غير مصنف

جدل فيسبوكي حول تخريب النخبة العربية لثقافة أمتها بأيديها خدمة لأجندة ضهيونية

احمد رباص

هؤلاء الذين أتى الدكتور ميلود عضراوي في إحدى تدويناته على جرد صفاتهم وأوصافهم (مثقفين خونة وأقلام مرتزقة ودبلوماسيين جشعين ورجال أعمال) ممن ساعدوا إسرائيل على تنفيذ المشروع الصهيوني الرامي إلى تقويض الثقافة العربية، أليس لهم زعماء يقودونهم ويوجهونهم؟ أليست لهم منظمات تحميهم وتوزع الأدوار عليهم؟ وما هي المستندات المعتمدة في الحكم عليهم؟ إلخ..
بصفة عامة، يحفز موقع التواصل الاجتماعي الناس على الكتابة. كلو ويلغي بلغاه. هذا شاعر مرهف الإحساس يتظاهر بأنه يمارس طقوسه الدينية بانتظام إلا أنه لا يبين عن إعجابه إذا ما صادف قصيدة أو شذرة شعرية مصحوبة بصورة كاتبتها حتى لا يقال لقد سقط في أحابيل جمالها، وهذا دكتور في عجلة من أمره يعرض على أصدقائه الافتراضيين والواقعيين خلاصات لبحث حول موضوع خطير وحساس يتطلب إنججازه إجراء تحقيق معمق وتقص شاق.
لا أظن بتاتا أن صديقي ميلود عضراوي ينتمي لهذا الصنف الأخير..ربما له منهجية خاصة يشتغل بها..فعوض أن ينطلق من المقدمات، يحبذ – ربما –  المشي في الاتجاه المعاكس؛ أي من الخواتم إلى المقدمات..هذا القلب مسموح به من وجهة نظر الخيال السوسيولوجي كما عرفه عالم الاجتماع الأمريكي رايت ميلز..
ربما لن يروق الأسلوب الذي كتبت به هذه الرسالة الأستاذ الموجهة له، لذا أقول له: أنا أتحدث عن الفيسبوك وما داير في عباد الله..أنت، يا أستاذ، عبرت عن افتراضات وأحكام هي في حاجة الى بحث وتمحيص واستقصاء. ما أريد قوله هو أن المرء، خاصة إذا كان أستاذا جامعيا وباحثا، مطالب بتعزيز أقواله وأحكامه بحجج وأدلة مقنعة، لا إطلاق الكلام على عواهنه دون سند يدعمه. في الحقيقة، الموضوع الذي أثرته في تدوينتك يحتاج إلى مشروع بحث، وقد اعتقدت أنك بصدد الإعداد له. ولتعلم، عزيزي ميلود، أني لا أبغي من خلال التفاعل معك سوى تطوير النقاش والرفي به إلى مستوى الصفوة المستنيرة لا النزول به إلى7 مستوى االرعاع وأنصاف المتعلمين.
لم يقف هذا الجدل الفيسبوكي عند هذا الحد إذ أبى صديقي عضراوي إلا إغناءه من خلال تعقيبه على الفقرة ما قبل الأخيرة حيث أوضح أن الافتراضات والأحكام ليست موضع حديثه. لقد تحدتت عن مرحلة الانفتاح الساداتية التي كانت فاتحة لنشر المشروع الصهيوني في مصر وبعض الدول العربية.ثم أضاف أن هذا المشروع تزعمه كتاب وفنانون وشعراء يطبعون مع الصهاينة وينشرون كتاباتهم لتفسير المخطط السلمي المزعوم الذي برز بعد مرحلة توقيع اتفاقية كمب ديفد وزيارة السادات إلى اسرائيل.
هنا تساءل الأستاذ الجامعي والمفكر الاقتصادي: ألا تتفق معي أنها مرحلة خيانة بالنسبة لهؤلاء الكتاب في الشرق العربي وحدا حدوهم فيما بعد نخبة من الكتاب العرب في مجموع الوطن العربي ؟ وفي إطار الدفاع عن نفسه كتب أن ذلك هو قصده مؤكدا على أن الموضوع يدور حول اشكالية التطبيع وما انتجته فيما بعد من انهزامية لا أقل ولا أكثر. وفي نفس الإطار نفى صاحب التدوينة المنطلق أن يكون كلامه مطلوقا على عواهنه مشيرا إلى أن هذه اشكالية ثقافية كبرى تحدتت عنها المؤلفات والكتابات والأبحاث وإلى أن الموضوع يتعلق بما هو عربي عام لا يخص جهة معينة. وفي الأخير يعترف بأنه فهم من الفقرة الرابعة قصدي وأنه سليم الطوية ويتحرى الحقيقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube