مقالات الرأي

قضية التهامي بناني البحث عن الحقيقة

أم مكلومة فقدت إبنها في ظروف غامضة قبل خمسة عشر سنة وبالضبط سنة 2007.الفقيد التهامي بناني كان شابا وسيما ،مجتهدا في دراسته يتميز بأخلاق عالية ،بشهادة العديد من زملائه،خرج ذات يوم من بيت أسرته ولم يعد.بحثت عنه الأسرة في مخافر الشرطة والدرك والمستشفيات،فلم تجد له أثرا،ومنذ اختفائه والأم المكلومة تبحث عن الحقيقة،اتصلت بجميع الجهات المسؤولة الشرطة،القضاء،النيابة العامة،وتأكدت في الأخير أن هناك جهات لاتريد كشف خيوط جريمة وقعت وذهب ضحيتها ابنها التهامي بناني،رحل والد الفقيد وقررت الأم مواصلة المعركة للوصول لجثة إبنها إذا كان فعلا قد مات.انتدبت محامية للقيام بجميع الإجراءات القانونية،وهي مصرة أن القضية غامضة وهناك جهات لا تريد أن تنكشف خيوطها.هل التهامي بناني تم قتله من طرف جهات لها نفوذ؟أين هي الجثة،وهوطلب والدته حتى تقوم بإجراءات العزاء .؟لماذا لاتريد جهات معينة كشف حقيقة اختفائه،وعرقلة مسلسل التحقيقات.؟.الأم المكلومة خرجت للساحة من جديد،عبر وسائل التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية،للضغط من أجل الوصول لحقيقة اختفاء ابنها ،والوصول لجثته،القضية عرفت أبعادا،خطيرة وعاد ملف الإختفاء القصري من جديد،الذي ذهب ضحيته العديد في ظروف غامضة.الأم المكلومة لم يهدأ لها بال فواصلت المعركة،ووجهت نداءا للملك،من أجل التدخل في هذا الملف.الضغوط التي مارستها الأم من خلال خرجاتها الإعلامية المكثفة ،وتحرك المحامية،فرض على الفرقة الوطنيةإعادة فتح تحقيق في اختفاء التهامي بناني وبعد مجهودات كبيرة وصلت لاعتقال من تورط في هذا الملف،

ولإبعاد كل التهم عن المتورطين في جريمة اختفاء التهامي بناني بدأ أهالي المعتقلين يطلقون أخبارا تتطلب متابعة قضائية لهم لأنهم سكتوا عن جريمة تورط فيها أبناؤهم،مسلسل التحقيق لم ينتهي ،وأعتقد أن تعليمات من جهات عليا تدخلت من أجل كشف حقيقة اختفاء التهامي بناني لأكثر من خمسة عشر سنة ومن يتحمل مسؤولية طمس جريمة وقعت ،هل الشرطة أوالدرك،لماذا لم تتحرك النيابة العامة آنذاك رغم إلحاح الأم المكلومة ،والتي انقلبت حياتها إلى جحيم بسبب فقدان فلذة كبدها،ووفاة رفيق حياتها.قضية التهامي بناني أصبحت موضوع رأي عام ،تتحدث عنه وسائل الإعلام الدولية،والوطنية.والأم تصر على الوصول للحقيقة وجثة إبنها ومحاكمة المجرمين الذين ارتكبوا الجريمة ومحاكمة كذلك حتى المسؤولين في الشرطة أوالدرك الذين طمسوا الحقيقة،وعدم متابعة الجناة.نحن اليوم نريد فقط أن لايتكرر مسلسل الإختفاء ،والإغتيالات،نحن نريد اليوم مغربا ،يأخذ فيه كل مسؤول مقصر في القيام بمايمليه عليه الضمير والقانون بالقيام بالواجب وتطبيق القانون في كل نازلة عوض التستر على أصحاب النفوذ،نريد أن نعيش في دولة القانون ويحاسب فيها المجرم الذي يتجاوز الحدود مهما كانت مرتبته

وقضية التهامي بناني وغيره نريدها أن تكون البداية لإظهار الحقيقة عن كل ملفات المختفين العالقة ومنها ملف عريس الشهداء المهدي بن بركة،والحسين المانوزي وغيره.
إذا ملف التهامي بناني يجب أن يأخذ مساره الحقيقي ومعاقبة الجناة مرتكبي الجريمة والذين تستروا عليها،حتى ترتاح الأم المكلومة

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube