حيمري البشير

لماذا لم تنتقم إيران من الذي قتل قاسم سليمان؟ولماذا عجزت إسرائيل عن اغتيال السنوار؟

غريب الأمور التي تجري في الصراع الإسرائيلي الشرق أوسطي. ،فضلت أن أعطيه أبعاد أكثر من تحديد الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين ،لأن ما يجري تحكمه صراع المصالح .الولايات المتحدة قتلت قاسم سليمان في العراق،والعراق لم تنتقم من الولايات المتحدة لأن قاسم سليمان تواجد في العراق لدعم هذا البلد ضد استمرار التواجد الأمريكي بهذا البلد وبمنطقة الشرق الأوسط ،لم تنتقم إيران من الولايات المتحدة التي إغتالت قائداً عسكريا إيرانيا،فهل ننتظر انتقاماً من إسرائيل التي قتلت أبا العبد في طهران ؟قلت في مقال سابق بأن مقتل إسماعيل هنية في طهران كان بمباركة خبيثة من جهات إيرانية وهذا ما بدأ ينكشف،المؤامرة التي تورطت فيها إيران عن طريق عملاء إيرانيين أعطوا تفاصيل دقيقة للموساد الإسرائيلي لتصفية زعيم فلسطيني كان يسعى بكل مايملك وسارع لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد لكي يقنعه بدعم المقاومة والنضال الفلسطيني لتحقيق الحلم الذي ينتظره كل فلسطيني داخل المدن المحتلة وفي الشتات .وباغتيال أبا العبد أصبح كل فلسطيني مشروع شهادة ،بل انعدمت الثقة في الفرس والعرب ،لأن الجميع يبحثون عن مصالحهم .ومن خلال مايجري في غزة وفي المنطقة العربية ،يمكننا أن نطرح أسئلة متعددة ونبحث عن أجوبة لها .لماذا اغتالت إسرائيل إسماعيل هنية في إيران وبطبيعة بمباركة خفية من إيران؟ ولماذا عجزت إسرائيل لحد الساعة عن تصفية قادة حركة حماس والمقاومة المتواجدون كلهم تحت الأرض وفوق الأرض في قطاع غزة وهي التي تمتلك كل الأجهزة المتطورة لتحديد مكان قادة حركة المقاومة الإسلامية؟أستمر في طرح أسئلة أخرى محرجة لي لماذا يلتزم القادة العرب السكوت عن المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟في اعتقادي أن الجميع يعتبر حركة الإخوان المسلمين وحركة المقاومة الإسلامية في غزة عدو مشترك ،وبالتالي غضوا الطرف وتركوا المهمة لإسرائيل لإتمام المهمة وتصفية المقاومة الإسلامية؟أنا أطرح تساؤلا باستمرار ،لكني لم أجد تفسيرا لسكوت المملكة العربية السعودية ومصر أم الدنيا ،وسوريا المحتلة والتي اختارت إيران لكي تحميها من كل القوات التي تتربص بها .أرى أن اغتيال إسماعيل هنية في إيران كشف تورط عملاء إيرانيين مع إسرائيل في اغتيال الشهيد إسماعيل هنيةوأن إسرائيل عجزت عن اغتيال يحي السنوار في غزة،وعجزت عن وقف المقاومة الإسلامية الفلسطينية ،لأني متأكد أن الذين يقودون المعارك في غزة هم فلسطينيون يجمعهم هدف واحد طرد الإحتلال من كل المدن المحتلة وبناء دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ،هذا هو الحلم الحقيقي الذي سيوحد الفلسطينين.وجوابا عن السؤال الذي طرحته في العنوان لماذا لم تنتقم إيران من مقتل قاسم سليمان،فأقول بأن دم قاسم سليمان رخيص عندهم فكيف ينتقمون لمقتل إسماعيل هنية؟ ماوقع في طهران مسرحية هزلية مكشوفة وضحاياها هم الشعب الفلسطيني الذي فقد أحد أبرز قادته الذي كان يسعى للشهادة.ومن خلال حادث الإغتيال في طهران يجب أن يأخذ الفلسطينيون من كل الفصائل وبدون استثناء العبرة ،وأن طووا الخلافات ويوحدوا الصفوف ،لا أمان اليوم لا في العرب المستعربة ولا في المسلمين والمتأسلمين ،لأن الجميع إما عملاء لأمريكا أومتحالفين مع روسيا بدون مقابل ،وأعني ماأقول مادامت روسيا تسعى لتشكل تحالف لكنها عاجزة عن وقف إسرائيل عند حدها كما نقول في المثل العربي .وتبقى أسئلة عديدة في الذاكرة من دون جواب فباكستان الدول الإسلامية التي تمتلك السلاح النووي لم تحرك ساكنا دفاعا عن المسلمين ومايتعرضون له في فلسطين مادامت المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية العاجزة عن حماية المقدسات في القدس ولا مصر أم الدنيا بجيدها العرمرم ولا سوريا في تحرير الجولان من الإحتلال الإسرائيلي ولا منظمة المؤتمر الإسلامي ،ويبقى خطاب أردوغان الأخير فيما ترتكبه إسرائيل في غزة كلام فاضي لا قيمة له بدون فعل .إسرائيل سرطان مندس في جسم العالم العربي والإسلامي .ومايجري في فلسطين اليوم سيحيي فينا روحا افتقدناها لسنين ،أيها الصامدون في غزة تحت الأرض وفوق الأرض لقد حققتم الإنتصارات وأبنتم أنكم قادرون على كسر عزيمة العدو بأسلحته الفتاكة ،كل الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج معكم فالله ناصركم ،لقد كشفتم حقيقة الحكام لكنكم اقتنعتم بأن كل الشعوب معكم في محنتكم ومادام الله معكم في كل المعارك التي تدخلونها فهو القادر على نصركم وهزم الأعداء

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube