رياضةمجتمعمستجدات

المغاربة نسوا رمضان وتكاليف المعيشة الغالية وانشغلوا بإبراهيم دياز

أعشق كرة القدم منذ كنت لاعبا هاويا عاشقا للمولودية الوجدية تارة وللنهضة البركانية تارة أخرى لكني في نفس الوقت كنت عاشقا للرجاء البيضاوي وبطبيعة الحال للفريق الوطني المغربي .لكن حبي لكرة القدم لم يكن مطلقاإهمالي لاهتماماتي الدراسية ،وتطلعاتي وحلمي أن تبقى كرة القدم والرياضات الأخرى التي يتألق فيها المغاربة إناثا وذكورا من صميم اهتماماتي كباقي أغلبية المغاربة.المغاربة اليوم لا يختلفون عن مغاربة الأمس ولكن وضعهم الإجتماعي بالأمس يختلف عن وضعهم اليوم.الإنفجار السكاني الذي عرفه المغرب خلال السنوات الأخيرة والجفاف الذي ضرب البلاد ،ثم عدة أزمات ضربت العالم وأثرت على الإقتصاد العالمي بما فيه المغرب .وبحكم أن المغرب بلد غير منتج للغاز والبترول فإن تكفلة المحروقات أثرت سلبا على اقتصاد بلاد وارتفاع التضخم أثر بشكل كبيرعلى ارتفاع الأسعار .مما أثر سلبا علىالقدرة الشرائية للمواطن المغربي .هذا التغير الحاصل جعل انشغالات المغاربة أكثر تتجه نحو البحث عن فرص عمل ومداخيل جديدة ونسيان الإهتمامات الأخرى .فأصبحت الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص الإهتمام الوحيد لأكثرية المغاربة .في اعتقادي وحتى المغاربة الذين اهتموا بمتابعة الفريق الوطني في كأس العالم بقطر وخرجوا للشوارع فرحينبالنتائج التي حققها أسود الأطلس ،انتقلت انشغالات أغلبيتهم لفتح نقاش حول الظروف الإجتماعية التي أصبحوا يتخبطون فيها .إن الأزمة العالمية التي يعيشها العالم ومن بينها بلادنا مع كامل الأسف والتي لا تملك لا بترول ولاغاز،أصبحت جزءا من انشغالات الشارع المغربي ،وليس كرة القدم،بل أن الأغلبية المطلقة من الشعب المغربي تنبهوا لهذا المعطى وأصبحوا يعتبرونه من القضايا التي لا يمكن أن نخصص لها مجالا واسعا للنقاش .وبالتالي فالحديث عن كأس العالم والنتائج التي حققها المغرب ،ثم فشل الفريق الوطني في الفوز بكأس إفريقيا والخروج من ثمن النهاية.يفرض إعادة النظر في الإهتمام فقط بكرة القدم وبالتفكير في الفشل وإعادة النظر في التركيبة البشرية للفريق الوطني وتعزيزها بلاعبين آخرين وصرف أموال طائلة لتحقيق الأهداف .الضرورة تفرض اليوم الإهتمام أكثر في توفير فرص الشغل وفي التكوين في مختلف التخصصات والإنتقال إلى مايسمى الذكاء الإصطناعي و….و….إن الإهتمام فقط بكرة القدم وبأخباركرة القدم تنسينا انشغالاتنا الأساسية ،ولا يمكن التركيز على قضايا يعتبرها الغالبية ثانوية والإهتمام فقط بالقضايا الأساسية التي يرتكز عليها الإقتصاد العالمي .هذه هي وجهة نظري فيما يقع في بلادنا وعلينا أن نركز اهتمامنا اليوم ليس فقط على كرة القدم وعلى جعل أغلبية الشعب المغربي ينشغلون بانظمام إبراهيم دياز للفريق الوطني المغربي عوض الفريق الوطني الإسباني .لا يمكن أن تهتم وسائل التواصل الإجتماعي بتفضيل إبراهيم دياز تمثيل الفريق الوطني المغربي عوض الفريق الإسباني وعدم الإنشغال والحديث عن الظروف الصعبة التي يمر بها السكان المتضررون من زلزال الحوز والمآسي التي يعيشونها والتي تفرض حملة جديدة للتضامن معهم .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube