حيمري البشيرمستجدات

قراءة متأنية لمشاركة المغرب في قمة سان بترسبورغ ،وبرقية التهنئة التي بعثها رئيس جنوب إفريقيا للملك

في قراءة متأنية للمشاركة المغربية في قمة سانبترسبورغ ،وإعطاء الكلمة لأول متدخل لرئيس الوفذ المغربي من طرف الرئيس الروسي ،والإستقبال الأكثر من رائع الذي خصص للوفذ المغربي في هذه القمة،بالإضافة قوة المداخلة الوازنة التي انطلقت بعدها الأشغال ،وماحملته من رسائل .ومنع حضور البوليساريو أشغال هذه القمة،إشارات واضحة من أن روسيا الدولة المضيفة لأشغال هذه القمة ،تعترف ضمنيا بقيمة المغرب كشريك استراتيجي في إفريقيا ،رسائل واضحة نتمنى أن يكون رئيس الوفذ الجزائري والذي كان يراهن على فرض قبول مشاركة بن بطوش في هذه القمة كما فرضه على قيس سعيد في قمة تيكاد من دون موافقة اليابان البلد الذي يسعى بدوره للتغلل في إفريقيا .الأحداث المتسارعة،في الجزائر ،والأخطاء المتكررة للدبلوماسية الجزائرية .حتمت على جهات إفريقية تغيير موقفها من ملف الصحراء،والتقارب مع المغرب ،كان آخرها سعي أنغولا التقارب مع المغرب وتحسين علاقتها مع المملكة من خلال دعم مشروع الحكم الذاتي.الأمر لم يتوقف هنا بل لابد من قراءة كذلك لبرقية التهنئة التي بعثها رئيس جنوب إفريقيا لجلالة الملك بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربعه على عرش أسلافه الميامين.والصيغة التي جاءت بها بحيث نوه بالروابط المتينة التي تربط البلدين وجنوب إفريقيا عضوا مؤسسا وفاعلا لمنظمة البريكي التي تسعى الجزائر الدخول فيها ومنافسة كل من المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة ومصر.في اعتقادي أن رسالة التهنئة التي بعثها رئيس جنوب إفريقيا لجلالة الملك ، بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد هي جوابا صريحا وقويا على الكلمة التي ألقاها رئيس الوفذ المغربي في قمة سان بترسبورغ ورسالته تحمل إشارات واضحة باستعداد جنوب إفريقيا إعادة النظر في العلاقات التي تربط البلدين واستعداده لتمتينها ،خدمة لمصالح الشعبين

واغتنم رئيس جنوب إفريقيا هذه المناسبة، للإعراب عن متمنياته لجلالة الملك بموفور الصحة،

مجددا التأكيد على رغبته في تعزيز وتوطيد روابط الصداقة القائمة بين المغرب وجنوب إفريقيا.

.ماحصل في قمة سانبترسبورغ ،بمنع البوليساريو من المشاركة وحضور أشغال هذه القمة كان نكسة للدبلوماسية الجزائرية والتي كانت تراهن على مشاركة البوليساريو أشغال هذه القمة ،وانزعج الوفذ الجزائري كثيرا بعدما أعطى الرئيس بوتين الكلمة لأول متدخل في هذه القمة لرئيس الوفذ المغربي .فكانت ضربة استباقية وفرصة مواتية لتوجيه رسائل قوية ليس فقط للجزائر وإنما لجنوب إفريقيا التي سوف تحتضن قمة البريكس في جنوب إفريقيا في أكتوبر المقبل .وبالتالي فإننا نلمس إشارات إجابية اتجاه المملكة المغربية وجلالة الملك من البرقية التي بعث بها رئيس جنوب إفريقيا والذي ستترأس بلاده قمة البريكس في أكتوبر المقبل .ماوردفي البرقية التي بعثها رئيس جنوب إفريقيا يحمل عدة دلالات على أن تحول إيجابي قادم في الموقف الجنوب إفريقي من قضية الصحراء .هذا التغيير أكدته صيغة الرسالة المبعوثة لجلالة الملك ،والذي فرضه الموقف الروسي من قضية الصحراء .وبناء على التحول الذي طرأ في موقف جنوب إفريقيا وروسيا وسعيها للتقارب من المغرب كشريك إستراتيجي في إفريقيا.فإن الجزائر ستفشل في دخولها للبريكس ،كما أنها ستفشل كذلك في إشراك البوليساريو في أشغال قمة البريكس بجنوب إفريقيا ولا نستبعد أن تكون الرسالة التي بعثها رئيس جنوب إفريقيا لجلالة الملك بداية مطمئنة لعلاقات متينة بين البلدين تعكس الدعم الكبير الذي قدمه المغرب لنالسين مانديلا في معركته ضد الأبارتايد .كما أننا لا نستبعد دعوة المغرب للمشاركة في أشغال هذه القمة.إذا المغرب يسير بخطى ثابتة لإقناع شركائه في الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان،والصين ويواصل مسيرته التنموية ،كما أنه حريص على شراكاته الإفريقية وامتداده الروحي في إفريقيا ودعمها لها لمحاربة التطرف والإرهاب من خلال تكوين الأئمة الأفارقة في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة ،ثم الشراكات الاقتصادية،من خلال تواجد المؤسسات البنكية المغربية في العديد بلدان غرب إفريقيا ودول الساحل.لقد أثبت المغرب أنه شريك موثوق به لأنه بلدٍ الاستقرار ،بلد يتطور ويسعى باستمرار منذ سنوات لبناء شراكات ولعل مشروع الربط الغازي لأوروبا والذي سيمر عبر عدة دول إفريقية سيكون هو بداية حقيقية للتنمية والإستقرار في قارة أصبحت تتهافت عليها الدول الكبرى لأنها سوق واعدة.

. حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube