سياسةمستجدات

الرباط تعلن بشكل مفاجئ قطع علاقات التواصل مع سفارة ألمانيا الإتحادية.

التحول من وضعية الإنصات و الدفاع الى وضعية الهجوم

حرة بريس من الرباط- عبدالحي كريط

في تطور غير مسبوق في مسار العلاقات المغربية الالمانية أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج زوال اليوم الاثنين قطع علاقات التواصل بشكل كامل مع سفارة ألمانيا الإتحادية بالرباط.

وفيما لم تعلن عن السبب الرئيسي، فإن الخارجية وجهت مراسلة رسمية لرئيس الحكومة وكافة القطاعات الحكومية حول قرار تجميد التواصل مع السفارة الألمانية بالرباط.

واكتفت مصادر بوزارة الخارجية بذكر مضمون المراسلة الرسمية دون الاتيان على الاسباب الحقيقية لهذا القرار.
وحسب وزارة الخارجية المغربية فإن قطع العلاقات مع سفارة ألمانيا تهم كافة القطاعات الوزارية والمؤسسات التابعة لها، كما تعلق كل أشكال التعاون مع المنظمات السياسية الألمانية الموجودة بالرباط.

قراءة في القرار المغربي

يرجح أن يكون السبب الرئيسي في اتخاذ هذا القرار الذي وصف بالجريئ والمفاجئ انه ربما يتعلق بالوحدة الترابية للمغرب من خلال الاعتراف الامريكي الرسمي بمغربية الصحراء وغموض الموقف الأوروبي من هذا الاعتراف باعتبار أن برلين تعتبر قوة الاتحاد الأوروبي النابض ورأس حربته ،كما أن التقارير الإعلامية التي تبثها بعض وسائل الإعلام الألمانية حول تبنيها لموقف جبهة البوليساريو الانفصالية وعرابها في قصر المرادية بالجزائر ربما تكون أيضا القشة التي قسمت ظهر البعير؛ ولاننسى ايضا نجاح الدبلوماسية المغربية بعدما اقصت ألمانيا المغرب من حضور قمة برلين حول ليبيا – نجاح وساطتها البناءة والحيادية في تحقيقها للمصالحة بين الفرقاء الليبيين خاصة بعدما سحب المغرب البساط من القوى الدولية والإقليمية في المسرح الليبي المعقد والمتشابك الذي اضحى أرضا لتصفية الحسابات بين مختلف القوى ونجح المغرب في تسكين الوضع باعتبار أن ليبيا جزء من المنطقة المغاربية وأنه لاحل للملف الليبي إلا في إطاره الطبيعي بشمال أفريقيا. وبهذا القرار المغربي الأخير يمكن القول أن المغرب بدأ يمارس خياره السيادي الاستراتيجي التاريخي في منطقة البحر الأبيض المتوسط و بعمقه الأفريقي وهي رسالة ضمنية إلى دول الاتحاد الأوروبي عامة أن المغرب لن يقبل بتاتا بأي مساس بمقدساته حيث تعتبر وحدته الترابية خطا احمرا لانقاش ولاجدال فيه وأنه حان الوقت الاعتراف بالدور الذي يقوم به المغرب بالمنطقة كقوة إقليمية مستمدة من الواقعية السياسية و التاريخية بالمنطقة باعتبار أن المغرب هي بوابة أوروبا وأفريقيا وان استراتيجية الرباط القادمة في لعبة الشطرنج الجيوإستراتيجية بالمنطقة نظرا للمتغيرات الجيوسياسية هوالتحول من وضعية الإنصات و الدفاع الى وضعية الهجوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube