فيما يخص القضية الفلسطينية،ولن يقبل بالانتهاكات التي تقع ،وسيبقى الشعب المغربي وقيادته مدعما للحق الفلسطيني ،بحكم رءاسة عاهله للجنة القدس ،واسألوا أهل القدس عن الدور المهم الذي تقوم به لجنة القدس للحفاظ على الهوية المقدسية لهذه المدينة،وبناء وترميم المدارس وبناء المستشفيات حتى يبقى المقدسيون متشبثون بالقدس .المغرب دعم عدة مشاريع في غزة مستشفيات ،والمطار الذي دمرته آلة الحرب الصهيونية.ويبقى المغرب بالعلاقة التي يحافظ عليها مع اليهود المغاربة،قادر على التأثير للمساهمة في الوصول إلى السلام العادل ووضع حد لهذا الصراع الذي دام سنين طويلة.المغرب قادر أن يساهم في انتزاع السلام ولعب دور مهم يبين الفلسطينين وإسرائيل وقد قالها رئيسة الكنيست الذي هو من أصول مغربية ،والمغاربة قاطبة وبدون استثناء لن يقبلوا باستمرار الوضع وباستمرار الإنتهاكات الإسرائيلية .هذا موقف ثابت يتشبث به جميع المغاربة ولا نقاش فيه ولن نقبل لأي كان بالمزايدة علينا فيما يخص موقفنا الصراع في الشرق الأوسط .مصر وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل ونفس الشيئ الاردن والعديد من الدول العربية أصبحت لها علاقات خفية وظاهرة مع إسرائيل وليس فقط الدول العربية وإذا كانت هذه العلاقة تخدم القضية الفلسطينية فالعديد لهم موقف منها .إن العلاقة التي تربط تركيا الدولة القوية في الشرق الأوسط بإسرائيل هل تخدم الشعب الفلسطيني أم لا وهل قنوات التواصل والتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ضروري وفي مصلحة الشعب الفلسطيني ،ثم مسألة مهمة لابد من إثارتها كذلك ،إن اليد العاملة الفلسطينية التي تنتقل يوميا للعمل داخل إسرائيل ،لتوفير العيش ،في غياب الدعم الذي تراجع إلى مستويات أدنى من المنظمات الدولية ،وفي غياب دعم المنظمات الإسلامية و العربية ألا يبقى قنوات الإتصال ضرورية ،والمغرب قادر على لعب دور بارز للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني من خلال التنسيق مع المسؤولين داخل الحكومة الإسرائيلية من أصول مغربية وقد قالها رئيس الكنيست صراحة.إن العيب هو أن يستمر مسلسل التقتيل والانتهاكات ،وليس العيب في فتح قنوات التواصل للوصول إلى السلام العادل الذي يتمسك به المغرب ملكا وحكومة وشعبا .هذه هي الحقيقة ولا مجال للحديث عن قناعات وعلاقات لا تأخذ بعين الإعتبار الحق الفلسطيني العادل بما فيها حق العودة.يبقى موقفي ثابت لن يتغير ولن لن أقبل بالتطبيع بدون مقابل

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube