حملة الإعتقالات التعسفية تسيئ للمسار الديمقراطي وحرية التعبير والتظاهر
صدمت لحملة الإعتقالات التعسفية التي يتعرض لها الشباب والشابات الذين خرجوا للتظاهر ضد مايجري في البلاد في المستشفيات العمومية وفي العديد من القطاعات الأخرى ،بالإضافة إلى الغلاء الفاحش الذي يعاني منه الشعب المغربي والبطالة التي يعاني منها الشباب المتخرج من الجامعات والمعاهد العليا إن حملة الإعتقالات التي تشنها الأجهزة الأمنية تحت أعين الصحافة الوطنية والدولية والتي وصل صداها القنوات الدولية،وأساءت لصورة الديمقراطية في المغرب .مسلسل الإعتقالات التي عرفها المغرب ونقلتها الكامرات ونشرتها في العالم وتمت متابعتها على مستوى الصفحات الإجتماعية بينت حقيقة الديمقراطية المزيفة التي انخرطنا في تلميعها والدفاع عنها ،لا أدري من يتحمل مسؤولية الإساءة للبلاد ،هل الذين خرجوا ليهددوا مسلسل الفساد وعدم أهلية المسؤولين الذين يتحملون تدبير قطاعات تعاني لسنوات.إن تحرك الشارع المغربي في المدن والقرى والبوادي ،لا يبشر بخير وانتفاضة الشارع المغربي دليل على أن السكين وصل العظم ،ولم يعد المواطن يتحمل المزيد،فعوض الإستماع لنبض الشارع ،يتم اعتقال المواطنين والمواطنات بطرق يندى لها الجبين ،صور مهما حرصت قوات القمع أن تصادر الأصوات المعبرة عن المعاناة فإن الكامرات تنقلها في حينها وتنتشر في العالم لتبين حقيقة الإحتقان في الشارع المغربي ،وبشاعة قمع قوات القمع المتخفية وسط المتظاهرين الذين يعبرون فقط عن معاناتهم التي تجاوزت كل الحدود .والكل يتساءل ،من أعطى الأوامر لهؤلاء لقمع المتظاهرين بصورة لا تليق بالشعب المغربي الذي ضاق ذرعا بالممارسات التي انتشرت في العالم .
الأحداث بدأت في أكادير عقب وفيات وقعت في المستشفى الجامعي والتي نتجت بسبب الإهمال للأطقم الطبية وغياب الدولة في شخص وزير الصحة الذي لا علاقة له بالميدان،وانطلقت من أمام المستشفى،ثم عمت أقاليم أخرى ولم تعد الشعب المغربي يتحمل المزيد وذهب العديد إلى أبعد من المطالبة بتحمل الوزراء والمسؤولين الحكوميين كامل المسؤولية في الفساد الذي أضر بصورة البلاد ودفع ثمنه المواطنين المتضررين من غياب المراقبة ،لم يقتصر الفساد فقط في المستشفيات ولكن فقد الشعب ثقته في المدرسة العمومية والتي باتت مفتوحة فقط للطبقة الكادحة التي ليس القدرة والإمكانيات المادية لاختيار المدارس الحرة لضمان مستقبل لأطفالهم وبناتهم ،إن الأزمة عميقة في التعليم والصحة،واستفحلت الأزمة بسقوط وفيات في المستشفيات العمومية ،وفشل النظام التعليمي في تحقيق آمال الأسر ،بل وحتى الذين استطاعوا الوصول للجامعات والمعاهد العليا يصطدمون بالبطالة في غياب تدبير الحكومات المتعاقبة بسبب سياسات،أفرزت قوافل من العاطلين الذين كان جزئ كبير منهم في محاولة الهجرة الجماعية عبر البحر في اتجاه سبتة بغية الوصول للضفة الأخرى.إن غليان الشارع ناتج عن تراكمات عانى منها الشعب المغربي منذ سنوات وانتظر الشارع المغربي تغيير بإقالة رئيس الحكومة والطاقم الوزاري الذي يتحمل مسؤولية الإحتقان الذي يعيشه الشارع المغربي .إن الأزمة التي تعيشها بلادنا ازدادت تدهورا بسبب سوء تدبير هذه وزراء عدة في هذه الحكومة .إن الشارع لم يطالب إلا بالحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية ،وهدف الجميع التغيير .إن الوقفات الإحتجاجية هي فرصة للتعبير عن واقع مر يعيشه الشارع المغربي ،إن الحق في الإحتجاج يجب أن يكون مضمونا .إن ثوابت البلاد يجب أن تكون مصونة ولا يمكن تجاوزها ،يجمعنا جميعا حب الوطن ويهمنا استقراره وضمان وحدته ولكن لن نقبل بالتجاوزات التي حصلت والإعتقالات بالجملة التي نقلتها حتى وسائل الإعلام الدولية.نحن جميعا مسؤولون للحفاظ على صورة المغرب لاسيما وأنه مقبل على تنظيم تظاهرات عالمية،وافتخارنا بالإنجازات التي تحققت في البنيات التحتية يلزمنا بالضغط على تحقيق مطالب أغلبية الشارع المغربي في توفير مستشفيات ومدارس وجامعات وفرص عمل للمتخرجين .إن الوقفات الإحتجاجية التي عرفتها مدنا عدة هي ناتجة عن تراكمات واختلالات واختلاسات في قطاعات متعددة وفي غياب الرقابة وصلنا للأزمة التي تفجرت في مستشفى أكادير ولن يكون هذا المستشفى الأخير الذي تغيب فيه الرقابة وغياب الأطباء بل ،شخصيا أصبت بمغص في بطني في العطلة الصيفية وكان يوم عطلة واضطررت للذهاب لمستشفى الدراق بمدينة بركان فصدمت بغياب الأطر الطبية وإهمال بصحة المواطن غير مقبول في غياب المسؤولين خرجت وقصدت إحدى الصيدليات لشراء بعض الأدوية للتخفيف من الآلام التي كنت أعاني منها .أزمة مستشفى أكادير والوفيات التي حصلت فيه ،عرفها كذلك مستشفى الدراق بمدينة بركان الذي يعيش الداخل إليه إهمال في غياب الأطر الطبية وفي غياب الرقابة،إن ما يجري في هذا المستشفى يتطلب تدخلا عاجلا قبل أن تحدث انتفاضة للساكنة كالإنتفاضة التي عرفتها مدينة أكادير وكانت سببا في خروج الشارع في العديد من المدن .إن الأزمة التي يعيشها المغرب اليوم وخروج الشارع للتعبير عن مطالبه المشروعة في مستشفى ومدرسة عمومية ومكان في الجامعة وفرص شغل بعد التخرج مطلب مشروع ،وبالتالي فمسلسل العنف والإعتقالات في صفوف مواطنين يعبرون فقط عن مطالب مشروعة .إن الإعتقالات التي تمت أمام أنظار الكامرات يسيئ لصورة المغرب المقبل على تنظيم تظاهرات عالمية لن نكون سلبيين من دون أن نعبر عن التطور الإيجابي الذي تعرفه بلادنا وبالتالي هذا التطور كان لزاما أن يكون مقرونا باحترام حقوق الإنسان وتفادي التدخل العنيف للقوات العمومية حفاظا على صورة البلاد .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك