د مصطفى المنوزي : تفاعله و إنطباعه الأولي مع محتوى قرار العدل الدولية
تعاملت محكمة العدل الدولية مع مطالبة حنوب إفريقيا على انها مقبولة مسطريا لتوفر الصفة والمصلحة القانونيتين لإثارة الدعوى ، وهي جدية رغم طابعها الإستعجالي ؛ لقد حرزت المدعية على موقف إيجابي بقبول المحكمة النظر من حيث الإختصاص نوعيا ؛ وهذا مهم جديا ومن شأنه تحفيز تحريك قضايا أخرى كثيرة ذات الصلة أو مماثلة ؛ وفيما يخص منطوق القرار من حيث الموضوع فإنه حرص على توصيف الأفعال وحجمها ولكن دون الإدانة والتي بدلها تم إنذار المدعى عليها ( من باب الإحتراز ) وذلك بمطالبتها بالقيام بكل الإحتياطات والإجراءات لتفادي الإنتهاكات المشكلة لعناصر الإدانة . قرار أنصف نسبيا القضية الفلسطينية ولكن مبادرة جنوب افريقيا كانت عادلة مبدئيا ؛ مما يؤكد بأنه لو توفرت بيئة حقوقية أخرى لكانت النتيجة أميل إلى قرار أكثر عدالة في الجوهر ، ما دام المنطوق بقي قيد الإجراءات الوقتية الإحترازية ؛ ولهذا ، ولكي تنتقل المحكمة من البت وقائيا أوإستباقيا إلى الحكم في الجوهر بالإدانة صراحة لجريمة الإبادة لابد من ” تجهيز ” القضية بتجويد آليات الإدعاء و المسطرة والدفاع الكمي وكذا الترافع النوعي …وإلى ذلك الحين فلتنطلق معركة التفعيل والتأويل ؛ ولا يسعنا إلا أن نقول : هنيئا ثم هنيئا …فهذه خطوة قانونية على درب المد التحرري عبر الواجهة الحقوقية ، في ظل ميزان قوى عالمي جديد لا زال يتشكل
يتبع