حيمري البشير

المغرب يعطي دروسا للنظام في الجزائر

تجاوز ثلاثة جنود وضابط الحدود المغربية في الجنوب ،وألقى عليهم القبض الجيش المغربي ،بعد دخولهم للتراب المغربي .كان بالإمكان تصفيتهم بدم بارد لكن المغاربة ليس من شيمتهم قتل النفس الإنسانية وخصوصا إذا تعلق الأمر بإنسان مسلم وجار ،مهما بلغ الخصام فالمغربي لن يجرئ على قتل أخيه المسلم .أخبروهم بأنهم تجاوزوا الحدود المرسومة بين البلدين ،واعترفوا بخطئهم وماكان من الجيش المغربي إلا قبول اعتذارهم فأمروهم بالعودة من حيث أتوا .التصرف الأخلاقي الذي عبر عنه المغاربة من شيم الرجال ،وهوفي نفس الوقت درس الذين كانوا يبحثون عن نوع من يشبه البطاطس يؤكل غالي الثمن نطلق عليه إسم الترفاس وكان أحدهم يحمل جزئا مما جمعوه.الحادث الذي وقع ليس الأول ولا الأخير بل في الكثير من الأحيان الجنود الذين على جانبي الحدود من الطرفين يتقاسمون الأكل وكؤوس الشاي والقهوة وهذا يحدث مرارا وتكرارا حتى في وقت التوتر.المغاربة والجزائريين يجمعهم الدين واللغة والعادات والدم ،وهذه قواسم مشتركة تفرقهم الضغائن والحقد وهي رواسب تركها الإستعمار الفرنسي الذي فرق بين الشعوب وولد الحروب والفتن ،ومع كامل الأسف الجنرالات في الجزائر لن يهدؤوا حتى يشعلونها حربا مدمرة يقتاتون منها ويهربون الأموال إلى الخارج لشراء العقارات في إسبانيا وفرنسا. في انتظار فرصة الهروب ،ويقال والعهد على الراوي ،أنهم بعد انتشار الهاشتاج،وسط الشارع الجزائري اختار العديد من الجنرالات الهروب والإستقرار بالخارج خشية انتفاضة جماهيرية كما حدث في سوريا ،وهم لا يستبعدونها ،لأن مسلسل فسادهم بلغ مداها الدرس المغربي الذي لقنه الجنود المغاربة للجنود الجزائريين الذين تجاوزوا الحدود المغربية بغي قانون بحثا عن الترفاس وصل إلى باقي الشعب الجزائري وتناقلته وسائل الإعلام الدولية ،والتي تبحث باستمرار كل الأخبار المتعلقة بالبلدين .المغاربة وانطلاقا من قيمهم الإسلامية وحسن الجوار أمروا الجنود الجزائريين بالعودة من حيث أتوا وكان المغاربة بإمكانهم اعتقالهم لأنهم اخترقوا الحدود المغربية ،لكنهم فضلوا التمسك بقيم حسن الجوار كشعبين مسلمين وهذا في حد ذاته دروس للجميع وخصوصا للذين لا يريدون التمسك بحسن الجوار .وبالقيم الإسلامية والدين واللغة التي يتقاسمها الشعبان الجاران .وماقام به المغاربة نتمنى أن يكون درسا للجميع لأن مايجمعنا أكثر مما يفرقنا ،تجمعنا اللغة والدين الذي يأمرنا بالتشبث بقيم التسامح،والتضامن عوض التنافر والتنابز .كان الأجدر أن نكون شعبا واحداً بحكم أن العديد أصهار وأنساب جزائريون متزوجون بمغربيات والعكس صحيح فهل يعادي الأخ أخاه والأخت أختها .إن الجنرالات الذين يحكمون الجزائر بقوة النار والحديد يبحثون إشعال الفتن بين الشعبين بعيدا عن التشبث بحسن الجوار الذي دعى إليه الإسلام .المغرب بحادث تجاوز الجنود الجزائريين الحدود وتسامحهم وأمرهم بالعودة من حيث أتوا أعطوا دروسا للشعبين معا ،هكذا تكون الشهامة وهذه هي الأخلاق التي بفضلها يسود التسامح والألف ،ويتم طي صفحة الخصام والعداوة التي أشعلها الإستعمار الفرنسي وزاد من حدتها كابونات فرنسا ،ندعو لهم بالهداية.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID