الأطباء الشباب يَهُبُّون في قافلة طبية لمساعدة منكوبي الزلزال بجماعة “تيدلي” ورزازات
الكاتب: أنفاس بريس.
جماعة “تيديلي” بإقليم ورزازات بدواويرها الأربع والثلاثين وبعدد ساكنة تتجاوز 20 ألف نسمة، عنوان بارز من عناوين التهميش والإقصاء وأيضا من العلامات الفاضحة للمغرب المنسي هناك في الجبال وفيما وراء جبال الأطلس الكبير، فكارثة الزلزال حقا عرت المستور وغير المستور، و غير المستور هنا ، أن آلاف المواطنات والمواطنين الذين يعانون ضنك العيش محرومون من أبسط خدمات الماء والطريق وبالأخص التعليم والتطبيب.مسؤولية هذه الحكومة بالذات قائمة، لأن استمرار هذه الوضعية اختبار حقيقي للشعارات التي ترفعها صباحا مساء حول الدولة الاجتماعية، فجماعة “تيديلي” على سبيل المثال، بعدد سكانها الكبير لا تتوفر ولو على طبيب واحد، كما أن أقرب منشأة طبية تقع على بعد ساعتين من الطريق.هذه الوضعية الكارثية هي التي دفعت بالطلبة الأطباء المنضوين تحت لواء نادي أمل ” هوب “HOPE التابع لكلية محمد السادس لعلوم الصحة بمدينة الدار البيضاء بتعاون مع كل من جمعية إيميني للعمل الخيري والمجلس الجماعي لتيدلي بإقليم ورزازات من تنظيم قافلة طبية يوم 20 يوليوز 2024 بمشاركة أزيد من 30 طبيبة وطبيب في مختلف التخصصات.ولأن تعطش واحتياج سكان هذه الدواوير للخدمات الطبية كبير، فقد حج أزيد من 850 من السكان من مختلف الدواوير البعيدة والقريبة للاستفادة من خدمات القافلة الطبية، التي وفرت لهم فحوصات طبية وعلاجات فورية في عين المكان في التخصصات التالية: الطب العام، طب النساء، أمراض القلب والشرايين، أمراض العظام والمفاصل والعمود الفقري، طب الأطفال وطب الأسنان، والفحص بالصدى هذا فضلا عن الخدمات التي وفرها المروضون الطبيون الذي ساهموا في تأطير القافلة الطبية.وقد صرحت الدكتورة حسناء عزمي للموقع وهي إحدى الطبيبات المشرفات على تنظيم هذه القافلة بأن ما عاينوه من خصاص في المجال الطبي بهذه المنطقة كما بعدة مناطق منسية أخرى ببلادنا، يطرح علينا جميعا عدة مسؤوليات سياسية و مهنية وأخلاقية، سياسية بالنسبة للمسؤولين الحكوميين و المحليين الذي لا يبدلون أي مجهود لفك العزلة الطبية عن هذه المناطق الهشة التي “اكتشفها” باقي المغاربة عقب زلزال الحوز، ومسؤولية مهنية من طرف جميع مهني الصحة للقيام بواجبهم اتجاه مواطنيهم، ومسؤولية أخلاقية تشعرنا بوخز الضمير حين نعرف أن المغرب الذي سينظم كأس العالم في أفق 2030 لا زال مواطنوه في عدة مناطق يعانون من انعدام الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والوصول إلى مياه نظيفة.من جانبه صرح الطبيب الطالب أيمن ميكيل عن نادي “هوب” الذي ينظم القافلة الطبية للموقع، بأن نجاح هذه القافلة الطبية، يدفعهم كأطباء شباب ويحمسهم أكثر لمواصلة العمل والتحضير لقوافل طبية مقبلة خاصة بالمناطق التي تضررت كثيرا من جراء كارثة زلزال الحوز.