هناك فعاليات خارج الوطن نصبوا أنفسهم محامون عن شخصيات سياسية وقعت في المحظور
شاركت بالأمس في نقاش ضم غالبية متدمرة من كل الأحزاب السياسية الشركاء في الحكومة السابقة التي خرجت عن الخدمة وأستعمل هذا المصطلح لأن الشعب المغربي كان على وشك الخروج إلى الشارع منتفضا وقد خرج بالفعل في عدة مدن .هذا الشعب الذي تعد فيه طبقة متوسطة بل فئتان لا ثالث لهما فئة غنية وفئة تجدر فيها الفقر المدقع.كانت بالأمس في مائدة النقاش عن بعد مدافعين عن أغنياء الأمة وفئة أخرى تدافع باستماتة كعادتها عن الصنف الثاني من فقراء الأمةوقد فضلت الإنسحاب من الساحة داخل البلاد ،لأن مصطلحات القمع تجدرت في أفكار السياسيين الجدد الذين في غالبيتهم أغنياء كبار ودخلوا عالم السياسة لحماية أموالهم ولقمع كل من سولت لهم أنفسهم فضح الفساد،وتهريب الأموال وشراء الذمم وسلاحهم الوحيد القديم الجديد هو (بعض المغاربة خاصهم إعادة التربية) كل ذلك يجري باسم القانون والتغيرات السيئة في بلد التاريخ والحضارات التي بناها المرابطون والموحدون والمرينيون والوطاسيون والعلويون هكذا علمنا التاريخ فقهاؤنا وأساتذتنا .ومن يقود البلاد من أحزاب سياسية عطلت عجلة ذلك التاريخ المجيد.كان بيننا بالأمس رجل يحب تاريخ حزب بناه علال الفاسي هذا الرجل الذي بسلبياته استطاع مع فعاليات تختلف معه في الفكر تصحيح مسار المقاومة وترد المستعمر الغاشم .رجال الأمس على شاكلة علال الفاسي وعلي يعتة وعبد الرحيم بوعبيد ومن تآمر عليهم الإستعمار الفرنسي في عاصمة الأنوار واختطفوهم وقتلوهم ولحد الساعة أخفوا جثهم ،وأقصد هنا الشهيد المهدي من مؤسسي منظمة عدم الإنحياز ،المهدي رحمه الله الذي التحقت به زوجته غيثة بعد سنوات من الإنتظار لمعرفة الحقيقة حقيقة القتلة الذين اغتالوهم قبل أن يكشفوا التاريخ الدامي لحقبة زمنية،رحلت غيثة وبقي البشير وإخوته وهم مستمرون في النبش في التاريخ لمعرفة الحقيقة والتي من المستبعد أن تظهر كلما كان هنا تقارب مغربي فرنسي،وحتى الإعتراف التاريخيّ للمستعمر الفرنسي لمغربية الصحراءين الغربية والشرقية لا يجرئ الفرنسيون الجدد الإعتراف بهما اليوم.
كنت ومازلت كعادتي أتحاشى الجدل العقيم والخوض في نقاش سياسي مع إخوان كنا بالأمس القريب نناضل في خندق واحد ونشكل جسدا واحدا ،غير قابل للفرقة والتشتت ،لكن غياب التمسك بالقيم المشتركة لدى الطرف الذي يدعي أحق بتبني التاريخ الزاهر الحافل بالإنجازات ،هذا التاريخ المشترك جعلتني لا أسقط في المحظور وبالتالي أتفادى الدخول معهم في أي نقاش حفاظا كما قلت على التاريخ المشترك الذي جمعنا ،خصوصا عندما نلمس تجدر الخطاب اللاسياسي لدى البعض ،حيث يسعى بكل الطرق المس في التاريخ المشترك الذي يجمعنا ،ألا وهو التحرر من ربق الإستعمار الفرنسي ،وهي نقطة البداية ونقطة النهاية التي تجمعنا مع جيل أشباه السياسيين ،الإنتهازيين الجدد،والذين يحملون في أذهانهم وصايا يسعون بشتى الطرق تنفيذها لتشويه التاريخ المشترك الذي يجمعنا .إن السياسيين الذين يمجدون إنجازات التحالف الذي يحكم البلاد،ويدافعون باستماتة غير معهودةعلى التجمع الوطني للأشرار وهو مصطلح ينطبق على الحاكمين الجدد الذين أغرقوا البلاد بالديون وساهموا في تجويع الشعب والقضاء على الطبقة الوسطى هذا الحزب النفعي وليس الوطني ،يسعى لإعادة تربية المغاربة كما قال زعيمهم في تجمع جماهيري في إيطاليا هذا الحزب الذي يستهدف منذ تأسيسك زرع الشك في المغاربة ويسعى منذ تأسيسه على ضرب القوى الوطنية ونهب خيرات البلاد وتهريب الأموال بشتى الطرق .هؤلاء يستهدفون زعزعة استقرار البلاد من خلال التحالف الذي أسسوه لضرب القيم الديمقراطية التي تقودها ماتبقى من أحزاب اليسار.إن سلوك الميداني اتجاه المراوي بالأمس نموذج الأخلاق المتشبع بها واحد من الذين سيحكمون المغرب لمدة سنة ويغادرون ،هذا الذي سيخلف وزيرا أزم قطاع حيوي في البلاد وأدخل القطاع الأطباء في أزمة ليس من السهل الخروج منها،لن يستطيع المداوي على وزن المراري الخروج من الأزمة في ظرف سنة من عمر الحكومة وهذا نموذج العبث الذي تتخبط فيه حكومة أخنوش والأحزاب المتحالفة معه .التحالف القديم الجديد واستمرار تزكية النخب الفاسدة في تدبير الحكومة الجديدة والتي قالت العدالة كلمتها فيهم ومازالت ملفاتهم والأحكام الصادرة في حقهم مجمدة ولا ندري الأسباب إن خروج عدة مواقع إعلامية بالنبش في فضائح الوزير الإستقلالي حجيرة المعين بالأمس في الفريق الجديد يسيئ لصورة القضاء المغربي ولا ندري من يقف وراء تعليق الصادرة في حق عمر حجيرة ،هل يعتبر تعيينه كوزير ضغط من حزب الإستقلال على رئيس الحكومة لطي صفحة المحاكمة علامة استفهام كبيرة سيجيب عنها القضاء النزيه .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك