مستجداتمقالات الرأي

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين صدق الله العظيم

آثرت بدأ التعقيب على اللقاء الثلاثي الذي دعت إليه الجزائر والذي قاطعته موريتانيا منذ البداية ، بسبب عدم توجيه الدعوة للمملكة المغربية .وقد فشل اللقاء الثلاثي بالخروج الإعلامي الصريح للمنفي رافضا المشروع الذي جاءت به الجزائر من دون المغرب .وهو موقف التوافق بين مكونات الحكومة الليبية المتمسكة بالصيغة الخماسية للاتحاد المغاربي ورفضها لتأسيس أي كيان سياسي جديد يُقصي إحدى الدول المُكونة للفضاء المغاربي؛ وهو ما يٌترجم إجماع مختلف الفرقاء الليبيين حول ضرورة إعادة إحياء اتحاد المغرب الكبير بما يخدم مصالح الشعوب المغاربية بعيدا عن سياسة التقسيم أو المراهنة على إحداث شرخ آخر في المنطقة وبالتالي رفض كل مكونات الدولة الليبية الانخراط في أية لعبة سياسية جزائرية من شأنها تأزيم العلاقات المغاربية وإقبار حلم التكتل .

صفعة جديدة تتلقاها الجزائر وتنضاف للصفعة التي تلقتها في الإتحاد الأوروبي ،بحيث خرج جوزيف بوريل الممثل السامي للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بتصريح قال فيه ،أن الشراكة القائمة بين المغرب والإتحاد الأوروبي أكثر أهمية من أي وقت مضى في السياق الجيوسياسي الحالي

وشكل تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية محور محادثات جمعت، يوم الأربعاء 03 أبريل، بين السيد بوريل ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة.

وقال رئيس الدبلوماسية الأوروبية في حسابه على منصة “إكس”، يوم الخميس: “لقد ناقشنا كيفية إعطاء زخم جديد للشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، التي تعد أكثر أهمية من أي وقت مضى في السياق الجيوسياسي الحالي”.

إن تحركات النظام الجزائري الأخيرة تأتي في ظروف صعبة يمر بها العالم العربي والإسلامي بسبب الحرب المستمرة على غزة ،وتبين بوضوح حقيقة هذا النظام الذي يسعى لعزل تكتل المغرب العربي والذي كان بمبادرة الراحل الحسن الثاني في لقاء مراكش التاريخي والذي حضرته الدول الخمسة .إن استمرار النظام في الجزائر في مؤامراته والتي يستهدف منها عزل المغرب عن محيطه المغاربي تبوء بالفشل الذريع برفض موريتانيا حضور اللقاء من غير توجيه دعوة للمغرب المبادر الأول لخلق هذا التكتل المغاربي في مراكش سنة 1975 والذي حضره زعماء الدول الخمسة .إن التحرك الجزائري يأتي في ظروف صعبة تمر بها القضية الفلسطينية.بل تعزز فشل أي مبادرة في العالم العربي لاتخاذ موقف عربي موحد مما يجري من تطهير عرقي في غزة واتخاذ مبادرة عربية لدعم الشعب الفلسطيني في محنته.إن موقف جوزيف بوريل وتصريحاته اتجاه المغرب ،وخروج المنفي فيما يخص اللقاء المغاربي الثلاثي لمناقشة إحياء مشروع الوحدة المغاربية ،يعكس تخبط النظام الجزائري وسياسة العداء اتجاه المغرب ومحاولة عزله عن محيطه المغاربي .ومن دون شك أن الخروج الإعلامي لجوزيف بوريل والمنفي سيكون له تأثير ووقع على الأزمة الداخلية التي يتخبط فيها النظام في الجزائر .وننتظر ما ستتمخض عنه زيارة المبعوث الأممي ديمستورا في لقاءاته مع وزير الخارجية المغربية والذي أكد في اجتماعه مع المبعوث الخاص على التشبث بالحل السياسي الذي طرحه المغرب سنة2007 والمقترح الذي يتبنى فيه المغرب حكما ذاتيا لإنهاء هذا الصراع .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube