رسالة إلى صديقي محمد أوجار
أعرفك منذ كنا طلبة جمعنا قسم واحد في ثانوية عبد المؤمن بوجدة خلال ثلاث سنوات.كنت طالبا هادئا فغير مشاغب كبعض الطلبة ،مجدا ودخلت مجال الكتابة الأدبية منذ صغرك.افترقنا بعد أن اختار كل واحد منا مساره ،ثم التقينا بعد سنوات في كلية الحقوق ،يوم كنت مشرفا على شؤون الطلبة ،يوم غيرت الشعبة لأنتقل لكلية الآداب ومرت سنوات ،تخرجت من كلية الآداب بميزة .مرت سنوات بعد ذلك والتقينا في رحلة عبر القطار في الدرجة الأولى وتجادبنا أطراف الحديث حتى وصلنا إلى الرباط متعبين من دون أن تغمض أعيننا لازلت أتذكر البعض من الحديث الذي دار بيننا وكنت كعادتك مرحا لا يخلو خطابك من الدعابة كنت في حينها تشتغل في ديوان أحمد عصمان وقد تفاجأت لما سمعت الخبر لأني كنت أعرفك كطالب تحمل أفكارا يسارية وانقلبت كليا إلى اليمين الوسط .عرفتك كطالب تقدمي ومالبثت أن انتقلت إلى سياسي يبحث عن لقمة العيش وسط ،(خيل سيدنا )كمايقال في العامية المغربية .ماجعلني أعود للوراء سنوات للحديث عنك بعد قضيت سنوات كوزيرا ولم نلتقي لأني غادرت البلاد ليس إلى منتجع سياحي ولكن لمستنقع الغربة بعيدا عن الوطن الذي كنا معا نحلم أن نكون رجاله في المستقبل مثلك أنت الذي حققت آمالك وآمال أسرتك .عرفتك إنسانا متميز بأخلاق فاضلة تنتمي لأسرة تنحدر من تاركيها إقليم الحسيمة وسكنتم في مدينة أحفير الذي كنت أزوره من حين لآخر لأن أخو الوالدة رحمها الله استقر بها وللتذكير كان إبنه البكر الذي تخرج طبيبا في السلك العسكري وتسلق الرتب وافترقنا لسنوات بسبب اختياري الإبتعاد عن الوطن والإستقرار في وطن جديد كنت دائما أحلم به وأعشقه الدنمارك الذي قضيت فيه ذات عقود وتزوجت ورزقني الله ذكور شاء القدر أن يخطف لي أعزهم وأوسطهم ،كان رحمه الله شابا طموحا لم يتجاوز يوم رحيله الثالثة والعشرون من عمره .سافرت بعيدا عن صخب السياسة والسياسيين في المغرب ولم نلتقي منذ سنوات خلت لكنني كنت باستمرار أتابعك تحملت مسؤوليات حكومية وكنت كلما شاهدتك في نشرات الأخبار أقول لأبنائي هذا الوزير درسنا معا في صف واحد هو تسلق المراتب وأصبح وزيرا وأنا أنهيت دراستي الجامعية وخرجت إلى الخارج .لم أندم على هجرتي الغير المتوقعة لأن طموح والدتي رحمها الله أن أنهي دراستي ويكون لي شأن في المغرب حتى تفتخر بي .رحلت الوالدة عن هذه الدنيا بعد مرض عضال قبل أن ترى إبنها الذي كانت تعقد عليه آمالا لتفتخر به أمام الجيران وأمام العديان وهذا المصطلح في اعتقادي كانت لاتريد سماعه .وعودة للأسباب التي جعلتني أعيد قراءة التاريخ وتقاسمه معكم هو سماعي لحوار أجراه أحدهم مع الوزير السابق الذي اشتغل في الصحافة قبل أن يتحمل عدة حقائب وزارية قال بصريح العبارة جوابا عن سؤال لأحدهم عن موقف الأستاذ أوجار عن اعتقال ومتابعة الصحفيين .كان جواب الصديق العزيز الذي دفعني لأكن له كل الإحترام والتقدير ،قال عن موقفه من اعتقال الصحفيين ومحاكمتهم بأحكام يعتبرها كل المتتبعين لجم الأفواه عن قول الحق ومصادرة حرية التعبير تمس بسمعة بلادنا بالدرجة الأولى ،كان جواب الأستاذ أوجار أن ضد أي متابعة قضائية لأي صحفي .وهو يدرك جيدا أن هذا الخطاب انتقاداً لاذعا لوزير العدل الحالي ومسا بحرية التعبير ،وسكت ولم يضيف شيئا .لقد كنت صريحا ودبلوماسيا ولكن في نفس الوقت قلت الذي يجب عليك أن تقوله .وكنت منصفا للسيد حميد المهداوي وتصريحك هو في حد ذاته رسالة قوية لوزير العدل الحالي الذي تجاوز كل الخطوط أنتهز الفرصة لأحييك من شمال أوروبا وأقول لك ،حتى وإن كنت أتمنى أن يكون موقفك أقوى وتنتقد ىزير العدل الحالي لأنه يضر بصورة حقوق الإنسان في المغرب وبلدنا يترأس مجلس حقوق الإنسان في جنيف ماكان ليخرج في هذا الوقت بالذات ليرفع دعوى على صحفي مارس حقه في التعبير عن موقف وتخذل المغاربة قاطبة وترفع ضده دعوى قضائية ويصدر الحكم القاسي على الصحفي بسنة ونصف و150 مليون كذعيرة مالية أقول لوزير العدل لقد أضررت بصورة المغرب الذي يرأس مجلس حقوق الإنسان بسويسرة خلال هذه السنة وقمت صحفيا عبر موقف سليم فعليك أن ترحل. تحية من كل قلبي لسي محمد أوجار وزير العدل السابق عن الموقف الصريح الذي عبر عنه فيما يخص اعتقال حميد المهداوي
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك