مستجداتمقالات الرأي

ملف أكثر من خمس وأربعين ألف مغربي طردوا من الجزائر

هذا ملف بقي منسي ومطوي لسنين عديدة ،رغم أن المطرودين جردوا من كل ممتلكاتهم وفصل الأب المغربي عن زوجته الجزائرية وعن أبنائه بغير حق لحد الساعة .مافعلته الجزائر التي ترفع الشعارات في العديد من المؤتمرات بدعم الشعب الفلسطيني وبالتمسك بالقيم الإنسانية وحسن الجوار ،بعيدا عما اقترفته في حق المغاربة الذين اختاروا بمحض إرادتهم رفيقة حياتهم من الجزائريات أطفالا وعاشوا بسلام حتى حدود ليلة عيد الأضحى سنة 1975 حيث قرر العسكر الإجهاز على العلاقة الأسرية التي تربط أي مغربي بجزائرية وتم شحنهم في شاحنات كالحيوانات ورموهم على الحدود يوم عيد الأضحى والكثير منهم يتذكرون هذا اليوم المشؤوم الذي سيبقى راسخا في ذاكرته إلى الأبد.العسكر المتحكم في كل شيئ لم يقتصر على فصل الأزواج المغاربة عن زوجاتهم الجزائريات بل جردوهم من كل الممتلكات التي كانوا يمتلكونها.ولعل من الأسباب التي جعلتني أتناول هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات ،استمرار العسكر والنظام الحاكم التعبير عن فشله ومقارعة النجاحات التي تحققها الدبلوماسية المغربية في المحافل الدولية ،باستفزاز من نوع آخر هو السيطرة على الممتلكات المغربية في الجزائر والتي اقتناها المغرب كمقرات للسفارة والقنصليات المغربية بغير حق كمنزل السفير المغربي في الجزائر العاصمة وهذا عمل مدان وغير أخلاقي في الأعراف الدبلوماسية.المغرب منذ سنة 1975 تاريخ طرد الخمسة والأربعين ألف مغربي وفصلهم عن زوجاتهم الجزائريات وتجريدهم من ممتلكاتهم لم يعامل الجزائريين القاطنين بالمغرب في غالبية المدن المجاورة للحدود.لم يعامل هؤلاء كم عاملت الجزائر المغاربة ،وحافظ على الأسر وحمى العلاقة التي تربط الأزواج باسم الإسلام والعروبة وحسن الجوار.خمسة وسبعون ألف من المطرودون مازالوا لحد الساعة يطالبون باسترجاع ممتلكاتهم،حاولوا بشتى الطرق وتوجهوا للمنظمات الإنسانيةوالحقوقية وللأمم المتحدة وطالبوا بالنظر في ملفاتهم ومازالوا ينتظرون ويواصلون المعركة من أجل استرجاع ممتلكاتهم التي تم السطو عليها من طرف النظام الجزائري ،وماقامت به الجزائر آنذاك يبقى وصمة عار على جبين العسكر الحاكم،عبر كل السنين الماضية والآتية حتى يسترجع المطرودون كرامتهم وأموالهم المنهوبة .إن فصل الأب عن زوجته وأبنائه جريمة لم تعرفها تاريخ البشرية،وتاريخ المجتمع المسلم عبر التاريخ .منذ سنوات وأتابع نضال العديد من الرجال الذين عاشوا المأساةوأخص بالذكر مواطن مغربي صامد مازال يواصل المعركة بلا هوادةويعتبر الرجل الصامد الذي لم ييأس ،أحيي بحرارة الملولي في هذا اليوم ومئات المغاربة الذين كانوا ضحية عيد الأضحى من سنة1975 ،حيث شحنوا في شاحنات ورموهم على الحدود المغربية الجزائرية في وجدة وأحفير ،خمسة وأربعون ألف رقم ليس سهلا أزمت الوضع الإنساني في المناطق الحدودية وعاش المطرودون في الخيام لمدة قبل أن تتكفل الدولة بهم وخلق مناصب شغل لهم .لكن الدولة لم تستطع تعويضهم عن زوجاتهم وممتلكاتهم التي حرمهم منها النظام الجزائري آنذاك .جريمة ستبقى راسخة في ذاكرة سكان وجدة والمدن المجاورة ،وستبقى مسجلة في سجلات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانيةكجرائم لا تختلف عن الجزرائم التي ترتكبها إسرائيل في سكان غزة .مأساة المغاربة المطرودون من الجزائر ومصادرة ممتلكاتهم لازالت لم تعرف حلا ولازال العديد من المطرودين يطالبون باسترجاع ممتلكاتهم لحد كتابة هذه السطور.إن فصل الزوجة الجزائرية عن الزوج المغربي والإحتفاظ بكل شيئ جريمة في حق الإنسانية لا يقبلها الإسلام كدين .إن مايرفعه النظام في الجزائر اليوم مع فلسطين ظالمة أو مظلومة يعتبر فقط شعارات للإستهلاك الإعلامي فقط ولا علاقة له بالحقيقة ولا بالإسلام.هذه المأساة التي وقعت رغم مرور السنين الطوال لم يتم رد الإعتبار للمغاربة المطرودين يوم عيد الأضحى من الجزائر ومازال نظام الكابرنات يتآمر بلا هوادة على وحدة المغرب ،ومازال يواصل تهديداته في حق المغرب وشعبه،ورغم مرور السنين فالمغاربة شعب يحلم بالإستقرار وجمع شمل الشعوب العربية .هذا حلم سيبقى ولن يزول حتى تعود الأمور لسابق عهدها ويتحرك المواطن الجزائري والمغربي بكل حرية وبدون جواز سفر بين الحدود ويختار العيش في كل مكان اختار فيه شريكة حياته ،وعندما يتحقق هذا الحلم سنكون بحق شعوبا تؤمن بالسلام والوئام والإسلام .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

المواطن عبد اللطيف الملولي الذي مازال صامدا يقوم من أجل استرجاع ممتلكات المغاربة المطرودون من الجزائر

مخيمات الإيواء التي أقامها المغرب في مدينة وجدة لإيواء المطرودين لفترة معينة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube