مقالات الرأي

مقارنة مرة أخرى بين المساجد التركية ومسجد الإمام مالك

تربطني علاقات منذ سنوات مع أصدقاء أتراك ،وأسكن غير بعيد عن أكبر مسجد في كوبنهاكن ،وبحكم القرب ،أزور المؤسسة في كل مرة ،بل دفعت واجب الإنخراط فيها عن طواعية،فتم الترحيب بي داخل مكتبهم الإداري ،وازدادت سعادة الأصدقاء بهذا الإنخراط،ومع مرور الوقت لمست الفرق الكبيرفي تدبيرهم للمؤسسة وفي تدبير مؤسسة الإمام مالك،لمست الجدية في العمل وتعاونهم الكبير مع سفارتهم في الدنمارك،اكتشفت أن الإمام الذي يصلي بالناس معين من وزارة الأوقاف التركية ،لمست هذه السنة أن فقيها حافظا للقرآن ومحدثا زائر قد حل بالمركز زائرا في هذا الشهر المبارك.لمست تلاحما واحتراما فيما بينهم وليس تناحرا وتنافسا.والأهم لمست تشبثهم بالإسلام الذي لا يثير الشبهات لدى السلطات الدنماركية،والأهم في كل مااكتشفته استحالة تحمل مسؤولية الإمامة عندهم لشخص من غير الأتراك.هذه ملاحظات مهمة سجلتها ضمنت الإستقرار في تدبير المؤسسة،وانفتاحهم على المسلمين من مختلف الجنسيات ،هم الأهم فهناك توافذ العديد من المصلين أفارقة وباكستانيين وقليلا من المغاربة،والأهم من كل هذا ،لم يتجرأ أحد من المسؤولين على مطالبة هؤلاء بأداء انخراطهم .بل تسامحهم يعتبرونه جزئ من التربية الإسلامية التي تجمع الشعوب الإسلاميةوالمسلمين خصوصا في بلاد العجم.أتحدث مرارا وتكرارا مع الأصدقاء الترك عن طبيعة المشاكل التي يعانون منها.فقال ،ليس هناك مشاكل،ولا صراعا لتدبير المؤسسة،وغالبا ما يحتكمون للإمام المعين لمدة أربع سنوات من بلادهم للفصل في كل المشاكل المرتبط بالدين والعقيدة،من دون أن يغفل الدور الذي يقوم به المكتب المسير لإدارة وتدبير المؤسسة،والمسؤول على إحياء المناسبات الدينية والوطنية المتعلقة ببلدهم .الإنضباط هوالسائد في المؤسسة،ولا أحد من المنخرطين يتجرأ على إثارة الفتن ،المكتب المسير يتكون من عقلاء مثقفون واعون بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم ،لحماية صورة الإسلام وحماية المؤسسة التي تنتمي للدولة التركية .حريصين كل الحرص على احترام الدولة التي يعيشون فيها.حفاظا على العلاقات التي تجمع الدولتين.فأين نحن في مؤسسة الإمام مالك من كل ماذكرت،تبقى الإشارة أن كل من تحمل مسؤولية تسيير المؤسسة يحملون ثقافة واعون بجسامة المسؤولية حريصون على التعامل مع المنخرطين باحترام وبضبط النفس يدبرون مشاكلهم بتوجيهات من رجال الدين المتشبعين بثقافة الحوار وهذا الذي ينقصنا في مؤسسة الإمام مالك

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube