نقاش مباح في الخارج ومنعدم في الداخل هذا ما يجري في الإتحاد الإشتراكي
هي الصورة القاتمة لمايجري داخل الإتحاد الإشتراكي بعد اجتماع المكتب السياسي الأخير .حيث اشتاق المناضلون الإتحاديون لأيام مضت ،أيام ساد فيها النقاش المحتدم بين جيل على وشك الإنقراض ،منهم من رحل إلى دار البقاء في صمت،ومنهم من حاصرته خفافيش الظلام ،بتعليمات ممن ،حصلوا على التزكية من القيادة التي أصبحت تتحكم في كل شيئ،في غياب أية أفق للديمقراطية الداخلية ،وتجديد النخب ،والتمسك بمواقف الرجال الذين رحلوا إما شهداء وإما نتيجة معاناتهم من التعذيب والإعتقالات المتكررة خلال سنوات طويلة من النضال.عبرت من خلال العنوان عن الصورة الحقيقية التي أصبح عليها اتحاد اليوم في عهد مولاي إدريس،فالشرفاء من الإتحاديين الغير المرغوب فيهم نشطوا بقوة خارج القواعد الرسمية أقصد خارج مقرات الحزب عبر ربوع الوطن وفي الخارج كذلك ،المقرات أصبحت في غالبيتها مغلقة ومن بقيت غاب فيها النقاش الديمقراطي وأصبحت مع كامل الأسف خاوية على عروشها .فلم تعد قناعة لدى العديد بالخط السياسي في العهد الجديد بعد تزكية مولاي إدريس في المؤتمر الوطني الحادي عشر من طرف أقلية لا علاقة لها بتاريخ الإتحاد ،جاؤوا فقط للحصول على التزكية للترشح في الإنتخابات البرلمانية.فأصبح بعد المؤتمر الغريب الدخيل مناضلا ،والمناضل الذي تربى في التنظيم مشاغبا ،وغير مرغوب فيه لأن مواقفه التي ورثها جيل عن جيل أصبحت لا قيمة لها في عهد التجديد عهد مولاي إدريس وورثته .وبسبب الإجراءات السلطوية التي يشهد بها الإتحاديون والإتحاديات المتمسكون والمتمسكات بالتاريخ المجيد للإتحاد وعندما أقول التاريخ المجيد أقصد تاريخ الشهداء الذين سقطوا وقدموا أرواحهم في سبيل الإتحاد أقصد المهدي وعمر والتابعين الذين رحلوا واحداً واحداً وافتقدنا صورهم حتى داخل مقرات الإتحاد .أعلم أن بعض الأقلام الوافذة على الإتحاد تنتظر الفرصة لتوجه سهامها لكل من يحاول المس بالمقدسات داخل قلعة الإتحاد ،نعم لقد أصبحوا مجندين وأعينهم لا تغمض للتصدي لكل من سولت لهم أنفسهم الخروج طولا وعرضا منتقدين مايجري في قلعة النضال وكذا لكل من سولت له نفسه وتجرأ بالقلم لينتقد مولاي إدريس وجماعة الظل المستفيدين الجدد من الريع ،مولاي المهدي ومن معه .وكل الأقلام التي تبدع انتقادا لمايجري داخل الإتحاد قلعة النضال .قرأت اليوم مقالا رائعا ،تلمس فيه حقيقة حصرة يعبر عنها محمد بلع… البركاني المتميز باستمرار والمعبر في خرجاته الإعلامية عن عمق الجرح الذي يعاني منه كل الإتحاديين والإتحاديات .لقد وصف الإتحاد بمدرسة المشاغبين التي اجتمع فيها المعارضين والمساندين فانتصر الأنصار على المهاجرين الذي نحن وهو والذين رفعوا أصواتهم منددين من فرنسا حول مايجري داخل حزب المهدي وعمر والأموي وكل الشهداء الذين غابت عنا أسماءهم بسبب علامات الزهايمر التي نعاني منها ويعاني منها شيوخ الإتحاد المتشبثين بالكرسي والرافضين لتجديد النخب .لقد أصبحنا نحن الذين تربينا في الإتحاد غير مرغوب فينا ،بل كل الذين مازالوا صامدين يقولون وجهة نظرهم بشجاعة معرضين لكل أنواع السب والشتم والإنتقاد ،بصورة وقحة من طرف غوغائيين ،لا علاقة لهم بالإتحاد الإشتراكي وتاريخه.لا أدري إلى أين يقود هؤلاء حزب الإتحاد الإشتراكي الذي مازال يعج بالشرفاء الصامتين الذين لا يريدون تأجيج الوضع الداخلي المتفجر أصلا .أقول للذين يحاولون تجريدنا من انتماءنا ومن تاريخنا النضالي نحن تربينا في حزب الإتحاد وتعلمنا على الصمود على يد رجال صمدوا وتعرضوا لأبشع صور التعذيب .سنقاوم ليعود كل الشرفاء لقلعة النضال والنقاش الديمقراطي الداخلي ،سنعيد القطار ليسير على السكة ولن نتراجع .سنحارب كل من يريد الإساءة لتاريخ الحزب لأنه إرث يجب أن يحافظ عليه كل من تربى في الإتحاد ،والنقاش الديمقراطي مكانه في مقرات الإتحاد الإشتراكي الباقية على قيد الحياة ،ومنابره الإعلامية.نحن جميعا ملزمون بالمحافظة على الإنضباط والديمقراطية الداخلية،والمحاسبة وحرية الإنتقاد حق مشروع لكل من اقتنع عن طيب خاطر لقيم الإتحاد .أقول للذين يمارسون الإنتقاد خارج القواعد الشرعية،واصلوا التعبير عن مواقفكم ولا تركنوا للذين ظلموا ورفعوا أصواتهم المبحوحة واستغلوا منبر الإتحاد ليسيؤوا لكل المناضلين الذين يساهموا بمواقفهم ومقالاتهم تصحيح صورة الإتحاد الإشتراكي في ظل العهد الجديد،عفوا العهدة الثالثة لمولاي إدريس ضدا على الشرعية الديمقراطية التي صادرها جيش الغرباء ،يتقدمهم الشريف الودود المحبوب القادم من سيدي يحي بنيونس الولي الذي يقولون عنه الصالح ولكن في الحقيقة اجتمع قول الأغلبية فيه بأنه لايمت لسكان وجدة بصلة .تحية لسكان وجدة وللمناضلين الإتحاديين الذين لم يبقى لهم أثر في مدينةالألف مسجد.ويبقى موقفي ثابت لن يتغير من انتمائي للإتحاد ،فالصمود أمام المحن تعلمناه من رجال قدموا الكثير من أجل المغرب أولا والإتحاد الإشتراكي ثانيا رحم الله كل الذين عاصرناهم وقضينا معهم سنوات النضال والعزة ومن أجل الذين غادرونا لدار البقاء نواصل المعركة ولوبالكلمة ومن بعيد حتى يبقى الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية حزب الشرفاء.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك