أخبار المهجرحيمري البشير

أحداث غزة عرت السياسة الفرنسية اتجاه المسلمين

يبدو أن حوالي ثمانية ملايين من المسلمين سيعيشون مرحلة صعبة وعصيبة في فرنسا بعد أحداث غزة لن ينجو من العقاب الجماعي في الجمهورية الفرنسية حتى المولودين على ترابها ولا علاقة لهم ببلدان أجدادهم.العقاب الجماعي لم يبدأ اليوم وإنما منذ مدة بتوجيهات من رئيس الجمهوريةلوزير داخليته ذو الأصول الجزائرية والذي أغلق العديد من دور العبادةوالإغلاق ربما اقتصر على المساجد التي أسسها المسلمون بأموالهمولم يكتفي بإغلاق المساجد بل اتخذ قرارات في حق أئمة ازدادو وترعرع في فرنسا .وزير الداخلية الإستثنائي الذي عرفته الجمهورية الفرنسية للقرارات التي اتخذها في الجالية المسلمة ،وهو في الحقيقة لا يتصرف إلا بأوامر من رئيس الجمهورية.لا أحد سكت من المسلمين عندما أباح الرئيس ماكرون التافهين من المجتمع الفرنسي بانتقاد شخصية الرسول محمد <ص>والإساءة إليه من خلال رسوم كاريكاتورية كما فعل رسام دنماركي لقي ربه في عدة جرائد دنماركية وأثارت رسومه ضجة كبيرة في العالم خرج على إثرها الملايين في الشوارع تنديد بحكومة الدنمارك وتعرضت في حينها الدنمارك لمقاطعة إقتصادية من العالم الإسلامي والعربي.نفس المسار يسير على نهجه الرئيس ماكرون ووزير داخليته .وهو الذي ألصق تهمة الإرهاب بالمسلمين السنة ،وهو بهذا الخطاب السياسي الوقح يستهدف المهاجرون من الدول الثلاثة المغرب والجزائر وتونس واستثنى الطوائف الأخرى من هذه التهمة.واستمرار الرئيس الفرنسي ووزير داخليته بانتهاك شعار الحرية،أقصد حرية التعبير التي هي من أسس الديمقراطية ليس فقط في فرنسا وإنما في العالم.والسماح للفرنسيين بالإساءة لشخصية الرسول <ًص> واستفزاز المسلمين في عقيدتهم فهذا تجاوز خطير لايخدم الإستقرار في المجتمع الفرنسي .إن أحداث غزة بينت الوجه الحقيقي لماكرون وسياسته البئيسة التي نهجها منذ مدة،في انتهاك صارخ لقيم الجمهورية الفرنسية.إن سياسةماكرون أدخلت فرنسا في أزمة مع العديد من الدول الإفريقية التي ينحذر منها الكثير من المهاجرين المتواجدين على أرضها والذين ساهموا في تحريرها من النازية الألمانية ومنهم مهاجرون كذلك من دول المغرب العربي ساهموا في هذا التحرير.هؤلاء جميعهم عاشوا في سلام ووئام لسنين طويلة لكن هذا الإندماج في المجتمع بل الإنصهار في المجتمع الفرنسي للمسلمين بدأ يتآكل أو إنشئنا بدأ يتضاءل في السنين الأخيرة بسبب العديد من المشاكل في المجتمع الفرنسي ،بسبب سياسة الرئيس الفرنسي فزادت الكراهية والعنصرية في كل المجالات ،وهذه الوضعية التي يعيشها المغاربيون والمسلمون من مختلف الدول المغاربية والإفريقية بالإضافة لمواقف الرئيس ماكرون ووزير داخليته المنحازة لإسرائيل ودعمهم لها في المعركة الدائرة حاليا في غزة ضد السكان الأصليين الذين يقاومون لتحرير أرضهم هي من العوامل التي جعلت المسلمون في فرنسا ينتفضون لدعم فلسطين ضد الظلم الذين يتعرضون له ،وطبيعي أن يناصر المسلمون في فرنسا الفلسطينيون ضد إسرائيل والتنديد بجرائمها البشعة في مظاهرات عارمةفي مختلف المدن في المغرب أكثر من مليون خرجوا في الرباط وفي مدن أخرى .وكل الدول العربيةالمسلمة من المحيط إلى الخليج .إن مساندة فرنسا لإسرائيل في جرائمها البشعة ضد الشعب الفلسطيني يحدث شرخا في المجتمع الفرنسي وعداءا بين المسلمين وباقي مكونات المجتمع الفرنسي .إن ظاهرة الكراهية والإقصاء التي أصبح يعاني منها المسلمون في المجتمع الفرنسي سيكون لها أبعاد خطيرة ستؤثر على أجيال ازدادت وترعرعت في المجتمع الفرنسي وتشبثت بقيم الجمهورية وفي نفس بالقيم الإسلامية حفاظا على جدورها الإسلامية ..

إن الصراع في المجتمع الفرنسي ازدادت حدته منذ 2019 وهذا بشهادة أحد المفكرين الفرنسيين فرانسوا بورغا الذي وجه اتهامات مباشرة للدولة الفرنسية والذي اتهمها بتبني خطابا عنصريا ضد المسلمين مرجعا الصراع الحالي الذي ازدادت حدته إلى ماسماه الصراع بين أحفاد المستعمرين

وقال إن الخطاب الإسلاموفوبي في فرنسا كان مقتصرا على فئات معينة من المجتمع، اليمين المتطرف واليمين، ثم انتقل إلى أجزاء من اليسار، وابتداء من 2019 أصبح الخطاب العنصري خطاب الدولة الفرنسية.

وأضاف أنه بعد أن كانت الحكومة الفرنسية في الماضي تجرّم وتدين وتقمع أفعال أقلية من المواطنين المسلمين، بدأت منذ 2019 تجرّم وتقمع ليس الأفعال والممارسات وإنما آراء أكثرية المواطنين المسلمين.وتضطهدهم حتى في ممارسة عقيدتهم السمحة .إغلاق العيد من دور العبادة وترحيل الأئمة وتجريدهم من جنسيتهم الفرنسية بالمولد وإقامتهم على التراب الفرنسي .إن قرار سحب الجنسية من اللاعب الفرنسي المزداد في فرنسا كريم بن زمة سيأجج الصراع أكثر في المجتمع الفرنسي

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube