القضية الفلسطينيةمستجدات

بائعة الرز…

ابو النصر بنخضراء غزة


طويلا وقفت في طابور مدرسة الوكالة في المخيم. لتحصل على كيلو رز وكيلو عدس مجروش. احتضنت الكيسين الصغيرين. وتوجهت إلى الباعة المصطفين ببسطاتهم عند بوابة المدرسة. سارت وسط الزحام. تراقب أصحاب البسطات المتنمرة. علها تجد بفراستها بائعا سهلا لينا.
فكرت بينها وبين نفسها. أنهم يبيعون كيلو العدس بخمسة عشر من الشواقل. وكيلو الرز ايضا بنفس الثمن. يعني مامجموعه 30 شيكل. وقالت لنفسها تشجعها. اكيد أن البائع يربح كحد أعلى 2 شيكل بالكيلو. فإذا ماعرضت عليه الكيلو بعشرة شواقل فسيخطف البضاعة خطفا. واردفت تخاطب نفسها بسرها تارة وتارة جهرا وتمتمة . كانت فاطمة في السادسة عشر من عمرها. بهية الطلة. خجولة أشد الخجل. لن تتجرأ على فعل مافعلته لولا الحرب والحاجة الماسة لعشين شيكل.عشرون شيكل فقط. لاتحتاج لأكثر من ذلك. ولكن لا اقل منها أيضا. توقفت أمام الشاب الذي توسمت به اللطف.انتظرت قليلا ليفرغ من أحد الزبائن وقالت له

  • معي كيلو رز وكيلو عدس . هل تشتريهم.
    نظر المتنمر الذي علمته الظروف بأن لارحمة في التجار وقال
  • توخدي فيهم هالعشرة شيكل وتتوكلي على الله.
    صدمها بما يعرضه واجابته . كلا.
    فأعطاه بضاعتها وقال
  • روحي دوري السوق كله. اذا حدا اعطاكي اكتر مني بيعي.
    تابعت المسيرة. ودت لو كانت معها اختها زينب التي تكبرها لتقوم بمهمة البيع عوضا عنها. ولكن زينب غادرت المخيم ونزحت مع زوجها إلى دير البلح.
    عرضت بضاعتها على عدد من الباعة. كلهم جشعون. الحرب والمجاعة دمرت مع المنازل بعضا من مروءة الناس.
    عند اخر بسطة وجدت بائعا لايشبه الباعة.وكانت محقة. ابو وسيم طبيب أجبرته الظروف أن يقف ليبيع على بسطة بعضا من معلبات المساعدة. والوجبات التي تسقطها الطائرت الاستعراضية. بعد أن تحصل على الاذن من دولة الاحتلال المشفوع بالمنية ولسان حالهم يقول. نحن نعطيكم الفرصة لتلميع صورتكم أمام شعوبكم. ونحن لانعطي هذا الاذن الاولاصدقاءنا. لاشيء بالمجان عندهم.
    عندما عرضت بضاعتها على ابو وسيم. عرف على الفور انها بنت نعمة أجبرتها ظروف الحرب.
    قال لها متصنعا لؤم السوقة من الباعة.
    -اكم بدك فيهم يابنت
    -عشرين شيكل
    فقال
    بس احنا هادي البضاعة نشتريها من التجار بتماني وعشرين. وبنربح2 شيكل.
    وأخرج 28 شيكل من جيبه وقال لها. لن اشتري منك أقل من التجار.
    قالت: معلش ياعمي أنا بحاجة عشرين شيكل فقط. وارادت أن تعيد له ثمان شواقل. ولكنه رفض بهدوء وابتسامة. فعلمت أنه يريد مساعدتها. وسارت بين الجموع ولم تلوي.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube