احمد رباصفيسبوكياتمستجدات

هل تحول مشروع فيدرالية اليسار الديمقراطي إلى سراب؟

أحمد رباص – حرة بريس

منذ سنة 2014, بدأنا نسمع حديثا عن مشروع فيدرالية اليسار الديمقراطي وأخذنا نتطلع إلى أفق يتشكل فيه حزب يساري كبير تتكون نواته الصلبة من ثلاثة أحزاب، وهي الاشتراكي الموحد والطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي.
منذ ذلك الحين، خطت المكونات الثلاثة للفيدرالية خطوات هامة على مستوى التنظيم والتنظير إلى أن بدأت الأعناق تشرئب نحو انتخابات تتميز عن سابقاتها، من بين أشياء أخرى، بالقاسم الانتخابي الذي عده البعض حيلة المراد من ابتكارها نفي أي إمكانية لفوز إخوان سعد الدين العثماني بولاية ثالثة.
لكن النقطة التي أفاضت كأس الفيدرالية وجعلته يرشح بما فيه لم تكن سوى مطلب الاندماج الذي قرر الاشتراكي الموحد تأجيل النظر والحسم فيه إلى ما بعد الانتخابات، في حين كان للمكونيين الأخرين رغبة عارمة في تفعيل اندماج كل المكونات في حزب يساري واحد ولسان حالهما يقول: خير البر عاجله.
في هذه الأثناء التي نشأ فيها سوء التفاهم هذا، ظهر تيار جديد من أحشاء الاشتراكي الموحد بزعامة الساسي ومجاهد سرعان ما أعلن عن اصطفافه إلى جانب الدعاة إلى الاندماج من المكونيين الآخرين، تعبيرا منه عن عدم رضاه على إقدام نبيلة منيب على خوض غمار الانتخابات برمز الشمعة وليس برمز الرسالة، ما يعني أن مشروع الفيدرالية عاد إلى نقطة الصفر.
في ظل هذا المأزق الذي بلغته الفيدرالية التي كانت قبل أيام فقط محط ترحيب وتقدير من قبل القوى الحية في البلاد، ثار جدل سياسي حول هذا الحدث غير المرغوب فيه، وعادت الذاكرة بمنظري اليسار إلى التجارب الماضية التي خيضت بهدف تحقيق وحدة اليسار والتي آلت كلها إلى الفشل، وهناك من ذهب إلى أن ما حدث من فعل فاعل رأى أن مصلحته تتنافى كليا مع نجاح مشروع الفيدرالية فتم التخطيط لنسفه.
ضمن هذا الجدل السياسي المفتوح، انخرطت قناة حرة بريس التابعة للمركز الأوربي للإعلام الحر في سلسلة من الندوات الرقمية مادتها الخام عبارة عن حوارات بين فعاليات اليسار المغربي، سميت بحوارات من أجل المستقبل يقدمها مدير جريدة حرة بريس أسامة سعدون بمساعدة عبد العزيز نداء.
على هامش الحلقة الثانية التي انطلقت مساء يوم أمس الخميس على الساعة العاشرة بموقع نفس الهيئة الإعلامية على الفيسبوك، كتبت تعليقا هذا نصه:
“الرهان العظيم الذي كان على فصائل اليسار المغربي أن تربحه هو لملمة شتاته وتوحيد صفوفه في حزب يساري كبير . هذا الرهان وصفته بالعظيم لأنه، إذا ما تحقق، سوف يضمن لليساريين المغاربة التكتل في قوة سياسية من شأنها خلق موازين قوى تكون لصالح الشعب المغربي ضدا على النزعة التحكمية للنظام المخزني وما وراءه من أحزاب إدارية وجماعات ضغط.. صحيح أن المناضلين القياديين اليساريين قاموا بمحاولات في هذا الاتجاه، لكنها باءت بالفشل ما جعل تاريخ اليسار المغربي تاريخ انشقاقات في غياب تدبير محكم للاختلافات الطفيفة التي لا تؤثر على الثوابت المشتركة بين الفصائل اليسارية. أما ثالثة الاثافي التي زادت من تشرذم اليسار المغربي وهي أن عدوى التملق للمخزن انتقلت من المحافظين اليمنينيين إلى احزاب كانت في ما مضى محسوبة على اليساريين التقدميين. وهكذا خرجت أحزاب مغربية من صفوف اليسار، نذكر منها الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية..”
مباشرة بعد انتهاء هذه الحلقة الثانية من “حوارات المستقبل”، حولت التعليق إياه إلى منشور على شكل بوست تحول بدوره إلى شبكة لاصطياد التعاليق في بحر الفيسبوك الازرق،
وما هي إلا لحظات قصار حتى تفقدت شبكتي فوجدت أن بعض فواكه البحر الأزرق علقت بها، ويحلو لي عرضها أمامكم أول بأول.
1) للنظام المخزني فكرة وبها يضمن استمراريته، وهي فرق تسد، بينما قوتنا في وحدتنا.
2) كلشي بقا كاينظر ويحلل حتى فرتكوها بالصلاة على النبي..
3) انا يساري غير متحزب اراقب المشهد الحزبي من بعيد، أقول لماذا ثم تفجير الحزب (يقصد حزب نبيلة منيب) في في هذه اللحظة بالذات؛ أي قبل الانتخابات بشهرين. ألم يكن على الأطراف المعارضة لخط منيب أن يلحوا في طرح توجههم قبل عام او عامين، او ينسحبوا كما فعلوا الآن. من الذي له مصلحة في تكدير صورة منيب التي رغم اخطاىها تبقى امرأة مفخرة للمغرب ولحزبها وللفيدرالية، فادا قارننا عمل الأمناء العامين الثلاث الذين توالوا على هذا الحزب نجد أن منيب حققت إشعاعا مبهرا لهذا الحزب وللفيدرالية. الخلافات دائما ستكون فمن لم يستطع تدبير الخلافات داخل حزبه كيف يستطيع تدبيرها داخل الفدرالية. كان عليكم ترتيب البيت الداخلي من زمان للدخول الى اليفدرالية منسجمين. فكيف نحقق الوحدة بانقسام الحزب الاب؟
4) مع الأسف خاب هذا الأمل الذي كان معقودا على بروز حزب يساري ديمقراطي كبير. إلا أن الحلقية انتصرت على إرادة تأسيس هذا الحزب. ويظهر ان قيادة تحالف اليسار الديمقراطي لم تكن في مستوى المرحلة. الامل هو أن يكون ما يحدث داخل هذا التحالف حادثة سير لن تثنينا عن إقامة صرح الحزب اليساري الديمقراطي الكبير. المهمة صعبة صعوبة وعسر ميلاد اليسار، ولكنها ليست مستحيلة.
5) المخزن يتحكم في اليسار و في اليمين وفي كل شيء ويشتت (بأساليبه الكثيرة و المتنوعة ) كل تكتل يشم فيه رائحة توحد ربما سيزعجه في قادم الأيام .
6) سرطان الانقسام ملازم لهم لكثرة ال أنانيات و الانتهازية والجهل بموازين القوى… أو الذاتية المفرطة.
7) ملاحظات أولية من الأساس:
هذه الأحزاب خرجت من الانسلاخ كيف لها أن تجتمع وتتوحد.. إنها تعاني من العقائدية و الذاتية وحب الزعامة… والابتعاد عن الجماهير وعن الأطر والمتثقفين…. لعل منحنى كوس يفسر لنا ذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube