عودة الصراع بين الجزائر والمغرب فيمن سيتحكم في شأن الإسلام في فرنسا
يبدو لي والله أعلم أن زيارة ماكرون لمسجد باريس الذي بنته السواعد المغربية وطبعته بالزليج المغربي الأصيل،وتم تدشينه عندما اكتمل البناء من طرف المرحوم السلطان مولاي يوسف ،وكان خلال عهود تحت تدبير مغربي وبدعم مالي مغربي إلى عهد قريب بحيث كان العاهل المغربي محمد السادس ،يحول دعما ماليا لتدبير المسجد.هذه المعلمة التاريخية أصبحت في عهد وزير الداخلية الحالي وهو من أصول جزائرية في قبضة الجزائر وتحت سلطتها عندما تولى تدبيرها محامي البوليساريو في المحاكم والمنظمات الأوروبية.وفشل رئيس أكبر تجمع للمساجد في فرنسا المغربي الدكتور في الرياضيات في جامعة أفنيون محمد الموساوي في الحفاظ على مسجد باريس بتآمر مفضوح من عدة جهات ، مغربية مع كامل الأسف يقودها أنور كبيبش ،رئيس تجمع مسلمي فرنسا ،والذي أصبح أكبر داعم لمحامي البوليساريو الذي يرأس مسجد باريس الذي تتحكم فيه المخابرات الجزائرية .زيارة ماكرون لهذه المؤسسة في الآونة الأخيرة هو تحدي كبير لأكبر تجمع لمسلمي فرنسا ،اتحادمسلمي فرنسا الذي يقوده الدكتور محمد الموساوي ،ويمكن اعتبار هذه الزيارة استفزازا جديدا للمغرب على الأراضي الفرنسية،واستمرارا لسياسة العداء والفتور الذي تعرفه العلاقات الفرنسية المغربية.وستزداد لأن فرنسا إذا أردت تحاشي غضب المغاربة فعليها أن تتحاشى المس في معتقدهم وفي رموزهم الدينية وفي ملوكهم وتاريخهم الحافل..الفرنسيون من أصول مغربية لم يستوعبوا لحد الساعة أهداف زيارة ماكرون لمسجد باريس ،فلوكانت انتخابات رئاسية على الأبواب سنقول بأن ماكرون يحاول استقطاب الناخبين من أصول جزائرية.لكن الأمر غير ذلك فماكرون بزيارته لهذا المسجد ،يزيد صب الزيت على النار واستفزازا أولا للفرنسيين من أصول مغربية وأكبر منظمة لمسلمي فرنسا التي يرأسها محمد الموساوي ،الذي غاب عن الساحة لمدة طويلة،ولم تعد لمنظمته أي حضور رغم قوتها.هناك أشياء كثيرة تقع وتنافس كبير بين مسجد إيفري ،ومسجد استراسبورغ..مسجد إيفري عرف إصلاحات كبيرة ،وبات معلمة إسلامية مغربية على الأراضي المغربية بمواصفات عالية.ونفس الشيئ بالنسبة لمسجد استراسبورغ والفرق الموجود بين المؤسستين المغربيتين معا.واللتان بنيتا بأموال مغربية من الدولة المغربية ومن المحسنين والمتبرعين المغاربة هو أن مسجد استراسبورغ أصبح يعتمد الأمازيغية كلغة تواصل داخل المؤسسة بالإضافة إلى الفرنسية ،وهذا يعتبره العديد من الملاحظين انحراف غي مقبول وتعصب يجب أن يعاد النظر فيه لأن العربية هي لغة القرآن ،والأمازيغية هي لهجة لا يفهمها كل المغاربة
في الوقت الذي يعتمد القائمون على مسجد إيفري العربية لغة القرآن والفرنسية في تكوين الأئمة المرتقب
ملاحظات لابد من إثارتها بناءا على تطورات وأحداث عرفتها المؤسستان معا ويجب إثارتها للتذكير بها فمؤسسة إيفري لازالت تحت تسيير شخصية مغربية شمالية ،كانت في مرحلة تاريخية غير بعيدة على وشك أن تسيطر عليها جهات خليجية كماتمت السيطرة على مسجد الدائرة الخامسة بباريس لكن الضجة الإعلامية التي وقف وراءها قنوات إعلامية وكتابات موجهة للجهات العليا في المغرب حالت دون ضياع هذه المؤسسة من تدبير مغربي .إن مؤسسات بناها المغرب أصبح يعبث بها الخونة من شردمة البوليساريو رغم أن الجالية المغربية كثيرة ،لكنها ضعيفة في الدفاع عن مؤسسات بنيت بأموال مغربية على الأراضي الفرنسية<النموذج مسجد مونت لاجولي >في ضواحي باريس.
مساجد كثيرة بناها المغرب في فرنسا وهي مفتوحة في وجه كل المسلمين في فرنسا ،والغاية من بناء المغرب لهذه المساجد هو التمسك بالنموذج المغربي للتدين وللحفاظ على ذلك فتح المغرب مؤسسة محمد السادس لتكوين الأئمة في الرباط وفتحها في في وجه تكوين الأئمة من فرنسا ودول أوروبة ومن إفريقيا كذلك وأصبحت نموذجا لمحاربة التطرف والإرهاب والتمسك بالإسلام المعتدل المبني على التسامح والتعايش .فأصبحت مقصد العديد من مختلف الدول الأوروبية وكذلك من فرنسا نفسها.فرنسا في عهد وزير الداخلية الحالي غيرت سياستها وبدأت تنهج سياسة متشددة،اتجاه البعثات الدينية الآتية من دول المغرب العربي بالخصوص في شهر رمضان.ولتجاوز هذا المنع فكرت مساجد في تأسيس مدارس لتكوين الأئمة واشتد التنافس فيمن سينال شرف التكوين لجيل جديد من الأئمة في فرنسا انحصر التنافس بين مسجد ستراسبورغ ومسجد إيفري .المسجد الأول يرجع الفضل في تأسيسه لشخصية مغربية من أصول ريفية ،أنهت دراستها الجامعية في هذه المدينة وبنت علاقة وطيدة مع الغالبية المنحذرة من الريف.الأستاذ عبد الله بوصوف يسعى في الآونة الأخيرة لتأسيس معهد تكوين الأئمة في مسجد باريس .ويلقى منافسة من مسجد إيفري .والتنافس بين المؤسستين ليس في مصلحة المغرب ولا مغاربة فرنسا بصفة عامة.،وقد يتساءل البعض لماذا لا نفتح معهدين لتكوين الأئمة في فرنسا واحد في ستراسبورغ يعتمد في التكوين على الفرنسية
والأما زيغية ومسجد إيفري يعتمد في التكوين على العربية والفرنسية. وإذا اعتمدنا هذا الحل فستسقط في المحظور ،لقد تابعت تقريرا عن مؤسسة ستراسبورغ كانت كلها بالأمازيغية ،ولم يشر مطلقا للمجهود الذي يبذله المغرب وجلالة الملك وبأوامر لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وبوفود علمية كثيرة بعثت من المغرب لكي يبقى المغاربة متمسكون بالمذهب المالكي وبالمؤسسة الملكية الحريصة على حفاظ المغاربة بدينهم وبمؤسسات بلدهم وثقافته .أن يغيب في التقرير كل المجهودات التي تبذلها الدولة وبتعليمات من أعلى المسؤولين في المملكة فهي مؤشرات سلبية وهفوة كبيرة سقط فيها الذين أنجزوا التقرير ونشروه .المغاربة متمسكون بلغتهم العربية وهي لغة القرآن وبهويتهم وبمؤسسات بلدهم ولا مكان لأي كان يحاول التأثير في مغاربة فرنسا ،وبعث إشارات قد يلتقطها البعث لإثارة الفتنة بين مسلمي فرنسا .التنافس بين مسجد إيفري واستراسبورغ لتكوين الأئمة ،تنافس ليس في مصلحة مسلمي فرنسا من أصول مغربية .الأمر يتطلب نقاش يجمع المسجدين معا وبحضور محمد الموساوي لتجاوز الهفوات والأخطاء والصراع وتكوين جبهة موحدة ضد السياسة التي أصبح ينهجها وزير الداخلية الفرنسي لفرض مسجد باريس الذي بناه المغرب ليقود الإسلام في فرنسا .مع التذكير أن الذي يرأس مسجد باريس المحامي السابق للبوليساريو والذي استقبل من طرف تبون في الجزائر في عز الأزمة التي تعرفها العلاقات الجزائرية المغربية وزاره ماكرون في ظل الأزمة التي تعرفها العلاقات الفرنسية المغربية. تبقى الإشارة فقط بأن الشريط المتعلق بمسجد استراسبورغ ،قد يلتقطه بعض الإنفصاليين دعما لمشروعهم فحذاري من عدم التفكير الجدي في مثل هذه المبادرات خصوصا على الأراضي الفرنسية ،التي أصبحت مرتعا خصبا للإنفصاليين الصحراويين
سنعود لمتابعة الموضوع وطرح مجموعة من الأفكار لتدبير الشأن الديني ليس في فرنسا فقط وإنما في مجموع أوروبا خصوصا بعد تنامي اليمين المتطرف في عدة دول أوروبية وفشل تدبير الشأن الديني رغم وجود المجلس الأوروبي لعلماء المغرب والذي يوجد مقره في بروكسل عاصمة التشيع المغربي بامتياز
تقرير عن مسجد استراسبورغ بالأمازيغية لم يتم الإشارة فيه لمجهودات الدولة المغربية بتعليمات من السلطات العليا فيما يخص الشأن الديني وهذه هفوة من القائمين على هذه المؤسسة
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك