عودة لأبعاد زيارة ديمستورا لجنوب إفريقيا
سوف أعتذر قبل كل شيئ لكل المغاربة الذين تربطني بهم علاقة صداقة والذين جمعتني بهم أحداث غزة والفضاء الأزرق من خلال تبادل المواقف والقيم المشتركة من مجازر إسرائيل في غزة ،وضرورة التضامن معهم والتحرك الدولي لدعم الشعب الفلسطيني في محنته التي طالت وبلغت أكثر من خمس وسبعين سنة.لماذا يفتخر الفلسطينيون وكل الشرفاء في العالم بماقامت به جنوب إفريقيا والتي رفعت دعوى قضائية في محكمة العدل الدولية بحضور محامون من عدة دول بمافيها المغاربة.والذين انتزعوا حكما مؤيدا للفلسطينين لانتزاع حقوقهم ومنددا بالمجازر التي ترتكبها إسرائيل وقطعان المستوطنين في حق الشعب الفلسطيني .جنوب إفريقيا عانت من الميز العنصري وكان المغرب من الدول التي استقبلت نلسون مانديلا ودعمته بالمال والسلاح حتى نال الشعب بقيادته حقوقه.المغرب لم يدعم فقط جنوب إفريقيا وقائدها نلسون مانديلا ضد الأبارتايد وإنما دعم كذلك ثوار الجزائر وقادة حزب جبهة التحرير ونحتفظ نحن المغاربة بصور لهم في جبال بني يزناسن والناضور أين كانوا يخططون لكل العمليات ضد الإستعمار الفرنسي.العلاقة التي ربطت الراحل الخطيب بجنوب إفريقيا وقائدها العظيم نلسون مانديلا ستبقى محفوظة في تاريخ البلدين .وإذا ربطنا زيارة ديميستورا لجنوب إفريقيا ،وموقفها العدائي للمغرب في قضية الصحراء المغربية ،وهي علاقة عدوانية لأنها انخرطت مع الجزائر في معاداة المغرب ودعمت جبهة البوليساريو بالسلاح وفي كل المنابر الدولية،فإن حيادها سقط سقطة مدوية وأن ديميستورا السويدي الأصل قد انحاز كما انحازت الجزائر وجنوب إفريقيا ضد المغرب في قضية الصحراء والتي عليها إجماع وطني .ديمستورا بزيارته لجنوب إفريقيا وربط هذه الزيارة بقضية الصحراء قد خرج من الملة بالمعنى المجازي للمهمة الشاقة التي كلف بها من طرف الأمين العام للأمم المتحدة .ومن الحياد ،وفقد مصداقيته لتدبير ملف الصحراء لأنه أصبح متورطا ومنحازا ومدعما لجبهة البوليساريو مثل الجزائر وجنوب إفريقيا .وبالتالي من منظور كل المغاربة لم يعد مؤهلا لكي يكون حكما في هذا الملف بعد هذه الزيارة.وعند المغاربة فجنوب إفريقيا ليست حلالة مشاكل المستضعفين في العالم ،ولا تملك عصا سحرية لكبح جماح الطغاة بالقانون الدولي الذي لم تحترمه لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة ومن يساندها ويسير في صفها.المغرب وعلى لسان ممثله في الأمم المتحدة هلال رد الرد الجميل على زيارة مبعوث الأمين العام للصحراء ،موضحا بأن جنوب إفريقيا إلى جانب الجزائر تبذل قصارى جهودها لزعزعة استقرار المغرب بدعم البوليساريو بالسلاح والمواقف في الأمم المتحدة وبالتالي فإن المغرب لم يعد يثق في المبعوث الأممي لمواصلة بحثه عن حل لهذه القضية