لماذا تعادي الجزائر المغرب؟

منذ استقلال الجزائر في سنة1962 والعلاقات بين البلدين متوترة إلى يومنا هذا مع الإشارة أن الحرب التي عرفها البلدان كانت سنة بعد استقلال الجزائر أي سنة1963 .رغم أن فرنسا قبل خروجها من الجزائر كانت ضمت مناطق مغربيةإليها معتقدة أنها ستبقى في الجزائر ،وإلى يومنا هذا لازالت تندوف ولقنادسة وبشار المغربية تحت سيطرة الجزائر وهي مناطق غنية بمناجم الحديد .فرنسا باحتفاظها لهذه المناطق كانت تهدف بالدرجة الأولى ،استغلال الإحتياطي الكبير من منجم الحديد،وحتى عند خروجها .تبقي صراعا بين الدولتين ،تكون هي المستفيد الأكبر منه .المغرب لم يثر منذ الإستقلال مغربية المناطق التي ضمتها فرنسا معتقدة أنها ستبقى إلى الأبد في الجزائر وتاريخ المنطقة موجود في الأرشيفات التي تمتلكها .إسبانيا بدورها الدولة الإستعمارية التي استولت على عدة مناطق مغربية في الشمال مليلية وسبتة وجنوبا سيدي إفني وطرفاية والصحراء المغربية،خرجت من المدن التي ذكرت جنوبا وبقيت في سبتة ومليلية في الشمال والأقاليم الجنوبية حتى سنة 1975حيث استطاع المغرب تحريرها سلميا بفضل المسيرة الخضراء التي شارك فيها 350ألف متطوع ومتطوعة وبالفعل خرجت إسبانيا من الصحراء المغربية بعد أن أثبتت محكمة العدل بلاهاي دليل يثبت أداء شيوخ القبائل الصحراوية ولاءهم للملوك العلويين.استرجع المغرب ،الأقاليم الجنوبية بفضل المسيرة الخضراء ،وانطلق منذ استرجاع هذه الأقاليم في عملية التنمية والبناء،وفي نفس الوقت بدأت الجزائر في مسلسل التآمر حتى تلهي وتشغل المغرب عن المطالبة بالمناطق الشرقية أومايطلق عليها بالصحراء الشرقية و التي بقيت تحت نفوذ الجزائر إلى يومنا هذا،ولعل من أهم الأسباب التي جعلت الجزائر تحتفظ بهذه المناطق غناها بمناجم الحديد.لم تكتفي الجزائر بذلك بل أشعلت الصراع بزرع انفصاليين لإلهاء المغرب وتقسيمه ومكنتهم بالسلاح واحتضنتهم في مخيمات تندوف وصرفت عليهم أموالا طائلة منذ سنة 1975 يوم خرجت إسبانيا من الصحراءإلى يومنا هذا .كان هدف الجزائر من هذا إلهاء المغرب حتى لا يطالب بالصحراء الشرقية .وإلى يومنا هذا تستمر الجزائر بدعم البوليساريو لزعزعة استقرار المغرب ،وتقود المنطقة لحرب مدمر وقد بلغ السباق للتسلح بين الدولتين مداه في الوقت الحالي فالمغرب من حقه حماية أراضيه بينما الجزائر ماضية في تسليح المرتزقة وعرقلة كل المبادرات التي تقوم بها الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتسوية هذا الملف الشائك،وترفض حتى الجلوس في طاولة المفاوضات لإيجاد حل لإنهاء هذا الصراع.إذا الجزائر منذ سنة1975وهي تتآمر على المغرب لزعزعة استقراره وتقسيمه وهي كما أشرت إلى ذلك تريد فقط إلهاء المغرب حتى لا يطالب بالصحراء الشرقية التي كانت فرنسا قد ضمتها لغناها بالمعادن وعلى رأسها الحديد ظنا منها أنها كانت ستبقى محتفظة بالجزائر .ولعل ما يجعل الجزائر تستهدف المغرب في الوقت الراهن نجاح القيادة الرشيدة لجلالة الملك في قيادة المغرب لمصاف الدول التي تشق طريقها نحو التطور والنماء،في الوقت الذي تتخبط فيه الجزائر في مشاكل كبيرة نخرت الإقتصاد الجزائري وجعلت الشعب يعاني من الطوابير لاقتناء الحليب والزيت ،ويتخبط في غلاء فاحش وفي مشاكل اجتماعية رغم أن الجزائر تمتلك الغاز والبترول لكن شعبها لا يرقى للعيش الذي تتمتع فيه شعوب دول الخليج العربي .لا أدري إلى أين يقود الجيش المتحكم في دواليب الدولة الجزائرية الجزائر والمنطقة وهو سؤال تبقى تفاصيله مؤلمة في حالة نشوب حرب بين المغرب والجزائر.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

