القضية الفلسطينيةمأساة إنسانية

بعد الذي جرى مسلسل التطبيع مع الكيان انتهى

لن يفكر أحد من الزعماء العرب بالتطبيع مع إسرائيل ،وإلى إقامة علاقات اقتصادية معها .والخاسر الأكبر مما جرى هي إسرائيل والرابح الأكبر هي حركة حماس رغم الشهداء الذين تجاوزوا خمسة عشر ألفا والتدمير الشامل للبنية التحتية في قطاع غزة من مدارس وثانويات ومستشفيات ومصانع ووصلت بالكيان المحتل الوقاحة حتى ضرب خزانات المياه ،والأفران ،وكل مصادر استمرار حياة السكان في قطاع غزة.الحرب الهمجية في غزةكبدت إسرائيل خسائر اقتصادية فادحة،وأوقفت عجلة التنمية في كل شيئ ومع مرور الوقت باتت إسرائيل تفقد مصداقيتها في العالم كدولة تعاني من الإرهاب في محيطها الإقليميوهي تمارس أبشع صور الإرهاب ،دولة دخلت الحرب مع مصر ،ومع لبنان ،دولة بسبب انتهاكها للقوانين الدولة واحتلالها للأرض الفلسطينية،وممارساتها القمعية في حق الشعب الفلسطيني .دولة أصبح يصنفها العالم بأنها تمارس إرهاب الدولة،وهي المسؤولة على الكراهية التي أصبح يكنها العرب من المحيط إلى الخليج لها .الشعوب العربية التي خرجت في كل العالم العربي ضد مايجري في غزة،وغياب الإنصاف والعدالة في كل المحافل الدولية بما فيها الأمم المتحدة،وسياسة الإستقواء التي تمارسها الولايات المتحدة ودولة الإحتلال ليس فقط على الشعب الفلسطيني وإنما على كل الدول التي تناصر القضية الفلسطينية وتقف بجانب غزة في محنتها .المجتمع الدولي أصبح اليوم ملزما بدعم حل الدولتين لإنهاء هذا الصراع ووقف العدوان وإنصاف الشعب الفلسطيني الذي قدم آلاف الشهداء منذ أن احتلت إسرائيل أرض فلسطين عقب ما يسمى بوعد بلفور .لم يعد بعد الذي يجري في غزة أن يسكت كل من يملك ضمير حي وقيم إنسانية السكوت عن هذه المجازر .المعركة لن تتوقف بانتهاء الهدنة التي تخدم مصالح المحتل الذي عانى من ضغط الشارع لإيجاد حل للرهائن والذي سعى بقبول الهدنة التي لم يحترمها ومارس مسلسل التقتيل في مدن فلسطينية أخرى .طوفان الأقصى سيزداد شراسة بعد انتهاء الهدنة ،ومسلسل القصف والقتل سيستمر والمعارك ستميز بين من يسعى للشهادة وبين من يخشى الموت،مسلسل الرعب سيستمر ،بعد انتهاء الهدنة وربما مع ازدياد سقوط الشهداء ،وغياب مصادر الحياة في غزة سيدفع جهات إقليمية التحرك ودخول الحرب واشتداد لهيبها ،ويبقى الشعب الفلسطيني وسكان غزة وباقي مدن الضفة هي التي تقدم أكبر عدد من الشهداء والحكام العرب المطبعين وغير المطبعين يستمرون في سباتهم وتنصلهم لحسم المعركة ومهاجمة هذا السرطان الذي تغلل اقتصاديا في كل دول الشرق الأوسط بدون استثناء ،سواءا مباشرة أوعن طريق أمريكا وأصبح يتحكم في استمرار الأنظمة أوزوالها .إذا الذي يحرج الأنظمة العربية،وينهي ليس فقط مسلسل التطبيع هي إسرائيل بسبب الحرب الفاشية التي تشنها على سكان غزة،وماتقوم به إسرائيل إرهاب دولة في نظر العديد من المحللين السياسيين في العالم .وإذا استمرّت حكومة النتن ياهو في عنادها بعد انتهاء الهدنة للقضاء على حركة حماس في غزة ،فأعتقد وهذا مايراه العديد من المتابعين مايجري أن إسرائيل لن تستطيع حسم معركة غزة لأن الفرق بين الطرفين المتصارعين شاسع ليس في القوة العسكرية وإنما الفرق يتجلى بين فريق لايهاب الموت ويسعى للشهادة وبين الطرف الآخر الذي يحب الحياة ويخشى الموت وليست له قناعة تامة بأن الحرب التي دخلها عن غير قناعة لأنها ليست ملكا له ،وأن دخولهم الحرب نابع من رغبة من حكومة تريد إقبار الحق الفلسطيني في قيام دولته وعاصمتها القدس الشرقية ،وينظرون كذلك لمحيطهم الإقليمي الذي أصبحت نظرته لإسرائيل ككيان أصبح يعتبره محيطه الإقليمي سرطان يشكل خطرا على المنطقة بكامها بدعم أمريكي .ومع استمرار الحرب ،نظرة العديد من الدول الأوروبية والأمريكية اللاتنية والأوروبية بدأت تغير موقفها مما ترتكبه إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني ،وبدأت بالفعل عجلة التغيير في مواقف العديد من دول العالم ،وهذا يدعم الحق الفلسطيني الذي يطالب باعتراف دولي لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية،لاحل لما يجري في غزة إلا بالإعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube