سياسة

قراءتي لانتخابات الثامن من شتنبر

أول الملاحظات هو نهاية مؤلمة لحزب العدالة والتنمية الذي تصدر الإنتخابات لفترتين متتاليتين .وكانت النتائج التي حصل عليها هذه المرة ،سقوطا مدويا لما يسمى بالإسلام السياسي الذي كان يمثله حزب العدالة والتنمية في المغرب.وينضاف هذا لفشل حزب النهضة في تونس.إذا نتاج الربيع العربي  لم ينجح في تدبير الشأن العام في تونس والمغرب معا.وعلى ضوء النتائج المعلنة بالأمس يبدو لي أن الحزب الذي تصدر المشهد السياسي في المغرب وكذلك الذي احتل المرتبة الثانية أمام تحديات كبيرة لتنزيل النموذج التنموي الجديد ،هذا التنزيل يتطلب الإعتماد على الكفاءات القادرة على وضع مسار التنمية على السكة.ويبدو أن العمل الذي قام به مولاى حفيظ العلمي  نموذج يتطلب تجديد الثقة فيه وهو القادر على لعب دور مهم وإتمام مابدأه ،نحن بحاجة إلى وزير أول وليس رجل أعمال لقيادة البلاد  بل إلى سياسي وخبير في الإقتصاد لتنزيل النموذج التنموي الجديد.ويبدو أن تشكيل الحكومة المقبلة سيطبعه نوع من التجانس الضروري لإنجاح أي سياسة في المستقبل .إننا بحاجة في المرحلة إلى الإعتماد على وزراء تقنوقراط  ليتحملوا  مسؤولية إنجاح النموذج التنموي الجديد .وتجديد الثقة في وزير المالية ووزيرالصناعة مولاي حفيظ العلمي ليستمرا في بذل العمل الذي بدأه.إن الحكومة المقبلة ملزمة بتصحيح الأخطاء والمصالحة مع مغاربة العالم وذلك برد الإعتبار إليهم من خلال استقطاب كفاءات ستلعب دورا مهما في إنجاح النموذج التنموي المرتقب.ورد الإعتبار لايكون إلا بتعيين وزير توكل إليه مسؤولية إعادة تدبير الوزارة ومنحه استقلالية تامة عن وزارة الخارجية،وإعطائه صلاحيات واسعة لإقناع مغاربة العالم حتى يكونوا فاعلين أساسيين في التنمية ببلادنا.تلك هي أهم الملاحظات الضرورية في أفق تشكيل الحكومة المقبلة.إن المغرب يمر بمرحلة صعبة ،ومايجري في محيطنا الإقليمي يتطلب أن يتم تشكيل حكومة قوية ومتجانسة.والأحزاب التي تصدرت المشهد السياسي ملزمة بمراعات كل الإكراهات

التي ذكرت. وتجاوزها بما فيها الصراعات والتطاحن الكبير الذي عرفته الحملة الإنتخابية.وعلينا كمجتمع مدني وناشطين سياسيين أن نقر بنتائج الإنتخابات ونتوجه للمستقبل من خلال الإستمرار في النقاش السياسي الإيجابي لإنقاذ بلادنا وهي مازالت تعاني من موجة من المؤامرات التي تحاك من طرف جيراننا

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube