فيسبوكياتمستجدات

رسالة عارية إلى المدعو ادريس لشكر

يمكن أن أتغاضى وأتجاهل بعض مواقف وتصريحاتك، إما لضحالتها وتفاهتها، وإما لأنها من باب الحق في الاختلاف لم تبلغ في مضمونها ما يستحق الرد عليها. ولكن حين يتعلق الأمر بقضية كانت في أدبيات حزب القوات الشعبية قضية وطنية، يصبح السكوت والتغاضي جريمة أخلاقية. في التصريحات الأخيرة لك أراك تتغوط من كرسي الكتابة الأولى على تاريخ حزب هز الدنيا وشغل الناس، بمواقفه الوطنية والقومية والدولية والتي كانت دائما مناصرة لقضايا التحرر والعدالة والكرامة والمساواة ومناهضة لكل السياسات الاستبدادية والاستغلالية والعنصرية والاستعمارية، وقدم من اجلها تضحيات ثقيلة من الأرواح والاعتقالات والتعذيب والنفي والحرمان من الارزاق.من فوق الكرسي الذي احتله سي عبد الرحيم بوعبيد، وعبد الرحمان اليوسفي، تتقيأ صديد الكلام، وتتغوط من فمك كلاما لا تقبله حتى مراحيض الوطنية والتقدمية، مدنسا بذلك صفحات حزب القوات الشعبية التي حاولت دائما أن تحافظ على طهارتها حتى في أزمنة التلوث والانزلاق الى طريق الأوساخ والقذارة.من فوق كرسي عبد الرحيم وعبد الرحمان تبولت على جريدة فلسطين التي أسسها مناضلو حزب القوات الشعبية في أزمنة الرصاص، وأشرف على ادارتها وتحريرها الشهيد عمر بنجلون والمرحومان محمد الوديع الأسفي وعابد الجابري، ووزعها المناضلون خفية كما توزع الممنوعات.من موقع الكتابة الأولى لحزب القوات الشعبية، تخرج القذارة والدناءة لتمحي تاريخا ناصعا صنعه الرجال والنساء بإيمانهم وطهارتهم. وتغسل وجه العدوان الصهيوني من دمويته، وتحمل مسؤولية الدمار والابادة والتهجير لمناضلي المقاومة الفلسطينية، دون إشارة واحدة تدين العدوان والهمجية والعنصرية وقتل المدنيين الأبرياء من نساء وشيوخ وأطفال.من كرسي الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي، تعلن مساندتك لنتانياهو في ما يرتكبه من جرائم في حق الشعب الفلسطيني، وكأني أراك تنافس نتانياهو على قيادة حزب الليكود وتهيئ نفسك لتكون رئيسا لحكومة الدولة الصهيونية.ليكن ما كان، فالزمن الحالي هو زمن المتغوطين على قارعة الطريق دون استحياء أو خجل. أمام جميع المغاربة الذين يخرجون للتظاهر ضد الغطرسة الصهيونية وينددون بالتطبيع ويدعون دولتهم لتكون في مستوى إيمانهم، وتتخلى عن سياسة الوجهين التي تلعبها مع الدولة الصهيونية بدعوى المصلحة الوطنية. لتعلم المدعو يا إدريس أن التنديد بالمجازر الإسرائيلية ليس فقط واجبًا أخلاقيًا، بل أيضًا ضرورة إنسانية وقانونية. وأنت الذي نسي دروسه في القانون، وتجرد من كل حس إنساني. ولتتذكر دروس المدرسة الاتحادية التي علمت أجيال كثيرة أن الإرهاب لا يرهبنا والقتل لا يفنينا وقافلة المقاومة تشق طريقها بإصرار وان للتاريخ حتميته التي تنصف المغلوبين والمقهورين مهما طال الزمن.ويبقى لي أسف كبير على العديد من الأخوات والاخوان الذين يتحملون مسؤولية التواجد معك في قيادة حزب القوات الشعبية، أسفٌ نابع مما تقاسمناه في هذه المدرسة من مبادئ وقيم، تجعلني باسمها اندهش لصمتكم وتخاذلكم أمام ما يصرح به كاتبكم الأول. لن اذكركم بالاسم، وأنا أعرفكم واحدا واحدا، ولن أذكر بعضكم بما كتبه أو صرح به في زمن سابق حول القضية الفلسطينية بالتحديد، ولكن أدعوكم الى استحضار ضمائركم التي غيبها هذا الزمن الرديئ، واستحضار كرامتكم التي يتبول عليها كاتبكم الأول والأخير، واستنهاض قيمكم التي طال نومها. وإن لم تفعلوا، فإنكم ستسقطون من العين والعقل والقلب، ولن أرضى بمصافحتكم مستقبلا.

Abderrahmane Rhandour

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID