ضد التيار

الغوغاء

الحسين فاتش.

عرف الكواكبي الغوغاء في طبائع الاستبداد فقال عنهم :” أفراد من ضعاف القلوب؛ الذين هم كبقر الجنة لا ينطحون ولا يرمحون، يتخذهم المستبد كأنموذج البائع الغشاش على أنه لا يستعملهم في شيء من مهامه فيكونون لديه كمصحف في خمارة، أو سبحة في يد زنديق، ولهذا يقال دولة الاستبداد دولة بُله وأوغاد”.
اما عن غوغاء عالمنا، عالم الإعلام الجديد والسوشيال ميديا الذي ادخل تحولات جذرية على مبادئ عمل الصحافة واليات الإعلام والتواصل الحديثة، نتيجة للتعميم الرقمي في مجالات الحياة اليومية وانتشار الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، واصبح مجال الصحافة عالما بلا حدود تعمه الفوضى احيانا، و يختلط فيه الحابل بالنابل والغث بالسمين وغير اجي وادخلها بصباطك وسمي نفسك صحافي وابدا تخبط خبط عشواء ، فلم اجد من وصف يليق بغوغاء هدا العالم الافتراضي غير ماقاله عنهم الإمام على كرم الله وجهه في نهج البلاغة: الغوغاء اذا اجتمعوا اضرو واذا تفرقوا نفعوا،
فقيل: قد عرفنا مضرَّة اجتماعهم، فما منفعة افتراقهم؟! ‏فقال: يرجع أصحاب المهن إلى مهنهم، فينتفع الناس ‏بهم: كرجوع البناء إلى بنائه، والنساج إلى منسجه، والخباز إلى مخبزه، وياليت الكثيرين من صوحافيي بعض منابر مجاري الصرف الصحي المدعومة من قبل جهات خفية ممن يتطوعون لخربشة مقالات التشهير والقذف والتجريح وتلفيق الاباطيل مقابل نصف لتر من الماحيا وجَوج ماركيز ديطاي يعود كل منهم الي “مهنته” الأصلية لتتنفع الناس بهم ويريحون بذلك ويستريحون…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube