احمد رباصفيسبوكيات

الانتخابات في المغرب.. الحملة الانتخابية قمة اللامنطق

أحمد رباص- حرة بريس

في بداية مساء يوم الإثنين 2015/08/31 ولجت إلى حسابي في الفيسبوك لتطالعني تدوينة جديدة لسعيد تيركيت المقيم في مدينة الخميسات يشتكي فيها من سوء المعاملة التي يتعرض لها طيلة أيام الحملة الانتخابية من شخص يتقمص مهنة مراسل صحافي، والتي بدأت يوم 2015/08/19 بتدوينة المراسل على جداره الأزرق يتهم فيها سعيدا بكونه “شناق” لوكيل لائحة الحمامة، وتواصلت يوم الأحد 2015/08/30 بهجوم المراسل رفقة أحد المرشحين برمز الجرار على منزله..
جاء في شكاية سعيد الذي كان يكتب عمودا أسبوعيا لفائدة موقع “ينايري.كوم” أن زوجته أقامت حفلا نسائيا مساء الأحد السالف الذكر تحت سقف عشها العائلي تخللته وصلات غناء ورقص وتصفيق للترفيه عن أنفسهن، بينما أنزوى رب البيت في مقهى قريب انتظارا لانتهاء الحفل واحتراما لرغبة المحتفلات في الاختلاء بأنفسهن بعيدا عن الرجال..
فجاة، تناهى إلى علم سعيد أن رجالا يحاصرون بيته، فما كان منه إلا أن هب مسرعا الخطو في اتجاه البيت لاستطلاع الأمر الطارئ على حين غرة..عند وصوله، وجد غريمه المراسل يتزعم رفقة مترشح البام تجمعا حاشدا أمام منزله.. وعندما استفسر سعيد عن دواعي التجمع أمام بيته فوجئ بالمراسل وهو يوجه له مركبا من التهم عناصره هي إقامة تحمع انتخابي مع تقديم رشوة للنساء داخل المنزل..
الباعث على المفاجأة بالنسبة لسعيد تمثل في إمطاره بهذا الوابل من التهم رغم انخراطه منذ بداية الحملة الانتخابية في صف الشيوعيين المغاربة الداعين لمقاطعة الانتخابات وعلى رأسهم الرفاق في فصيل النهج الديمقراطي.
وكم كبرت مفاجأة صديقنا/صاحبنا عندما أصر المراسل على الصمود والتصلب دون أن يتزعزع قيد أنملة من أمام عتبة الباب، ولم يكتب له الانسحاب إلا بعد تشييع آخر مدعوة للحفل البسيط دون أن يضبط ولو واحدة من المدعوات وهي تحمل وثيقة ذات صلة بالانتخابات.
انطلاقا من مبدإ نصرة المظلوم، كتبت تعليقا على حاشية الشكاية التي دونها سعيد لأناقش فيها فكرة واردة في متنها وتتعلق بربط سوء تصرف خصمه المراسل في هذه الحادثة بنقص في التأطير خاصة وأن المشتكي به مناضل قلاوون (قيدوم) في صفوف حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، فجاء (التعليق) على النحو التالي:
أخي سعيد، قرأت شكايتك من أولها الى آخرها..كانت منظومتك المرجعية وعائلتك محط إهانة ناتجة عن قلة حياء ونقص في التأطير أدى الى رسوخ آليات فظة في سلوك صاحب “الحائط البارد”…
من هذا الجانب، أعبر عن تضامني معك في هذه النازلة..إنما ينبغي وضع النقط على بعض حروف شكايتك.. مما لا شك فيه أن النقص في التأطير ليس حكرا على “الاتحاد الاشتراكي” الذي كان يقوم بهذه المهمة أحسن قيام قبل التراجع الذي لحق بالزخم العام للمعسكر الاشتراكي والذي من مؤشراته، كما هي معروفة على نطاق واسع، تفكك الاتحاد السوفياتي بتزامن مع نهاية الحرب الباردة وتربع أمريكا زعيمة المعسكر الرأسمالي الليبرالي على عرش قيادة النظام العالمي الجديد، فضلا عن سقوط جدار برلين..
لكن ما زاد من بلة النقص في التأطير، سن الحزب لسياسة الأبواب المفتوحة التي سمحت لمن هب ودب بالحصول على بطاقة الانخراط، فأصبحت الهيئة السياسية مسكونة بأعيان كانوا فيما مضى يمتطون صهوة خيول الإدارة في أحزاب إدارية ليكتسحوا بها صناديق الاقتراع. وهكذا فاز منهم البعض في الانتخابات واستولوا على مناصب المؤسسات “الديمقراطية” ليمارسوا بخبث تمرين معارضة المعارضة اليسارية الاشتراكية الديمقراطية.. هذا التسيب والانفتاح غير المدروس جاء نتيجة دخول الحزب غمار خوض المعترك الانتخابي من داخل المؤسسات بشروط المخزن.. لم يعد الرهان على تكوين وتأطير المناضلين المنخرطين من أولويات الحزب الاشتراكي الأول في البلاد – قيد حياته- بعدما تراجع الثقافي الى الظل وتغول السياسي الشعبوي واحتل الصدارة..
سوف أحكي لك حدثا بسيطا عاينته في ربيع هذه السنة بالدوار الذي توجد فيه الفرعية التي أدرس بها عساك تقتنع بأطروحتي..الفرعية تغطي مجموعة من الدواوير المتجاورة بجماعة موالين الواد (اقليم بنسليمان) وتسمى فرعية بوسطيلة نسبة الى عين جارية ذات تاريخ عريق وصبيب على قد الحال.. في الفترة الزمنية المشار اليها أعلاه، تطوع أحد ملاك شاحنة كبيرة باحضار وتفريغ شحنة من “الكياس” بالقرب من العين لغاية تغطية الأوحال التي تحاصر المورد المائي وتمنع السكان من الولوج اليه..
في انتظار القيام باللازم، أوصى صاحب الشاحنة مؤذن المسجد بأن يخصص” الكياس” للعين فقط وانصرف الى حال سبيله..
في الغد، لما علم الشخص الذي اعتاد الترشح باسم حزب الوردة، حل بعين المكان وأفتى باستعمال “الكياس” لاصلاح الطريق، عندها تدخل الفقيه وأخبره بوصية صاحب الشاحنة فاعل الخير..
هذا الرد لم يقنع المرشح وفاه بكلام غير مسؤول أبان عن رغبته في لي عنق البادرة الخيرية المجردة من أي توظيف انتخابوي أو سياسوي وجعلها في خدمة أجندته ليضيفها الى حصيلة أعماله ويوهم سكان دائرته بأنه وراء البادرة طمعا في أصوات تحسب له يوم الاقتراع…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube