حزبيات مغربيةشخصيات

موقف يبعث على الرثاء قراءة في افتتاحية للاتحاد الاشتراكي

.إني فعلا أرثي، ألما وغضبا، لكرسي الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي، الذي كان يحتله المرحومان سي عبد الرحيم بوعبيد، وسي عبد الرحمان اليوسفي، اللذان كانا مسؤولين لا سائلين، ومطلوبين لا طالببن، كيف أن الذي احتله بعدهما، قد تخلى عن نخوة الكبار، وأنفة الأتقياء، وعزة نفس الطاهرين، وهو يستجدي المشاركة في حكومة أخنوش بكل محاولات التسول الاستجدائي، بل يستنجد بالملك بوسائل التملق البليد، الذي لم تعرفه قواميس السياسة عموما، ولدى قادة الاتحاد الكبار على وجه الخصوص. ففي إحدى الافتتاحيات التي تتصدر صفحة السيد ادريس لشكر على الفيسبوك (16 شتنبر2021) نقرأ في باب الاستجداء :(( استحضار الحاجة إلى تناوب جديد، كانت ضرورة سياسية لتدبير المرحلة، وقد تولاها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عندما حدد سقف المرحلة، سياسيا ومؤسساتيا في بناء تناوب جديد، بأفق اجتماعي ديمقراطي )).وتزيد الافتتاحية ارتماء في مستنقع الاستجداء حين تعتبر أن احتلال الاتحاد للمرتبة الرابعة في الاستحقاقات الأخيرة، تعطيه الحق بقوة الصناديق على أحقيته في التواجد ضمن التركيبة الحكومية.تقوق الافتتاحية : (( ويرى الاتحاد أن انخراطه الواضح في الدفاع عن تناوب جديد، كان من أجل رافعة ديمقراطية لتنفيذ أهداف النموذج التنموي الجديد، وستكون الجِدّة في عمقها، وفي الخطاب والوسائل والتعابير التي فرضتها صناديق الاقتراع. ))ويصل الأمر إلى حد التقزز والامتعاض حين تعتبر الافتتاحية عدم مشاركة السيد ادريس في الحكومة إساءة للتناوب الجديد :(( من المسيء للتناوب الجديد، والتماسك الحكومي، وللأعراف الديمقراطية، أن «نخدش» التصويت الشعبي، ونُحمّله ما لم يكن واردا في الإرادة الشعبية المعبر عنها يوم 8 شتنبر.)) فعدم تواجد الاتحاد في الحكومة هو إساءة للتناوب، و” خدش ” للتصويت الشعبي.وحين يستهلك السيد ادريس كل قدراته التبريرية، يستنجد بالملك من خلال كلام خال من حس المسؤولية، وهو يدعو أخنوش إلى احترام إرادة الملك، وكأن جلالته أوصى في خطاباته بأن ” التعددية المتوازنة ” لا تكون إلا بوجود الاتحاد الاشتراكي. تقول الافتتاحية: (( لقد كان جلالة الملك، حفظه لله قد تحدث في خطاب شهير أمام البرلمان عن «التعددية المتوازنة»، ولعل السيد رئيس الحكومة المكلف، يدرك جيدا مغازي الرسائل الملكية، بل لعله الأحرص على أن تجتمع في اختياراته، مضامين التوجه الملكي ومغازي التصويت الشعبي، ثقة جلالة الملك وثقة قطاع واسع من الشعب المغربي، الذي رجح جدارة أحزاب على أخرى.)) تبا للسياسة التي تنتفي معها الكرامة والأنفة وعزة النفس، فأول ما يتعلمه المناضل في مدرسة الاتحاد، هو أن يكون مسؤولا، لا سائلا. وأن يكون مطلوبا، لا طالبا. وأن يكون متصدقا، لا متسولا. وكذلك كان قادتنا الكبار، المرحومان، سي عبد الرحيم وسي عبد الرحمان.

عبد الرحمان غندور

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube