القضية الفلسطينيةمستجدات

*كلمات* .. في اللجنة الملعونة وما جاورها

*كلمات*

.. في اللجنة الملعونة وما جاورها

———————–

الخطر المصيري على المغرب .. مطلب الموساد .. سؤال: مَن؟ وما العمل؟

✍🏼 أحمد ويحمان

أثار د. عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، قبل أيام تحت قبة البرلمان، فضيحة ما وصفها، عن حق، بـ”اللجنة الملعونة”، في إشارة إلى ما يسمى “لجنة الصداقة البرلمانية المغربية الإسرائيلية” التي جدد مطلب الشعب المغربي بحلها والتخلص من عارها الذي تضاعفه دماء الأبرياء الفلسطينيين المقتلين والمجوعين والمجوعين بغزة . اللجنة وُلدت خارج أي شرعية سياسية أو أخلاقية؛ فقد تبرأت منها أحزاب حتى قبل أن يُعلَن عن أعضائها، وعلى رأسها حزب التقدم والاشتراكية، الذي أصدر بيانًا رسميًا أعلن فيه أنه غير معني بعضوية هذه اللجنة ، مؤكّدًا أنه لم يكن على علم بها ولم يُستشر في تكوينها. وهذا ما يعطي مصداقية أكبر لوصف الدكتور بوانو، حين قال إننا أمام لجنة “ملعونة”.. بل يمكن القول، دون مواربة، إنها “بنت خطيئة” سياسية ووطنية؛ لأنها وُلدت في الظلام، وتمثل خيانة فاضحة لقيم الشعب المغربي وهويته وموقفه التاريخي من قضية فلسطين. لكن الأخطر أن هذه اللجنة ليست سوى رأس جبل الجليد؛ فما جاورها من تحركات وواجهات ومناورات، أشد خطورة، لأنها تستهدف الهوية والرموز والسيادة الوطنية في عمقها، بل إنها تتعدى البرلمان إلى مفاصل أساسية في الدولة، وإلى البنيات المجتمعية والدينية والثقافية. *أمثلة من وحل الاختراق.. بعض ما جاور “اللجنة الملعونة”* إن اللجنة “الملعونة”، التي توقف عندها الدكتور بوانو تحت قبة البرلمان وحاول بطلبه الإسراع بحلها غسل عارها ، ليست سوى الشجرة التي تخفي غابة الاختراق الصهيوني العميق.. غابة تتسع لتشمل “عصابات” سياسية، وأذرع إعلامية، ومنصات ثقافية وأكاديمية، ومجالات رمزية وروحية، ومخططات لتزوير التاريخ، وتفخيخ الجغرافيا وإرباك الحاضر ورهن المستقبل كله للمشروع الصهيوني لتفتيت المغرب على أسس إثنية وقبلية ومناطقية .. وللتدليل، لا الحصر، على طبيعة هذا الزحف الخطير، نُورد النماذج التالية للتأمل : *1. “العصابة” و”كلنا إسرائيليون”:* في مربع أساسي لهذا المشروع، نجد المدعو أحمد الشرعي، أحد أبرز واجهات الصهيونية الناعمة في المغرب، وهو عضو المجلس الإداري لما يسمى “المنظمة اليهودية للأمن والاستراتيجيا ” – JISS”، التي يرأسها الكولونيل عيران ليرمان، مستشار نتانياهو السابق، وضابط استخبارات صهيوني من العيار الثقيل. الشرعي لا يخفي توجهه، فقد كتب حرفيًا: “كلنا إسرائيليون”! وفريقه الإعلامي – الذي يرأسه رضوان الرمضاني – اختار لنفسه، في حالة شعورية صادقةفضحت المسكوت عنه، إسم “العصابة”! .. تلك العصابة التي تعمل ليل نهار على تقديم إسرائيل كـ”نموذج”، وتهاجم فلسطين والمقاومة، وتستهدف كل الأصوات المناهضة للاختراق. القناع إذن هنا هو الشرعي وعصابته بقيادة الرمضاني .. المناولين .. “العطاشة ” في الأجندة .. أما الوجه الحقيقي، فهو الكولونيل الصهيوني عيران ليرمان .. أو، على وجه الدقة، مجرم الحرب نتانياهو عبر مستشاره العقيد ليرمان . *2. أزهاري وكادوش و”محمد ص صهيوني”!* يوسف أزهاري، رئيس فرع المغرب لجمعية “شراكة”، التي يرأسها رسميًا رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ، كان “على رأس” وفد مغربي إلى تل أبيب ضمّ المدعو جاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية بمراكش وآسفي والصويرة. (من كان هو رئيس الوفد الحقيقي ؟! ) وهناك، في متحف “أصدقاء صهيون”، طُلب من أزهاري أن يصرّح بأن “محمد رسول الله ص صهيوني”! وقد قالها بالفعل. من طلب منه أن يقول هذا الكلام؟ ومن الذي لقنه هذا الإجرام السياسي والرمزي؟ .كادوش نفسه حاول تبرير ما حدث ـ بعد أن تقدمنا بشكاية في الموضوع أمام الوكيل العام للملك بالرباط ـ فزعم أن كل ما قاموا به تم “بعلم ومباركة من الملك”! وهي نفس الجملة التي صدّر بها تبريره في مجلة TelQuel، وكررها أزهاري لاحقًا في جريدة Jerusalem Post الصهيونية. *3. محمد أوحساين و”الملك يهودي”!* وفي تطور لا يقل خطورة، خرج المدعو محمد أوحساين في فيديو يقول فيه، بالصوت والصورة طبعا، بأن “الملك محمد السادس يهودي، ولا علاقة له بآل البيت”! وهي فتوى صهيونية بامتياز، تسعى إلى ضرب ” الأساس الشرعي والتاريخي للدولة المغربية وسحب أي أساس روحي أو شرعي لرئيسها ( الملك) وكل ذلك لتهييء الأرضية لتطبيع روحي مع الكيان الصهيوني وتبرير الخطوات الموالية لتهويد وصهينة الدولة، ومن خلالها تهويد وصهينة كل الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية للمغرب . فالمغرب أمازيغي وإمازيغن هم القبيلة الرابع عشرة لبني إسرائيل ، يقول دافيد بن سوسان .. وبالتالي، فمحمد الملك محمد السادس يقبل صهينة إمارة المؤمنين وتهويد أصله .. وإلا فهو “دخيل ” لأنه عربي ومسلم .. وهذا ليس كلامنا، بل هو خلاصة ما يُناقشه بعض اليهود الصهاينة وأزلام التأمزغ المتصهين في أوكار حي الرياض بالرباط.. كما كشفت عن ذلك شامة درشول (المسؤولة عن التواصل في مكتب الإتصال الاسرائيلي بالرباط سابقا) كشاهدة عيان، وهي امرأة لا يمكن لأحد أن يتهمها بخلفياتها، وهي مستشار سابقة لمدير مكتب الإتصال .. وما تزال تتحدث من داخل مربع التطبيع . والمفجع في القصة، أنه حين فضحنا هذا الانحراف، جُند أحد رجال السلطة السابقين، المعروف بعدائه للمقاومة الفلسطينية – والذي لا يكف عن لعنها و وصف شهدائها ومقاوميها بالإرهابيين – للتصدي لنا والدفاع عمّن شتم الملك !!! بل تم تكليف أحد “الشيوخ” من أصحاب السوابق القضائية ـ على غرار عدد ممن توبعوا وأدينوا في ملفات اغتصاب أطفال وإرهاب واحتيال ـ بمهاجمتنا والإدمان على ترديد فقاعات شيطنتنا على منصات إلكترونية، مع بقية “زملائه” في ذات الشبكة. *4. عبد الله الفرياضي وعوفير جاندلمان .. و”المملكة المقدسة لبني إسرائيل”!* أما المدعو عبد الله الفرياضي ؛المعروف بخدمة بروباغندا تجميل اسرائيل وشيطنة فلسطين وأنصارها، فقد تجرأ بطلب رسمي موجه إلى رئيس الحكومة (رئيس جماعة أكادير) يقترح فيه استبدال أسماء الشوارع التي تحمل أسماء رموز وطنية من طينة الزعيمين علال الفاسي وعبد الرحيم بوعبيد، وأسماء شهداء فلسطين من قبيل محمد جمال الدرة، بأسماء صهاينة، بينهم جندية في جيش الحرب الصهيوني تُدعى “نطع القائم”! ولم يكتفِ بذلك، بل خصص في مجلته “حقائق مغربية” غلافًا تحت عنوان: *”المغرب.. المملكة المقدسة لبني إسرائيل”،* وآخر بعنوان: “أسرار القصور الملكية”! قام بإهدائه الى قادة صهاينة من داخل الكنيست الاسرائيلي و الخارجية في تل أبيب قبل بضع سنوات . إن هذا التوجه لا يمكن أن يكون منفردًا أو بريئًا. فالفرياضي ليس إلا منفذًا صغيرًا في مشروع كبير، يقف وراءه مستشار آخر لنتانياهو، هو عوفير جاندلمان، المعروف بنشاطه الإعلامي الموجّه نحو التطبيع الرمزي، واختراق الوعي المغربي والمغاربي. وهو نفس المستشار الذي نشرنا صورته مع إحداهن أمس الأول، وزعت فيديو تطالب فيه المسؤولين والنيابة العامة باعتقال المسؤولين عن الهيآت والأحزاب والنقابات و الجمعيات المناهضة للتطبيع لأنهم المسؤولين عن إخراج المسيرات المليونية ضد الإبادة الجماعية والتجويع في غزة . *آخر الكلام* إننا أمام خطر مصيري يتهدد المغرب، ليس من خلال اختراق مؤسسات الدولة فحسب، بل باختراق روح الدولة نفسها؛ اختراق يستهدف هويتنا، ووحدتنا، وتاريخنا، ومستقبلنا وكل مقومات كياننا.وسؤال المرحلة هو: مَن؟ من يقف وراء هذا المشروع؟ من يموّله؟ من يحمي أدواته؟ من يسكت على جرائمه؟وسؤال المرحلة أيضًا: ما العمل؟ما العمل؟ إذا لم نتحرك الآن، فمتى؟إذا لم نضع خطوطًا حمراء، ونعيد الاعتبار للسيادة الوطنية، ونُفعل إرادة الشعب في وجه هذا الاجتياح، فإننا سنستفيق ذات يوم على وطن لا يشبهنا، وعلى دولة منزوعة الروح.. دولة صهيو-مغربية ! أقول قولي هذا وآخر دعوانا أن اللهم اسق عبادك وبهائمك !——————-

× رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID