حيمري البشير

سفيرة المغرب بفرنسا تثير جدلا بتصريحاتها حول أصول المغاربة

سوف أبدأ بالإيجابي حتى أنصف المرأة الدبلوماسية المثقفة ،التي من المفروض على المغاربة بفرنسا الإفتخار بها وزوجها كذلك سفير المغرب لدى اليونسكو .السيدة السفيرة راكمت تجربة صحفية ،وأصبحت بعد توليها منصب سفيرة في فرنسا ترفع التحدي وأبانت خلال مدة قصيرة عن كفاءة عالية في معالجة القضايا الحساسة وبالخصوص قضية الصحراء وتحملت كامل المسؤولية في لعب دور في دفع العلاقات المغربية الفرنسية إلى الأحسن في ضل الصراع المستمر بين المغرب والجزائر وتدخلها الخبيث في الشؤون المغربية واستمرارها في دعم الإنفصاليين الصحراويين والآن يدعمون الإنفصاليين المنحذرين من الريف بالمال لزعزعة استقرار المغرب .ليس هذا موضوعنا اليوم ،وإنما سأتناول تصريحات السيدة السفيرة حول أصول المغاربة والتي أثارت جدلا في الساحة الإعلامية المغربية.وكما عقبت سابقا على تصريحات الميراوي عندما اعتبر الأمازيغية لغة أجنبية على المجتمع المغربي ،ربما يمكن تصنيف تصريحات السيدة السفيرة ،ردا على كلام الوزير الميراوي الذي اعتبر الأمازيغية لهجة غريبة على المجتمع المغربي ،السيدة السفيرة تعتبر الأمازيغ والأمازيغية هي لهجة أو اعتبرها كما شئت لغة التواصل لدى المجتمع المغربي ،وهي بذلك تعتبر العرب ،قبائل هاجرت من المشرق واستوطنت بالمغرب ،وهي بذلك تؤكد بصريح العبارة نقيض ماقاله المراوي عن ساكنة المغرب .وكيف ما كانت تفسيرات السفيرة والجدل الذي أعقب تصريحاتها في الساحة المغربية ،فنعتبر اعتزازها بأصولها وبالأمازيغية كلهجة وكلغة تواصل بين المغاربة لا يجب أن تثير هذا الجدل وهذا اللغط الذي لا يستحق أن نعطيه اهتماما .وعند العقلاء الذين يعتبرون الثقافة والتراث الأمازيغي هو إثراء لثقافتنا يجب الإفتخار به .قد أعيب على السيدة السفيرة كمثقفة وكدبلوماسية وزوجة دبلوماسي ،أنها قد خرجت عن جادة الصواب عندما أثارت جدلا حول الأمازيغية والجدور التاريخية للمغاربة.وأعود مجددا للرد على الذين يريدون دائما السباحة في الماء العكر ،وإحداث نقاش وجدلا في المجتمع المغربي بتبنيهم لما قالته السيدة السفيرة ،الصحفية المثقفة التي تعد من بين الأطر التي نفتخر بهم كمغاربة.والذي غاب عن السفيرة الصحفية والدبلوماسية ،هو أن في المجتمع المغربي لم يعد فرق بين الأمازيغي والمنحدر الوافد من أصول عربية فمنذ مئات السنين تزوج العربي بالأمازيغية وخلفوا وعاشوا من دون أن تسود بينهم خلافات حول أصولهم .شخصيا أنا عربي ومتزوج من أمازيغية،وأعرف مصطلحات كثيرة بالأمازيغية لا تعرفها زوجتي ،وبالتالي لغة التواصل في المجتمع المغربي سواءا بالعربية أو الأمازيغية لايمكن أن تكون مثار نقاش وجدل اليوم لأن في المجتمع المغربي،عاش كذلك اليهود الوافدون من الأندلس لقرون.وبالتالي أعتبر تصريحات الميراوي والسيدة السفيرة زلة لسان لهما معا ماكان لكي يكونا سببا في زرع الفتنة في المجتمع المغربي .خصوصا وأن المغرب بلد التعدد الثقافي الذي يفتخر به الجميع

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube