التحديات الكبرى التي يعيشها المسلمون في الدول الإسكندنافية

نقاش مهم جمع تلة من الأساتذة الأجلاء الذين تكلموا بكل جرأة وشجاعة بحثا عن الحلول لمعالجة جملة من المشاكل التي تتخبط فيها الأسر المسلمة في المجتمعات الإسكندنافية،والناتجة عن صعوبة الإندماج في هذه المجتمعات بصفة عامة ،تناول الأساتذةالمواضيع المطروحة للنقاش ،وتكلموا بصراحة.وكانت ظاهرة نزع الأبناء عن أسرهم الموضوع الأساس والحساس الذي يعاني منه مسلمو السويد بالدرجة الأولى.كانت فرصتنا متاحة للحديث بكل صراحة عن أوجه الإختلاف الموجود بين الدنمارك والسويد ،فظاهرة نزع الأبناء عن أسرهم غير موجودة في الدنمارك ،لكنها موجودة بحدة وبكثافة في السويد وذلك راجع لأسباب متعددة منها ،صعوبة الإندماج في المجتمع السويدي ،وعدم انضباط الأسر المسلمة للقوانين السويدية.ثم لابد من ذكر كل الأسباب والحيثيات التي تتسبب في نزع الأبناء والبنات من الأسر المسلمة،لكي تتبناها أسر تختلف معهم في العقيدة والدين والتقاليد مما يخلق صراعا حقيقيا يؤدي ثمنه الأطفال .إن ظاهرة نزع الأطفال عن أسرهم المسلمة ،والتي تعتبرها غالبية الأسر المسلمة طمس هويتهم الإسلامية.هذا واقع ملموس ،مما يشكل صراع حقيقي في المجتمع السويدي .إن أوجه الإختلاف كبير في تدبير هذه الأمور بين المجتمع الدنماركي والمجتمع السويدي .فالصرامة في المجتمع السويدي هي الطابع السائد في التعامل مع الأطفال في السويد ،بينما تبدو الأمور مختلفة في الدنمارك فالمجتمع الدنماركيي في الغالب يحافظ ويحترم الثقافة الإسلامية التي نشأ فيها الطفل أوالبنت ويسعى التربويون بالدخول في حوار بناء مع الأسر لحل كل المشاكل المطروحة بهدوء وفي حوار مسؤول احتراما للثقافة الإسلامية التي نشأ فيها الطفل أوالفتاة ،وكلما فهم المربي الإسلام والثقافة الإسلامية التي نشأ فيها الطفل أوالفتاة كلما استطاع الجميع تجاوز الخلافات المطروحة.إن النهج الذي اتّبعته جل المؤسسات التعليمية في الدنمارك ،هو إدماج مربين مسلمين في المؤسسات وساهموا بدورهم في حل كل المشاكل المطروحة فلا الأطفال ولا الأهالي يرتاحون للدور الذي يلعبه معلمو الثنائي اللغة والذين يفهمون عقلية الأطفال وثقافتهم وقادرون على حل المشاكل المطروحة في المؤسسات التربوية وتجاوز كل الخلافات المطروحة.بل يستطيعون المساهمة بفعالية في عملية الإندماج في المجتمع .هذه التجربة بتوظيف معلمو الثنائي اللغة ساهمت بشكل كبير وإيجابي في تذويب كل الخلافات المطروحة في المؤسسات التربوية الدنماركية.إن لمعلمي الثنائي اللغة دور مهم في تذويب الخلافات الموجودة ،والمساهمة في إدماج الأطفال الثنائي اللغة في المدرسة الدنماركية وتجاوز العقبات والخلافات عامل مهم ،وهنا يكمن الإختلاف الموجود بين الدنمارك والسويد .إن نزع الأطفال عن أهاليهم ظاهرة غير صحية في المجتمع السويدي ،وينجم عنها صراع في المجتمع ،تكون له تبعات غير محمودة ،في المستقبل وبالتالي فإن النظام التربوي في الدنمارك يعتبر فكرة نزع الأطفال عن أهاليهم فكرة غير محمودة ويعتبرون إخضاع الأطفال للتوجيه والمتابعة أفضل من نزعهم وتسليمهم لأسر تختلف عنهم في الدين والثقافة ،وتطمس هويتهم الإسلامية.وهذا يكون له انعكاسات خطيرة في المجتمع ،ويؤجج الصراع في المجتمع الواحد.خلاصة إن نزع الأطفال المسلمين عن أهاليهم وتسليمهم لأسر غي مسلمة ،هي طمس هويتهم الإسلامية ،وبالتالي فإن مايجري في السويد هو استهداف للإسلام للأجيال المزدادة في السويد وهذا صراع ديني يولد مشاكل عويصة في المجتمع .إن أخطر مايواجهه الجيل المزداد في السويد هو طمس الهوية الإسلامية ،وهذا يخلق صراع له عواقب وخيمة في المجتمع السويدي .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك