فيسبوكيات

زلات لسان‭ ‬الوزير‭ ‬نصف،‭ ‬ونصف‭ ‬‮….‬

الاعلامي عبد الحميد جماهيري

ليس‭ ‬للناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬للحكومة‭ ‬سوى‭ ‬لسانه‮.‬
لهذا‭ ‬عندما‭ ‬يصاب‭ ‬بزلة‭ ‬لسان،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعيد‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬المهمة،
لا‭ ‬في‭ ‬اللسان،‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬عربي‭ ‬أم‭ ‬أعجمي‮..‬يقولون‭ ‬إنه‭ ‬يقول‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬اختارتها‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬الدخول‭ ‬المدرسي‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭ ‬ضررا‮»..‬
وهو‭ ‬ينفي‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬حجاب‮..‬
فيديو‭ ‬الشهرة‭ ‬في‭ ‬دخول‭ ‬الحكومة‭ ‬اختار‭ ‬الطريقة‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬أضرارا ‬والحمد‭ ‬لله‮»‬‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬‮»‬العواقب‭ ‬الوخيمة‮»‬،‭ ‬لكنه‭ ‬ينفي‭ ‬ذلك‮..‬
ولهذا‭ ‬سأتحدث‭ ‬عن‭ ‬ناطق‭ ‬رسمي‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬ما‮..‬
وأي‭ ‬تشابه‭ ‬في‭ ‬الأسماء‭ ‬هو‭ ‬محض‭ ‬صدفة‮..‬
وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬وبعده‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لما‭ ‬سيلي‭ ‬بما‭ ‬سبقه‭ ‬من‭ ‬‮«‬المتفوجين‭ ‬والمتفوجات‮»‬،‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬عليهم‭ ‬وعليهن‮…‬
هي‭ ‬زلة‭ ‬لسان‮..‬‭ ‬ما‮!‬
هي‭ ‬تعطيل‭ ‬وظيفة‭ ‬الناطق‭ ‬الرسمي‮..‬‭ ‬
ولعلها‭ ‬أصدق‭ ‬من‭ ‬يمثل‭ ‬شعر‭ ‬زهير‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬سلمى‮..‬
‮«‬لسان‭ ‬الوزير‭ ‬نصف
ونصف‭ ‬فؤاده‭ ‬
فلم‭ ‬يبق‭ ‬إلا‭ ‬صورة‭ ‬اللحم‭ ‬والدم‮»..‬
‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬اللسان‭ ‬ليس‭ ‬معنا
فهل‭ ‬الفؤاد،‭ ‬النصف‭ ‬الآخر‭ ‬للوزير،‭ ‬تُراه‭ ‬معنا؟
هل‭ ‬يشعر‭ ‬معنا‭ ‬بالأزمة‭ ‬وبالحل
‭ ‬وهل‭ ‬يفكر‭ ‬فينا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينطق‭ ‬بنا‭ ‬إذا‭ ‬هو‭ ‬أصابنا؟
سؤال‭ ‬مشروع
لا‭ ‬بقوة‭ ‬المنطق،
بل‭ ‬بقوة‭ ‬اللاشعور‭ ‬أيضا‮:‬
زلة‭ ‬اللسان‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬التحليلي‭ ‬
وفي‭ ‬علم‭ ‬اللغة‭ ‬إشارات‭ ‬عن‭ ‬خزينة‭ ‬الفؤاد‮..‬
بالنسبة‭ ‬للناطق‭ ‬الرسمي،‭ ‬يجب‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬اللسان‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬أسلم‭ ‬عضو‭ ‬فيه‮!‬
‭ ‬ولا‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬ضمانة‭ ‬لأداء‭ ‬المهمة‭ ‬
‭ ‬والتفسير‭ ‬اللغوي‭ ‬قد‭ ‬يليق‭ ‬بوزير‭ ‬اللغات‭ ‬والمواد‭ ‬التعليمية،‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬اعترف‭ ‬بأنه‭ ‬الفاعل‮!‬
ونترك‭ ‬التفسير‭ ‬النفسي‭ ‬للطبيب‭ ‬النفسي،‭ ‬
فزلة‭ ‬اللسان‭ ‬تفيد‭ ‬
الفلتة
التعثر
الانزلاق
السقطة‮..‬
الوزير‭ ‬سيفهم‭ ‬لماذا‭ ‬سنستعين‭ ‬بالعالم‭ ‬اللساني‭ ‬رودولف‭ ‬ميرانجر‮:‬
إذ‭ ‬لابأس‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬‮«‬الفهامة،‭ ‬أليس‭ ‬كذلك:هذا‭ ‬الرجل‭ ‬قال‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الزلة‭ ‬تحدث‭ ‬لأنها‭ ‬ميكانيزم‭ ‬‮-‬حتى‭ ‬هادي‭ ‬كلمة‭ ‬كبيرة‭ ‬شويا‮-‬‭ ‬يختل‭…‬
‭ ‬وهو‭ ‬يقصد‭ ‬ميكانيزم‭ ‬إنتاج‭ ‬اللغة،‭ ‬وهو‭ ‬يتضمن‭ ‬المفهمة‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬الصياغة‭ ‬ثم‭ ‬النطق‮…‬‭.‬
المفهوم‭ ‬الأول،‭ ‬هو‭ ‬إعطاء‭ ‬مفاهيم،‭ ‬للكلمات‭ ‬ووضع‭ ‬صلات‭ ‬بينها‮.‬
‭ ‬وتحصل‭ ‬الزلة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‮:‬‭ ‬عند‭ ‬الصياغة‭ ‬والنطق‮:‬‭ ‬وعليه‭ ‬فالوزير‭ ‬عندما‭ ‬يرتكب‭ ‬زلة‭ ‬لسان‭ ‬فهو‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬لم‭ ‬يحترم‭ ‬التوالي‭* ‬الخطي‭ ‬للنطق‮..‬
بمعنى‭ ‬آخر‮:‬‭ ‬فمه‭ ‬ولسانه‭ ‬لا‭ ‬يعبران‭ ‬عن‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬يفكر‭ ‬فيها‮..‬
لأن‭ ‬العقل،‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬ما‭ ‬يقرر‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬الفقرة‭ ‬الأصلية‮..‬
والأصل‭ ‬في‭ ‬الزلات‭ ‬هو‭ ‬تعويض‭ ‬حرف‭ ‬علة‭ ‬بحرف‭ ‬علة‭ ‬آخر‭…‬
ضرورة‭ ‬تصبح‭ ‬ضرارة
قرارات‭ ‬أكثر‭ ‬ضرورية
هي‭ ‬قرارات‭ ‬أكثر‭ ‬ضرارية‭ ‬
ويحصل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الزلة‭ ‬نتيجة‭ ‬للعدوى
ااااه‭ ‬العدوى‭ ‬اللغوية‮.‬
وفيها‭ ‬يحدث‭ ‬مثلا‭ ‬‮:‬‭ ‬أن‭ ‬يزل‭ ‬لسان‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬
ثم‭ ‬تنتقل‭ ‬العدوى‭ ‬إلى‭ ‬لسان‭ ‬الناطق‭ ‬باسمها
أي‭ ‬باسمه‭ ‬نوعا‭ ‬ما‮..‬
أو‭ ‬كأن‭ ‬تلتقي‭ ‬كلمتان‮:‬‭ ‬فعلان‭ ‬او‭ ‬اسمان‭ ‬أو‭ ‬حرفان‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬الناطق‭ ‬
رسميا‭ ‬كان‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬رسمي‮..‬
ولا‭ ‬ينطق‭ ‬سوى‭ ‬بواحدة‭ ‬منهما‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يود‭ ‬قولها
‮-‬هذا‭ ‬تضامن‭ ‬مني‭ ‬مع‭ ‬الوزير‭ ‬أليس‭ ‬كذلك‭ ‬؟‮-‬
أو‭ ‬يكون‭ ‬حدثا‭ ‬غريبا‭ ‬‮:‬‭ ‬كلمتان‭ ‬تلتقيان‭ ‬فتُنْجبان‭ ‬كلمة‭ ‬ثالثةً‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬لها‮..‬
وهذا‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬القرارات‭ ‬كلها‮.‬
‭(‬ولا‭ ‬باس‭ ‬ايييلا‭ ‬جاتنا‭ ‬غييييير‭ ‬في‭ ‬التعبير‭…).‬
‮«‬أراك‭ ‬دابا‭ ‬للتحليل‭ ‬النفسي‮»‬
وأعتقد‭ ‬بأن‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقاس‭ ‬عليه‮..‬
فهو‭ ‬نفسه‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬سعادته‭ ‬وحمده‭ ‬لله‭ ‬تعالى‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الإصابات‭ ‬كثيرة‮»..‬
وكان‭ ‬ذلك‭ ‬أمام‭ ‬البرلمان،حتى‭ ‬التصحيح‭ ‬لم‭ ‬يسمعه‭ ‬من‭ ‬البرلمانيين‭..‬
الفيديو‭ ‬يجوب‭ ‬الشوارع‭ ‬والهواتف‭ ‬والجلسات‭ ‬الخاصة‭ ‬‮..‬
‭ ‬ويجوب‭ ‬الآفاق‮..‬
وماذا‭ ‬يقول‭ ‬الفيديو‭ ‬؟
وماذا‭ ‬يقول‭ ‬فرويد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النازلة؟‭ ‬
إنها‭ ‬الفلتة‭ ‬أو‭ ‬الزلة،‭ ‬وهي‭ ‬تعبر‭ ‬عما‭ ‬يجول‭ ‬في‭ ‬خاطر‭ ‬صاحبها،
وما‭ ‬هو‭ ‬محط‭ ‬رغبته‭ ‬العميقة‭ ‬والقوية‮..‬‭ ‬بيد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يقتسمه‭ ‬مع‭ ‬المستمعين‭ ‬إليه‭ ‬أو‭ ‬نواب‭ ‬أمته،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬طابع‭ ‬مناهض‭ ‬لما‭ ‬يروج‮..‬
كأن‭ ‬نقول‭ ‬بأن‭ ‬الوضع‭ ‬جيد‭ ‬ونحن‭ ‬نعتقد‭ ‬في‭ ‬قرارة‭ ‬أنفسنا‭ ‬بأنه‭ ‬مثير‭ ‬للقلق‮..‬
أو‭ ‬نتيجة‭ ‬نوايا‭ ‬غير‭ ‬معلنة‭ ‬
إنه‭ ‬اللاشعور‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تجدي‭ ‬فيها‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬ولا‭ ‬توقفه‭ ‬كمامة‮..‬
لكن‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬هناك‭ ‬لكن‮:‬
قد‭ ‬يكون‭ ‬التعب
أو‭ ‬يكون‭ ‬الإجهاد‭ ‬
او‭ ‬يكون‭ ‬غيرهما‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬وقوع‭ ‬الزلات
والحكومة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬متعبة‭ ‬
ومجهدة
ولا‭ ‬تفكر‭ ‬في‮…‬‭ ‬راحة‮..‬؟‮..‬
‭ ‬وكم‭ ‬تعبت‭ ‬الألسن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الكورونا،‭ ‬وقانا‭ ‬الله‭ ‬وإياكم‭ ‬منها‭…‬‮…‬
‭ ‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube