أخبار المهجرمعاربة العالممقالات الرأي

الأقلام المأجورة التي تسيئ للوطن بالخارج

لا أريد الدخول في جدل عقيم مع أي كان ،لكن أمارس حقي في التعبير عن مواقفي من بعض الأقلام وبعض الأصوات التي تسيئ للوطن والكثير من الوطنيين وفي نفس الوقت تغض الطرف والبصر وتبلع لسانها في فضح الفساد والمفسدين الحقيقيين الذين ورطوا البلاد وشوهوا سمعتها ،هؤلاء الذين يخدمون أجندة الخصوم بالمقابل .يتحدثون دائما عن النضال والثبات على القيم التي تميز بها رموز تارخيين من اليسار المغربي الذين دخلوا السجون في حقبة زمنية ،وعذبوا وسجنوا ،والكثير منهم غادر البلاد منهم من عاش في المنفى ومنهم عاد بعد إنشاء لجنة الإنصاف والمصالحة .للقطع مع سنوات الرصاص والمعتقلات الرهيبة في جهات عدة بالمغرب .لا أرغب في فتح هذه الصفحة حتى لا أنساق لذكر سلسلة من الأحداث المرتبطة برموز تاريخيين بقوا صامدين رغم الإعتقال والتعذيب الذي تعرضوا له والمحاكمات التي وقعت والإنتفاضات الشعبية التي تعرضت للقمع ،وكل الأحداث التي وقعت بقيت راسخة في ذاكرة الشعب المغربي والتي أصبحت من الماضي وطويت لأن الشرفاء الذين قدموا تضحيات جسام ،قرروا فتح صفحة جديدة،والتزموا لكي يكونوا في خدمة الشعب أوفياء لتاريخه ولكل الذين ساهموا في تحريره من الإستعمار ،وفي بناء الدولة على أسس وقيم ديمقراطية.إن ما يجري اليوم من فساد في البلاد يدفعنا لدق ناقوس الخطر ،وخصوصا وأن بارونات الفساد تغلغلوا في أجهزة الدولة ،وتورط عدة برلمانيين في الإتجار في المخدرات وتبييض الأموال ،يفرض على الأقلام النزيهة التي لها غيرة على صورة وسمعة البلاد فضح المفسدين والمطالبة بمحاسبتهم وتجريدهم من كل الممتلكات التي اكتسبوها بغير حق .والفساد لا يعني فقط التورط في الإتجار في المخدرات وتبييض الأموال ،الفساد يشمل كذلك التهرب الضريبي ،وسكوت أجهزة الدولة عن محاسبة الأشخاص النافدين في الدولة.وهناك أمثلة متعددة تتربع على كرسي المسؤولية في مؤسسات عدة .وتفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة يجب أن يفعل،ولا يجب أن يبقى شعارا نرفعه فقط في المنابر السياسية والإعلامية .إن الخوض في القضايا الحساسة في بلادنا من الخارج ليس لتشويه صورة البلاد ،ولكن بنية صادقة لقطع الطريق على بعض الأقلام المسترزقة التي تخدم أجندة الخصوم الذين لا يريدون الخير لبلادنا .لا نريد أن يسير المغرب بوجهين وفي اتجاهين معاكسين وبرجال مخلصين وسط رجال فاسدين .نريد أن ندعم الرجال المخلصين الذين يتحملون المسؤولية ويخدمون بإخلاص وفرضوا وجودهم في الساحة الدوليةفي عدة مجالات ويقودون البلاد بالعمل الدؤوب الذي يقومون به ويشهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء .المغرب يزخر بالكفاءات وبالعقول النيرة التي استطاعت أن تقدم الكثير من باب المسؤلية التي يتحملها، فمن يقود القطاع الرياضي يجب أن نحميه ونزكي المجهود الذي يبذله ،ومن يقود الصناعة،يفرض علينا التنويه بالعمل الكبير الذي يقوم به .المغرب يزخر بالكفاءات التي تنتظر الفرصة لكي تتحمل المسؤولية .يجب أن ننظر للمستقبل بتفاؤل ،ويجب أن تكون قناعة أي مسؤول بأنه معرض للمساءلة والمحاسبة .ولن يفلت من المحاسبة إذا أخطأ في حق الوطن .إن مسؤولية رجال الإعلام والصحافة هي متابعة مايجري في البلاد وتغطية الحقيقة وقول وجهة النظر ،بصدق ،انطلاقا من القيم النبيلة التي يتحلى بها،وجعل خدمة ومحبة الوطن فوق كل اعتبار .إن الكثير من العظماء والشرفاء الذين تركوا بصماتهم في تاريخ المغرب بمواقفهم وبدفاعهم عن القيم الديمقراطية وبمساهمتهم في تصحيح المسار الديمقراطي في البلاد ،وكل الذين قدموا الكثير للمغرب سيبقوا في الذاكرة.نتمنى أن نكون من الأقلام التي تنتقد الفساد بنية صادقة لتصحيح صورة المغرب التي لطخها بعض رموز الفساد التي لازالت تتحمل المسؤولية في أجهزة الدولة.وكذلك في نفس الوقت يجب قطع الطريق على بارونات الفساد من تحمل المسؤولية وقد انكشفت عدة وجوه في الآونة الأخيرة لا ندري كيف أغمضت أجهزة الدولة أعينها عندما ترشح العديد من بارونات الفساد في الإنتخابات للتغطية عن الجرائم التي يرتكبونها في حق الوطن والمواطنين .نحن في الطريق لتطهير البلاد من الفاسدين والعدالة يجب أن تقول كلمتها في كل شخص ثبت تورطه في قضايا الفساد ،نحن مسؤولون جميعا في الإنخراط في فضح الفساد والمفسدين لتصحيح صورة البلاد.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube