فيسبوكياتمستجدات

هل ما يحدث الآن في تونس هو تتويج حقيقي لنضال عبير موسى؟

أحمد رباص – حرة بريس

تعيش تونس الشقيقة حاليا وضعا سياسيا غير مسبوق، إلا أنه امتداد لثورة الياسمين التي عصفت ببنعلي ونظامه. والحدث الابرز الذي جعل الشعب التونسي مقسما إلى فسطاطين: الأول يؤيد إقدام الرئيس قيس سعيد على حل البرلمان والحكومة كليهما، والثاني يعارض هذا الإجراء بدعوى تنافيه مع الفصل 80 من الدستور التونسي.
وكان لابد لهذا الحدث أن ينعكس على فضاء الفيسبوك. وفي هذا الإطار، نشر مواطن تونسي اسمه حسن إسميك تدوينة يمجد فيها البرلمانية التونسية عبير موسى، قائلا: “استطاعت السياسية الشجاعة عبير موسي أن تستمر في نضالها لأجل حماية الحالة التونسية العريقة من عبث الأصوليات السياسية، وما يحدث الآن في تونس هو تتويج حقيقي لنضالها وقطف ثمار الدفاع عن المدنية التونسية. كما أثبتت اليوم أن المرأة العربية شريك لا يمكن الاستغناء عنه من أجل مواجهة الحركات الإسلامية السياسية.. ليس لأن أثر هذه الحركات يعود بالسلب على المرأة ودورها فحسب، بل وعلى كافة أفراد المجتمع وفئاته، وعلى مدنيته ومستقبله أيضاً.”
لم تبق هذه التدوينة بدون ردود أفعال اتخذت شكل تعليقات، مثل هذا التعليق: لا للركوب على الأحداث، فالشعب وحده من قاد هذه التحركات ولا أحد غيره، فهو من اختار اليوم والساعة لتخليد ذكراه، وأما عنها (يقصد عبير) فهي احدي المهرجين في المجلس والمعطلين لإرادة الناخبين. كنا نشاهد بفضلها والمهرجين بالبرلمان مهازل اضحكت العالم ..تركوا الشعب لمصيره يموت و هم يهرجون و يتناطحون من يفشل الاخر.
وجاء في تعليق آخر أن من أمثالها وأفكارها البائدة تعيش تونس اليوم التقهقر السياسي بعدما كانت دولة رائدة في الديمقراطية والحكامة، لكن تشبت بعض السياسيين بأفكارهم، والكل يريد أن تكون كلمته هي الأقوى وابتعدوا عن معالجة مايهم الشعب الغلبان، فحتما النتيجة ماهي عليه الآن ونسأل الله تعالى أن يحفظ هذا البلد وأهله من كل سوء وشر.
ورد مواطن تونسي على صاحب التدوينة الأساس بهذا التعليق المصوغ باللغة الدارجة التونسية: لاحلو ثبت روحك ماحدث في تونس هو إرادة شعب فهي مثل كل الذين سرقوا تونس الي مزيلة التاريخ.
اللي عملو الشعب الكل ووقوفهم من صباح ربي في الشموس والمطالبة بحقوقهم لين ريقو شاح ماريتوش عميت عليه والهرج والمرج في مجلس النواب والصياح والعرك ومعروك ماريتوش عميت عليه زادا
ننصحك كان عندك مراية أمسحها بالباهي باش تشوف فيها خليقتك على حقيقتها ضاهر فيك ماريتش قرونك وذيلك.
وفي تعليق آخر، ارتأى صاحبه أنه لا يتفق مع إسميك، كاتب التدوينة، ببعض الشيء، لكنه تساءل: هل حركة النهضة من استحقاقات المدنية والثورة؟ ام يعجبنا الكيل بمكيالين؟ وهل عبير موسى مناضلة من أجل الديمقراطية واليسار ..؟ ام نكاية بالنهضة والإخوان بدعم إماراتي لإدخال تونس في نفق الظلمات لوأد تطلعات الشعوب العربية؟
لكن معلقا اعتبر أن عبير امرأة تحقد على الأسلام وتريد دولة ذات منهج غربي ملحد. والملاحظ أن تونس بعيدة كل البعد عن القيم الإسلامية.
الي صار هو من إرادة الشعب، برلمان كامل لا يمثل الشعب كل واحد يجري وراء مصالحه الشخصية ولكن الشعب أقوى منهم.
غير أن مواطنا تونسيا يبدو من فحوى تعليقه أنه مؤيد لما ذهب إليه قيس سعيد حيث كتب أن ما حدث في تونس هو استجابة من الرئيس لمطالب الشعب المظلوم. لا للركوب على الحدث من قبل عبير موسي.
ناشط فيسبوكي كان له رأي آخر عبر عنه بهذه الكلمات: قامت الدنيا ولم تقعد في تونس بين من يدعي نفسه إسلاميا و أخر علمانيا . يعني إما لك ان تعيش مع من يتاجر بالإسلام والإسلام بريئ من أفعاله أو أن تعيش مع من يعشقون حياة الفسق وما انزل الله بها من سلطان .. هذا حال تونس اليوم.

خير ما نختم به هذا الجدل الفيسبوكي الفصل 80 من الدستور التونسي الذي قيل أعلاه إن قيس سعيد داس عليه بقدميه، والذي ينص على ما يلي:
“لرئيس الجمهورية، في حالة خطر داهم مهدد لكيان الوطن وأمن البلاد واستقلالها، يتعذر معه السير العادي لدواليب الدولة، أن يتخذ التدابير التي حتمتها تلك الحالة الاستثنائية، وذلك بعد استثارة رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب وإعلام رئيس المحكمة الدستورية ويعلن عن التدابير في بيان للشعب.
ويجب أن تهدف هذه التدابير إلى تأمين السير العادي لدواليب الدولة في أقرب الآجال، ويعتبر مجلس نواب الشعب في حالة انعقاد دائم طيلة هذه الفترة، وفي هذه الحالة لا يجوز لرئيس الجمهورية حل مجلس نواب الشعب كما لا يجوز تقديم لائحة لوم ضد الحكومة.
وبعد مضي 30 يوما على سريان هذه التدابير، وفي كل وقت بعد ذلك، يعهد إلى المحكمة الدستورية بطلب من رئيس مجلس نواب الشعب أو 30 من أعضائه البث في استمرار الحالة الاستثنائية من عدمه، وتصرح المحكمة بقرارها علانية في أجل أقصاه 15 يوما وينهي العمل بتلك التدابير بزوال أسبابها ويوجه رئيس الجمهورية بيانا في ذلك إلى الشعب،”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube