رئيس تحرير جريدة هارتس يفجرقنبلة في إسرائيل
ليست قنبلة أحدثت خسائر في الأرواح والمباني ولكن قنبلة من نوع ثاني الخبر يتعلق بتصريح لصحفي إسرائيلي يرأس جريدة لها وزن ليس في الساحة الإسراًئيلية فحسب بل في الساحة الدولية.الرجل بنى موقفه الرزين بعد تفكير عميق وتحليل للأوضاع التي تعرفها المنطقة .الرجل وصف مايحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة بالنكبة الثانية للشعب الفلسطيني وأن المسلحين الفلسطينيين الذين تصفهم إسرائيل بالإرهابيين هم مقاتلو حرية وأطالب بفرض عقوبات على إسرائيل وقادتها،ويجب إقامة دولة فلسطينية.انتهى كلام هذا الصحفي الذي أحدث زلزالا كبير في إسرائيل ،هذا كلام العقلاء الذين يفكرون حقيقة في تحقيق السلام وإنهاء هذا الصراع الذي دام طويلا،وكان سببا في عدم الإستقرار ليس فقط في إسرائيل والمدن الفلسطينية التي لازالت تحت الإحتلال الإسرائيلي وإنما في باقي منطقة الشرق الأوسط ..نحن اليوم أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى صحفيين ورجال إعلام إسرائيليين يقولون الحقيقة،ويشجعون على تحيق السلام بين دولتين تعيشان جنبا إلى جنب ويطوون صفحة الصراع الذي دام لأكثر من سبع وستين سنة وذهب ضحيته الآلاف من الشهداء.لنعود قليلا إلى التاريخ وفي عهد الرسول (ص) فاليهود والمسيحيون أهل الكتاب بصفة عامة عاشوا جنبا إلى جنب مع المسلمين وكان المسلمون يقتسمون الطعام مع اليهود ،المسلم يأكل طعام اليهودي واليهودي يأكل طعام المسلم وعاشوا في سلام لقرون،ولنعد قليلا للتاريخ فاليهود في الأندلس لما ضيق عليهم المسيحيون الخناق وخيروهم بين اعتناق المسيحية أوالقتل فاختاروا الهروب والإلتجاء إلى المغرب،فاحتضنهم المغرب وعاشوا بسلام في أحياء بمدن عديدة هذه الأحياء سموها بالملاح وكانوا يمارسون مهنا تذر عليهم أموالا صناعة الحلي والتجارة في الذهب .اليهود المغاربة في مدن مراكش وفاس والدار البيضاء وسلا ومكناس ،ووحدة ودبدو والناطور وتارودانت جنوبا ،ومدن أخرى .والكثير منهم هاجروا إلى كندا والولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل لكنهم مازالوا يزورون المغرب باستمرار والكثير منهم يحمل جوازات سفر مغربية.وعودة للقنبلة التي فجرها رئيس تحرير جريدة هاأرتس ،أعتقد أنه تكلم بعد تفكير عميق بعد التطورات التي تعرفها المنطقة وعدم الإستقرار وغياب الأمن الذي تعيش عليه كل الأطراف في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا بين الفلسطينيين والإسرائيليين.آن الأوان لقطع الطريق على تجار الحرب والمتعطشين للقتل ،آن الأوان للدخول في مفاوضات جدية من أجل السلام ووقف مسلسل العنف والقتل،آن الأوان لفرض سلام عادل وشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين ،آن الأوان لوقف نزيف الدماء والدخول في مفاوضات رسمية من أجل السلام،آن الأوان لترتفع أصواتا كثيرة من اليهود للمساهمة في التقارب بين الشعبين وطي صفحة سوداء من تاريخ المنطقة ،المفاجأة التي فجرها رئيس تحرير هأريتس مهمة يجب أن يلتقطها محبو السلام لكي تكون خارطة طريق جديدة لتحقيق سلام عادل بين الدولتين.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك
التصريح في الرابط التالي